• 20 آذار 2018
  • مقدسيات

 

 القدس - أخبار البلد ـ مع كثرة الحديث في الآونة الاخيرة في القدس عن الأنتخابات البلدية الإسرائيلية وإزدياد الأصوات التي تدعو سكان القدس العرب إلى المشاركة في هذه الأنتخابات بهدف  تغير الواقع الحياتي ، خصص برنامج ” عين على القدس“ الذي يبثه التلفزيون الأردني( ويعتبر اهم برنامج يعالج وضع القدس الحياتي والتاريخي والحضاري) حلقته الاخيرة للحديث عن الإنتخابات البلدية الأسرائيلية، حيث تحدث  الدكتور رامي نصر الله مدير  مركز التعاون والسلام الدولي  في البرنامج  قائلا :“إنه لا جدوى من مشاركة المقدسيين الفلسطينيين بانتخابات بلدية الاحتلال.“  مبينا أن من يشارك بهذه الانتخابات هم أقلية مرتبطة بالمؤسسة الاسرائيلية وأجهزتها الأمنية. وقال: " لنا حق كمقدسيين بالمشاركة بالانتخاب، ولكننا لا نريد أن نمارس هذا الحق لإيماننا أن بلدية القدس لا تؤثر في السياسة العامة للمدينة".

وأضاف: إن شؤون المدينة تدار عبر اللجنة الوزارية الاسرائيلية التي تشترك بها المؤسسات الرسمية كافة وهي التي تقرر سياسة المدينة وليست البلدية. وشرح مدير المركز الأعمال العدائية التي تمارسها بعض المؤسسات والجمعيات اليهودية تحت ستار الأعمال الإنسانية والتي من شأنها تسويق فكرة أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل.

واستعرض دور مؤسسة "إلعاد" الإسرائيلية التي تحاول خلق إجماع اسرائيلي مطلق بدعم يهودية الهوية للقدس، بقوله:" منحت مؤسسة إلعاد 26 دونماً دون أي سند قانوني من قبل اسرائيل" ، مبيناً أنها ذراع تنفيذي لتهويد المدينة من خلال خلق مشاهد يهودية. وشرح دور منظمة أخرى هي "عتيرت كهونيم" والتي تهدف إلى إنشاء مدارس يهودية قريبة من المسجد الأقصى، مبيناً أن هذه المنظمة تُسكن (80) عائلة لإستيعاب طلاب يهود داخل الأحياء الإسلامية في المدينة .

وبين أن هذه المنظمة تهدف لخلخلة الوجود الإسلامي بخلق بؤر استيطانية داخل الأحياء الإسلامية، وأن تمويل هذه المنظمة القوي والإجماع الإسرائيلي بيهودية المدينة يدعمها.  وحول مسوغات اختيار التجمعات اليهودية داخل الأحياء العربية، قال: " إن هذه المنظمات تنتشر من خلال إدعاء عدم وجود مُلاك لبعض بيوت المقدسيين، وتستغل غياب مالكيها، حيث طبقت اسرائيل مؤخراً قانون أملاك الغائبين الذي خولها السيطرة على هذه البيوت والمنازل العائدة ملكيتها لفلسطينيين".

وحذر من إتباع هذه المنظمات لأسلوب آخر عبر شرائها لعقارات في القدس من خلال انشاء شركات وهمية مسجلة خارج أسرائيل. وأشار إلى أن  سلطات الاحتلال  تتمدد داخل القدس من خلال انشاء حدائق عامة تدار من قبل منظمات اسرائيلية، خاصة في مناطق: جبل المكبر والطور وسلوان والشيخ جراح.

وحذر من سير الأمور بشكل سلبيٍ في المدينة - مثالاً على ذلك-  سيطرة اسرائيل على موقف سيارات سابق وقيامها باجراء عمليات حفر في الموقف، مؤكداً أن الآثار المستخرجة منه إسلامية وتعود لعهود مضت كالعهد العباسي وعملت اسرائيل على تدميرها. كما كشف بعض أساليب اسرائيل بتهويد المدينة بينها اقرارها  لانشاء مركز ثقافي يهودي يبعد 20 متراً عن حائط  المسجد الأقصى، "وأن اسرائيل تدعم   هذه المشاريع بالإدعاء أنها تطور المدينة ".

وأكد نصر الله على وجود مساعٍ جادة من قبل المقدسيين لمقاومة التعديات الاسرائيلية الهادفة لتهويد المدينة، بينها مبادرات تحاول تعزيز الحيز العام الفلسطيني كانشاء الحدائق الصغيرة في التجمعات المقدسية العربية حفاظاً على الأرض وصونها من أي تعدٍ اسرائيلي.  

وحول وجود تواصل مع هيئات اسرائيلية يسارية تخالف مبدأ "يهودية الدولة" وتجنح للسلام، قال نصر الله:  " إن المنظمات الحقوقية الإسرائيلية باتت مهمشة جداً وفقدت تأثيرها، باعتبار أن الرأي العام الاسرائيلي أصبح منحازاً لتطوير الطابع اليهودي للمدينة والسيطرة على المشهد والحيز العام"، مؤكداً التضييق على هذه المنظمات من قبل المؤسسة الاسرائيلية الرسمية.