• 23 تموز 2019
  • مقدسيات

 

 القدس – أخبار البلد -  بعد اشهر طويلة من الحديث الصامت خلف الأبواب المغلقة، ومحاولة البعض وخاصة الموظفين التوصل الى اتفاق يبقى هذه المؤسسة المقدسية العريقة تعمل ، الا ان رفض الإدارة  التعامل  بجدية مع ابسط حقوق الموظفين  ،دفع الموظفين الى اتخاذ  فان الخطوة التي يخشاها الكثيرون ولم يتوقع سكان القدس الوصول اليها ، ولم تصدر صحيفة "القدس" لأول مرة من عام سبعة وستين، كما ان الصحيفة لن  تصل الى بيوت القراء  ولن يجدها العاشقون  في الحوانيت  ، كما هو حال أبو يعقوب الذي يقول انه يحرص على شراء الصحيفة يوميا منذ أربعين عاما  رغم تراجع الصحيفة في الاوانه الأخيرة والتي لم تعد تحتوى على الكثير من الاخبار ولا من الأقلام المعروفة الا ان هناك نكهة خاصة لهذا الصحيفة .

 وكانت شبكة " أخبار البلد" وسيلة الاعلام الوحيدة التي نشرت تفاصيل الازمة التي تمر بها صحيفة القدس منذ اكثر من عام  حيث  يقول القائمون عليها ان صحيفة القدس  تواجه ازمة خانقة منعت الإدارة من دفع رواتب الموظفين المتبقين بعد فصل العشرات منهم على مدار اشهر طويلة ، ورغم الجهود التي بذلها الموظفين كما قالت مصادر مطلعة ل"أخبار البلد" بما في اقتراح تشكيل خلية ازمة من الخبراء الماليين والاداريين  في الصحيفة لادارتها لفترة معنية بهدف انقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الاسم العريق ، الا ان الإدارة رفضت كل هذه الحلول مما أدى الى اصدار بيان يعتبر نقطة فاصلة في حياة هذه الصحيفة العزيز على قلوب المقدسيين  التي تعتبر الاقدم في فلسطين والاكثير استمرارية .

 ويذكر ان اسم صحيفة القدس باللوغو المعروف بها كان يساوى عشرات الملايين من الدولارات والان انخفض ثمنه في السوق العالمي بصورة كبيرة بسبب الازمة والصعوبات وعدم تمكن الصحيفة من الصمود امام التحديات المختلفة ، فهي لم يعد تمثل القدس وأهلها ومشاكلهم كما كانت في الماضي .

 وجاء في البيان الذي وصلت نسخة منه لشبكة " أخبار البلد؛  بتوقيع لجنة موظفي صحيفة القدس والموقع الالكتروني ومكتب الإعلانات ما يلي:

بعد انقضاء المهلة التي تم الاتفاق عليها مع إدارة الصحيفة ممثلة بالسيد هاني العباسي، والتي تضمنت وعدا والتزاما قطعته الإدارة على نفسها بتحويل باقي راتب شهر آذار وراتب شهر نيسان كاملا لجميع الموظفين في الصحيفة حتى تاريخ ٢٢ تموز ٢٠١٩ وهم العاملون  بالصحيفة الورقية وموقع الصحيفة الإلكتروني ومكتب إعلانات الصحيفة (موديكو) وفي ضوء تعاون اللجنة التي تمثل الموظفين مع إدارة الصحيفة ومنحها هذه المهلة وتأجيل الإضراب الذي كان مقررا مطلع شهر تموز الحالي وفي ضوء مماطلة إدارة الصحيفة ومحاولة خلق ذرائع جديدة وطلب مهلة أخرى مدتها شهر من اليوم وفي ضوء الأوضاع والظروف المأساوية التي يعاني منها جميع الموظفين وأبرز تجلياتها عدم تحويل رواتب منذ أربعة اشهر واهمال الدفعات الخاصة بصناديق الضريبة والتوفير والتأمين الوطني والصحي وعدم دفع المستحقات الخاصة بالموظفين الذين تم إنهاء خدماتهم فإن اللجنة تعلن باسم كافة الموظفين عن بدء إضراب مفتوح عن العمل اعتبارا من اليوم الموافق ٢٢-٧-٢٠١٩ بما يتضمن عدم صدور الصحيفة لحين وفاء الإدارة بكل الالتزامات المترتبة عليها .

وفي الوقت الذي  نعبر فيه عن فخرنا واعتزازنا بالتضحيات التي يقدمها الموظفون والذين تحاملوا على أنفسهم وهم يتعرضون لضغوطات حياتية جسيمة طالت لقمة عيش ابنائهم وهددت مستقبلهم الدراسي والجامعي  وأثرت على معاملاتهم في البنوك ودوائر وفروع البريد وغيرها الكثير من المعاناة وظلوا اوفياء لصحيفتهم وعلى رأس عملهم، فإننا نعلن بوضوح اصرارنا على الإضراب الذي يعتبر خطوة شرعية لنقل معاناتنا إلى كل الهيئات والمؤسسات والقيادات والمرجعيات وتعزيزه بخطوات تصعيدية لاحقة تتضمن فتح الباب أمام وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية لتوثيق المعاناة التي تحملها الموظفون حتى تحقيق كافة المطالب المشروعة مؤكدين حرصنا التام على هذا الصرح الوطني المنغرس في عروقنا ودمائنا وكنا ولا زلنا الأوفياء المخلصين له ..