• 18 تشرين أول 2017
  • مقدسيات

 

 القدس- اخبار البلد - في جولة بازقة البلدة القديمة واسواقها ، من باب خان الزيت وسوق اللحامين العطارين وصولا الى باب الخليل ، ارتفعت اصوات اصحاب بعض المحال التجارية، وبعض الغيورين على القدس بالتساؤل عن مصير سوق البازار المحفور في ذاكرة المقدسية ، فلقد قال احد سكان القدس انه لا زال يذكر كيف انه كان يتوجه مع جدته الى سوق البازار بحثا عن افضل انواع الخضار وخاصة باذنجان البتيري والقرع الخليلي والعنب الحلحولي والبرقوق من بيت امر!!!

 وجاءت هذه التساؤلات والتي اثارت المشاعر الدفينة اتجاه  هذا السوق المغلق منذ سنوات طويلة ، بعد ان طال الاغلاق ، فاستثناء عمليات حفر هنا وهناك قبل بضعه سنوات ولم يتحرك اي شى في هذا المكان الذي يقع في الطريق ما بين المسجد الاقصى وباب الخليل ويعتبر من الطرق الرئيسية للاقصى وللبلدة القديمة  عامة ، هذا التساؤل رافقه الكثير من القلق من ضياع هذا العقار الهام التاريخي الاثري في موقع يعتبر من اهم المواقع في البلدة القديمة. 

 قصة هذا البازار بدات عتدما تمكنت شركة القدس القابضة من اقناع عائلة الحسيني بتأجيرها المبنى مقابل  مبلغ كبير من المال وان تقوم شركة القدس القابضة ( اول ايام عزها ) باعادة ترميم وتأهيل هذا المكان الاثري تمهيدا لاستخدامه الاستثماري  ! هذه الشركة لم تتمكن  من تحريك هذا المشروع السياحي الاهم قيد انمه !!! بحجة عدم توفر التمويل اللازم رغم ان الشركة هي استثمارية وانشات بهدف الاستثمار في القدس !! ولهذا كان من المتوقع ان تقوم شركة القدس القابضة بالاستثمار من اموال المساهمين ، ولكن لم تفعل ذلك ، وبقى البازار كما هو ! يعمل فيه الدهر ما يريد !!! فجاءت فكرة ان تقوم مؤسسة التعاون بترميم المبنى واعادة احياءه ، ولكن حتى الان لم يتحرك اي شى بهذا الموضوع ، باستثناء عملية حفر اثريه كلفت مبالغ باهظة كشفت عن ارضية اثرية بيزنطية على عمق طابق واحد على الاقل مما يزيد من فرصة استغلال الموقع سياحيا واثريا على احسن وجه ، 

مؤسسة التعاون لا تستطيع ان تساهم بمشروع هو استثماري لشركة وليس لجمعية ، ومن هنا جاءت فكرة ان يتم تاجير الموقع لجمعية معنية بالسياحة وما يسمى السياحة البديلة ولكن خوف رئيس الجمعية من التورط في هذا المشروع ( فهو لا يدخل في مشروع لا يكون العائد منه مجزيا )  ادى الى دخول مشروع سوق البازار الى مرحلة جمود مزمن مرعب ومخيف !!! 

ذكريات من سوق البازار 

هذا السوق كان يعتبر من اهم اسواق القدس القديمة حيث كان مخصصا لبيع  الخضروات والفاكهة بمختلف أنواعها ويحتوي على رصفات جميلة بديعة تسر الناظرين

 هذا السوق يتذكره كل مقدسي  فعلى سبيل المثال ذكره الدكتور امين الخطيب رحمة الله عليه  في حديث ذكريات لصحيفة القدس عام 2016  : ”… وفي أحد أيام عطل المدرسة الإسبوعية كنت حينها في العاشرة من عمري، فذهبت إلى حانوت أبي لمساعدته كالعادة، وذهب أبي لشراء حاجة البيت من سوق البازار الذي كان عامرا بصنوف الخضراوات والفواكه المختلفة فقد كان هناك شيء من الإختصاص في الأسواق، فسوق العطارين للعطارين واللحامين للحامين والبازار للخضراوات، فعندما عاد أبي تزامن دخوله مع دخول امرأة قروية بادرت بالحديث قائلة : عمي الشيخ نور أريد " حبلا " فاستدرت لأحضر طلبها، لكن أبي استوقفني وقال: لا يا بني، لا يوجد لدينا حبل، مشيرا اليًّ بالصمت، ثم وجه كلامه للمرأة ، وقال : "عند ذلك الرجل الذي يجلس على مقعد أمام محله طلبك اذهبي واحصلي عليه، وبعدما غادرت سألت أبي عن سبب قيامه بذلك فما طلبته المرأة متوفر في المحل ، فأجابني : يا بني، أنا استفتحت واشتريت لكم حاجة البيت، ولكن ذلك التاجر لم يستفتح ولديه عائلة ليعيلها ، خليه يستفتح ويشتري الحاجة لعائلته ، فتركت تلك الحادثة انطباعا بأن اهتمام الإنسان بأخيه الإنسان يجب أن يكون على رأس أولوياته، فعلمنا والدي المثل العليا والعدالة والإنصاف وحب مصلحة الغير

 كما ذكرته الناشطة المقدسية  المعروفة  وداد الايوبي في مقالة نشرتها الكاتبه والناشطة فيحاء عبد الهادى في صحيفة الايام ”

”… الحقيقة بين 36 حتى 39 كنت طالبة؛ ولكني أذكر تماماً أنه كان هنالك دوماً تصادم بين الشباب الـمقدسي، وبين العصابات الصهيونية، في مدينة القدس، وأذكر تماماً أن العصابات الصهيونية، كانت دائماً تضع القنابل هنا وهناك، ولا سيما في السوق الـمعروف بسوق البازار. في مرة من الـمرات، حطوا قنابل في سوق البازار، وكان من الضحايا لا تعد ولا تحصى، وذهبت وقتها مع السيدات العربيات، حتى نلاحظ الوضع، فكان أشلاء الـمقدسيين مبعثرة هنا وهناك، وهذا منظر لا يمكن أن أنساه في حياتي"