• 19 آذار 2018
  • مقدسيات

 

 

  القدس - أخبار البلد - كتب المحرر الإقتصادي - إن كل مار في شارع صلاح الدين الشارع الرئيسي  في القدس هذه الأيام  يلاحظ اعمال الترميم والتجديد التي يشهدها فندق ”الكابيتول“  بمحاذاة مقر شركة كهرباء محافظة القدس،  ليشعر بالأمل  من ان هناك من يعمل من اجل تغير واقع السياحة في  القدس نحو الإيجابية ، وذلك بعد أن تم الإتفاق من قبل المالك الجديد مع شركة محلية للقيام بأعمال الترميم والتجهيز ، كما تم التعاقد مع شركة  فلسطينية اخرى لإدارة الفندق ليعاود اعماله كفندق  مقدسي عريقا بعد غياب طويل عن المشهد السياحي المقدسي.  

 هذه الاعمال  اثلجت صدر الكثيرين المتابعين للشأن السياحي في القدس ، خاصة بعد التراجع الكبير في عدد الغرف الفندقية في المدينة ، فوفق طوني خشرم رئيس جمعية الأراضي المقدسة للسياحة الوافدة (جمعية وكلاء السياحة والسفر العربية سابقا)  فإن الفنادق  في القدس  تراجعت بشكل مخيف .. حيث كان لدينا قبل حرب حزيران عام سبعة وستين 2700 غرفة فندقية أصبح لدينا فقط اليوم 900 غرفة في عام 2018..

فبعض تلك الفنادق تحولت لخرابة بسبب خلافات عائلية ، وتعفنت غرفها ،  والبعض الاخر تم تحويله من قبل المالك الجديد ليكون مكاتب ومقار لمؤسسات دولية بعد ان فضل المالك الجديد ، تقديم خدمة الخمس نجوم لتلك المؤسسات السخية في الدفع ، على تقديم الخدمة السياحية الراقية من اجل القدس ، كل ذلك  من اجل عيون المؤسسات الدولية المتمركزة في حي الشيخ جراح .

 بل إن من كان يفكر بإقامة اكبر فندق سياحي في القدس  ليكون اكبر استثمار فلسطيني في المدينة ،أعاد النظر بهذا التوجه وبدأ بعرض المشروع على جهات مختلفة بحثا عن مستثمر جديد،  مما ابقى  حلم هذا الفندق على الورق فقط،  مع الابقاء على الحفرة الهائلة بادية للعيان كخير دليل على فشل الاستثمار الفلسطيني والعربي في القدس ،  خاصة أن الرخص الاولية  اللازمة قد تم الحصول عليها من السلطات الاسرائيلية لهذا المشروع السياحي الاضخم ، ووفق  المعلومات فإن صاحب الحصة الاكبر في المشروع وهو جهة فلسطينية استثمارية ضخمة تستعصب الاستثمار في القدس! رغم ان القائمين عليها يتغنون بالقدس والاستثمار فيها ، من اجل الاستهلاك الاعلامي فقط .

 وهكذا فقدت القدس فندق اخر ولكنه على الورق 

 اما الفنادق الحالية فهي لا تفى بأي غرض سوى إيواء السياح الاجانب القادمين من اجل الصلاة في الكنيسة او في  الاقصى ، فجميع فنادق القدس لا تولى أية اهمية السياحة المحلية او الداخلية ، ولهذا فهي في هذا المجال دون الحد الادنى  من حيث الخدمة ومن حيث المرافق ومن حيث حسن الاستقبال. حتى ان الداخل الى اي فندق يشعر أن الموظف يقدم له معروف باستقباله هناك او تقديم الخدمة له !

 ولعل من اسباب تراجع الواقع السياحي في القدس ايضا  كثرة الجمعيات والجهات العاملة في القطاع السياحي  التي يكاد يكون تأثيرها على الواقع السياحي معدوما ، بل إننا نكاد نجزم أن تلك الجمعيات اقيمت لأهداف شخصية للقائمين عليها، او للحصول على تمويل مشروع من قبل جهة اجنبية ، وهذا يفسر التدخل والتشابه بين وظائف واعمال والتناحر بين هذه الجمعيات السياحية ….!! فالكل يغنى على مواله