• 11 حزيران 2019
  • مقدسيات


القدس – أخبار البلد – يعيش  الشارع المقدسي حالة من التوتر بعد ان صادقت المحكمة العليا على صفقة بيع عقارات تابعة للكنيسة الارثوذكسية لصالج جمعية عطيرت كوهنيم الاستيطانية ، حيث يتهم الشارع القائمين على الكنيسة الارثوذكسية في القدس بالتساهل مع الصفقة التي افقدت الكنيسة احد اهم املاكها في البلدة القديمة . فلقد اصدر المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بيان وصلت نسخة منه شبكة " أخبار البلد " قال فيه "  لم نفاجئ من قرار ما يسمى بمحكمة العدل الاسرائيلية حول الفنادق والعقارات الارثوذكسية في منطقة باب الخليل والتي تم تسريبها بطرق ملتوية غير قانونية وغير شرعية . لا نثق بقرارات المحاكم الاسرائيلية التي وجدت من اجل خدمة الاحتلال وسياساته وممارساته ونعتقد بأن قرار ما يسمى بمحكمة العدل الاسرائيلية بالمصداقة على ملكية الهيئات الاستيطانية لعقارات باب الخليل انما يعتبر هذا عملا باطلا غير قانوني وغير شرعي .

ان من اقدم على عملية التسريب هذه لا يحق له أن يقوم بهذا وليس مخولا او صاحب صلاحية بأن يفرط بعقاراتنا واوقافنا التي هي جزء من تاريخنا وتراثنا وعراقة انتمائنا لهذه الارض المقدسة .

ان استيلاء المنظمات الاستيطانية اليهودية المتطرفة على عقارات باب الخليل العريقة انما تعتبر نكبة جديدة تضاف الى النكبات والنكسات التي تعرض لها حضورنا المسيحي في هذه المدينة المقدسة وفي هذه البقعة المباركة من العالم .

ان قضية باب الخليل انما هي مسألة في غاية الخطورة فاستيلاء المستوطنين على الابنية العريقة والجميلة والتي تعتبر واجهة القدس ومرآتها ومدخل الزوار والحجاج الى اماكنها المقدسة واستيلاء المستوطنين على هذه العقارات انما تعتبر انتكاسة خطيرة غير مسبوقة للقدس وهويتها العربية الفلسطينية .

نعرف جيدا من هم المتآمرون ومن هم المتواطئون والمتخاذلون ومن الذين تم استعمالهم كأدوات قذرة من اجل تمرير هذا المشروع الاستيطاني الخطير في مدينة القدس ولكننا نود ان نقول بأنه لا يجوز لنا ان نكتفي باصدار بيانات الشجب والاستنكار حول هذه الجريمة الجديدة المرتكبة بحق كنيستنا واوقافنا في المدينة المقدسة بل يجب التفكير وبشكل جدي في سلسلة نشاطات احتجاجية سلمية لكي نوصل رسالتنا الى العالم والى كل من يعنيهم الامر بأن صفقة باب الخليل مرفوضة جملة وتفصيلا حتى وان صادقت عليها المحاكم الاسرائيلية ، وان هذه الصفقة لن تمر مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات .

ان استهداف الابنية الارثوذكسية العريقة في باب الخليل انما يندرج في اطار التآمر على حضورنا المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة ، فأعدائنا اوجدوا لنا داعش واخواتها من المنظمات الارهابية بهدف استهداف الحضور المسيحي في هذا المشرق العربي كما وغيره من مكونات هذا المشرق اما عندنا فقد اوجدوا لنا داعش بثوب مختلف وباسلوب اخر ونعتقد بأن الداعشية هنا وهناك انما هما وجهان لعملة واحدة وهدف هؤلاء هو تدمير حضارتنا والنيل من تاريخنا وتراثنا وتهميش حضورنا وصمودنا وبقائنا في هذه الارض المقدسة .

لم يبقى في فلسطين الا 1% من المسيحيين واعداد المسيحيين تتراجع بشكل دراماتيكي في مدينة القدس وصفقة باب الخليل ستؤدي الى تراجع مذهل وكارثي لحضورنا المسيحي العريق والاصيل في هذه المدينة المقدسة .

اوجه ندائي الى كافة الكنائس المسيحية في عالمنا شرقا وغربا بأن انقذوا باب الخليل من ايدي المستوطنين المتطرفين وقفوا الى جانب القدس المستهدفة والمستباحة في كافة مقدساتها واوقافها .

نناشد المرجعيات الروحية المسيحية والاسلامية ونناشد الاحرار من ابناء امتنا العربية بألا يستسلموا امام هذا الواقع المأساوي الذي يرسم لمدينتنا المقدسة كما اننا نناشد جلالة الملك عبد الله الثاني بصفته حامي المقدسات الاسلامية والمسيحية وحامل الوصاية الهاشمية عليها بأن يقوم بما يجب ان يقوم به من اجل ابطال صفقة باب الخليل المشؤومة فباب الخليل واوقافنا المسيحية المستهدفة والمستباحة لا تقل اهمية عن الاقصى وعن كافة مقدساتنا في مدينة القدس .

ان باب الخليل في خطر كبير وقرار ما يسمى بمحكمة العدل العليا الاسرائيلية انما يجعلنا ندق ناقوس الخطر مجددا بأننا امام كارثة جديدة محدقة بنا ولم يعد كافيا اقتصار ردود الفعل على بيانات الشجب والاستنكار والقدس تضيع من ايدينا وللاسف الشديد هنالك من باعوا ضميرهم ودينهم وانسانيتهم بحفنة من دولارات الخيانة والعمالة واصبحوا ادوات مسخرة في خدمة الاحتلال واجندته في المدينة المقدسة .

يجب علينا جميعا ان ندرس بشكل سريع وعقلاني ما هي خطواتنا المستقبلية واتمنى ان لا يكون البعض متفرجا ومكتوف الايدي على ما يحدث حتى يدخل المستوطنون الى هذه الابنية التي قدمت اليهم بطريقة غير قانونية وغير شرعية .

 بينما قال صلاح الزحيكة الناشط الاجتماعي والقيادي في حركة فتح في معرض تعليقه على تلك الانباء

" كثر اللغط في الآونة الخيرة في موضوع تسريب او الأدق الاستيلاء على املاك الكنيسة الارثوذكسية اليونانية في منطقة باب الخليل بين متهم لهذا وذاك او شامت يندب الحظ بعد سماعه لقرار محكمة المستوطنين العليا في رد دفوعات الكنيسة الارثوذكسية التي تقدمت بالمعونات اللازمة من اجل دحض هذه الصفقة المشبوهة وأبطالها واستعادة املاك الكنيسة

 أليس بالإمكان ان يتم الاسترداد بضغط أردني فلسطيني والكنيسة الروسية واليونانية هذا ضغط اذا تم السعي له مع ضغط دولي ووعي عند الناس لتشكيل رأي عام مساند لاسترداد املاك الكنيسة بدلا من ابداء الشماتة التي لاتسمن ولا تغني من جوع او التحزب لايرنيوس الذي سرب او ثيوفيلوس الذي تقاعس ! 

نحن شعب ينسى في مواقف كثيرة اننا نعيش تحت احتلال إحلالي استيطاني يريد طردنا جميعا من القدس بلا استثناء المسلم قبل المسيحي والشامت قبل المدافع فلنكف عن اللطم الذي لا طائل منه والابتعاد عن السلبيات التي فقط توغر الصدور على بعضنا ولا تخدم قضيتنا . وكيف وما هي وسائل وطرق العمل لاسترداد ما سلبه المستوطنون بأساليبهم الملتوية .؟!

كيف نستطيع ابداع وابتكار طرق احتجاج على قرارات المحاكم الاسرائيلية ، كيف نحمي أملاكنا المسيحية منها قبل الاسلامية

كيف نوحد جهودنا ونفكر بعقل ووعي لإظهار ان الصفقة لن تمر والعمل مع الكنائس العالمية والمجتمع الدولي من اجل ابطال هذه الالاعيب للجمعيات الاستيطانية فان سقطت منطقة باب الخليل بايدي الجمعيات الاستيطانية فلن تنفعنا التعليقات التي تتهم السابق او البطريرك اللاحق وتنسينا اننا امام واجب وتحمل المسؤولية كمجتمع مقدسي يرزح تحت احتلال إحلالي . ان لم ندافع جميعنا اليوم عن باب الخليل فمن يدري متى ستسقط باقي أبواب القدس..