- 26 حزيران 2019
- مقدسيات
القدس – أخبار البلد - " ان عدم تمكن احياء مشروع البازار الكبير في البلدة القديمة يعتبر فشلا ذريعا لكل لشركاء فيه " هذا ما قاله احد الأشخاص الذين كانوا على اطلاع بكل تفاصيل مشروع الغراند بازار أي البازار الكبير في البلدة القديمة، قالها بحرقة بادية على محياه وهو يتحدث لشبكة " أخبار البلد" حول هذا المشروع الذي يدل على عدم جدية الاستثمار في القدس .
ان سوق البازار الذي كان يمتد من سويقة علّون قرب باب الخليل حتى ملتقى مفرق الطرق بين سوق الحصر وسوق اللحامين، ويبعد عن ميدان عمر بن الخطاب مسافة مئة وعشرين مترا فقط ، ولاحقا تقلص المفهوم ليشمل المنطقة الواقعة بين طريق البيمارستان (المارستان) وسوق اللحامين وفي الماضي كان العقار هو المستشفى الصلاحي نسبة الى صلاح الدين الايوبي الذي اوقف عليه الاطباء وجعله مركزا لمعالجة مرضى القدس. وكان يعتبر اهم المستشفيات في الفترة الايوبية ومنه نقل الطب العربي الى دول الغرب، حتى ان أطباء أوروبا كانوا يحضرون اليه من اجل التدريب والتعلم ، فالقدس كانت متطورة اكثر من كل الدول الأوروبية .
هذا المبنى مسجل لدى اليونسكو كمبني اثري تبلغ مساحته الداخلية المسقوفة اكثر من 450 متر والسطح تبلغ مساحته 1000 متر مربع وهو مبني على طريقة الاقواس الصليبية التقليدية
ولكن وبعد ان خرب وتعطل حاله، استخدم مركزا متخصصا لبيع الخضار والفاكهة خاصة في العقود الثلاثة الاولى من النصف الثاني من القرن العشرين، قبل ان يتم اغلاقه بشكل كامل منذ اكثر من عشرين عاما وبالتحديد في عام 2016 بعد ان قامت شركة الغراند بازار بشراء نصف حقوق اجاره المحمي من عائلة الحسيني التي يعود لها العقار كوقف ذري .
هذا العقار الاثري بالغ الأهمية يعاني من اهمال كبير بعد ان قرر الشركاء عدم الاستثمار فيه رغم انه يكلف الشركة ما لا يقل عن ثلاثين الف دولار سنويا ما بين ايجار وضريبة ارنونا .
ووفق اقوال بعض المطلعين فان المبنى بحاجة الى استثمار لا يزيد عن المليون دولار حتى يبدا العمل بعد ترميمه ، حيث كان البنك الإسلامي قد خصص هذا المبلغ من اجل ترميم المكان والعمل فيه ، ولكن بسبب خلافات شخصية واختلاف على تقاسم الحصص والسيطرة بين الشركة والجمعية التي تم انتدابها لإدارة المشروع فشلت الشراكة ، وذهبت الأموال ، وعندما حاولت مؤسسة التعاون شراء العقار ، بالغت الشركة صاحبة حقوق المنفعة في السعر كثيرا وفشلت أيضا محاولة التعاون الاستثمار في هذا العقار الذي يقع على شارع لا تتوقف فيه الحركة ليلا نهار في البلدة القديمة . على عكس الشوارع الأخرى ، حيث كان الاقتراح في حينه ان يتم إقامة قرية حرفية للمهن التي انقرضت في القدس ،وفي هذا الاطار وافقت سلطة الاثار الإسرائيلية على حفر الأرضية ليصلوا الى البلاط السلطاني الأصلي الذي كان أيام صلاح الدين وايام المستشفى .
وقال احد التاجر في البلدة القديمة : انه لو كانت شركة الغراند بازار معنية حقا بالاستثمار في القدس لتم احياء العقار والحفاظ عليه.
مضيفا ل" أخبار البلد" : يا رجل لو فتحوا مقهى شعبي يقدم الشاي والقهوة والنرجيلة على كراسي من القش لأعادوا الحياة للمكان والمنطقة وحافظوا على العقار، ولحققوا عائدا استثماريا مناسبا ، ولكن يبدو ان القائمين عليه غير معنين فيه ولا في الاستثمار في القدس .
وتدخل تاجر اخر في الحوار وقال: نحن تجار المنطقة مستعدون ان نستثمر فيه وان نعيد تشغليه بالشكل المناسب ، ولكن أصحاب العقار يرفضون ذلك ،وهذا دليل على عدم جديتهم .