• 13 تشرين أول 2019
  • مقدسيات

 

 القدس – أخبار البلد –  وجدت المرجعيات الدينية وعلى راسها مجلس الأوقاف نفسه مضطرة لإصدار بيان كرد على تصريحات وزير الامن الداخلي غلعاد اردان  والتي نشرتها صحيفة ماكور ريشون اليمينية وقال فيها  ان السلطات الإسرائيلية قد تتيح قريبا لليهود بحرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية في المسجد الأقصى وذلك على ضوء ارتفاع عدد اليهود المتطرفين الذين اقتحموا الأقصى

 هذه التصريحات تشير بشكل واضح الى المخطط  الذي تسير عليه الحكومة الإسرائيلية في تهويد الأقصى بالكامل بعد  تقسيمه زمانية ومكانية .

 جاء في بيان المرجعيات الدينية التي تضم مجلس الأوقاف للشؤون والمقدسات الاسلامية ودائرة الأوقاف ومجلس الإفتاء ودائرة قاضي القضاة والهيئة الإسلامية العليا  ووصلت نسخة منه لشبكة " أخبار البلد"  ما يلي :

تزايدت التصريحات الاعلامية والدعائية المتطرفة والتحريضية ضد المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف في الآونة الاخيرة الامر الذي دفع كافة الهيئات والمرجعيات الاسلامية في بيت المقدس لتكثيف اجتماعاتها واتصالاتها للخروج بتقييم شامل للموقف إزاء هذه الهجمة الشرسة التي تطال المسجد الاقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف والتي كان أخطرها هي تلك المهاترات العبثية التي تكررت على لسان ما يعرف بوزير الامن الداخلي لدولة الاحتلال جلعاد آردان، والتي تؤكد بشكل قطعي سعيه الدؤوب لاستهداف المسجد الاقصى المبارك من بوابة الوضع التاريخي والديني القائم في المسجد الاقصى المبارك منذ أمد بعيد، بإحداث وضع تمرر فيه صلوات المتطرفين اليهود داخل ساحات المسجد الاقصى المبارك لا قدر الله.

وليس أدل على خطورة هذه التصريحات هو أداء اجهزة الشرطة وقوات الامن المؤتمرة بأوامر هذا المتطرف المدعو جلعاد اردان، والتي باتت تشكل رأس الحربة في المشروع التهويدي بكل تصرفاتها وسلوكها على ابواب المسجد الاقصى المبارك وداخل ساحاته الشريفة وحتى في مصلياته وعلى رأسها مصلى باب الرحمة، مع تعطيل متعمد لكافة مشاريع إعمار المسجد والتي باتت تشكل تهديداً لأبنيته التاريخية، في استهتار بمشاعر ملايين المسلمين حول العالم.

وعليه تؤكد الهيئات الاسلامية والمرجعيات الدينية في بيت المقدس على ما يلي:

1. ان كل ما يتعلق بالمسجد الاقصى المبارك هو تحت متابعتنا الحثيثة في رصد أي انتهاك او تجاوز، والتي لطالما كانت وستبقى محكومة ضمن اطر الشفافية والمكاشفة، بعيداً عن المزايدات التي لا تخدم سوى مخططات المتطرفين والاحتلال واذرعه ومنظماته والقائمين عليها.

2. تحذر الهيئات الاسلامية من هذه التصريحات والعنتريات غير المسؤولة التي تسوق المنطقة والعالم بأسره نحو حتمية صراع ديني لا نتمناه، فأي مساس بالمعتقدات والمقدسات هو ازدراء وتعالي على حقوق الشعوب والامم والتي لن تجلب معها الا الخراب والدمار لكل من تحدثه نفسه بأن وعداً باطلاً أو مجرد حلماً واهياً او خرافة بالية قد تحقق له مطامع استعمارية احتلالية مغلفة بغطاء ديني في بيت المقدس والمسجد الاقصى المبارك، فسيبقى المسجد الاقصى المبارك مسجداً اسلامياً رغم تصريحات مسؤول عابر سيمضي كما مضى من قبله من أعدائه الحاقدين.

3. واهم من يظن ان مواقف شعوب أمتنا العربية والاسلامية تبنى على منطق القوة والهيمنة والترهيب، فهذه الامة الخالدة التي تعهد الله بحفظها لن ترضخ ولن تستكين حركتها ان مست بعقيدتها رمز عزتها وكرامتها والذي يشكل المسجد الاقصى المبارك حيزاً من هذه العقيدة الراسخة.

4. واهم من يعول على التأثير على موقف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه وموقف اسرته الهاشمية الاردنية الكبيرة من المسجد الاقصى المبارك فهذا الارث التاريخي الذي حمله الهاشميون جيلاً بعد جيل لهو شرف على جبينهم فلن تجد فينا من يفرط بهذا الشرف وسيبقى المسجد الاقصى تحت وصاية هاشمية عربية اصيلة.

5. لا مكان للمساومات بالحديث عن ثوابت الدين الاسلامي الحنيف التي رسخت علاقة هذه الامة بمقدساتها وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك الذي نزلت آياته قرآناً يتلى حتى يرث الله الارض وما عليها مسجداً اسلامياً بكل ساحاته ومصلياته فوق الارض وتحتها وفي فضائه الشريف، بمساحته البالغة 144 دنم وبطرقاته الواصلة اليه، والذي لن يكون يوماً الا كما عرفناه مسجداً اسلامياً يعظم فيه اسم الله وحده لا شريك له ولا مكان للشراكة فيه بقرار رباني.

6. تشد الهيئات والمرجعيات الدينية على ايدي المرابطين في ساحات المسجد الاقصى المبارك وعلى مداخلة من حراسه الشرفاء ومن ابناء الارض المباركة الذين ينوبون عن أمتهم، فاثبتوا ثبتكم الله وجعل من وقفاتكم المباركة نبراساً يعرف به الحق والعدل، وتعرفون به في موقف عظيم لا ينفع معه مال وببنون الا من أتى الله بقلب سليم.

 ويذكر ان وزير الامن الداخلي وبدعم كامل من رئيس الحكومة وقادة الشرطة تمكن من تشديد الخناق على دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى ، ولاحق المرابطين والمرابطات وابعد الكثيرين عن الأقصى في الوقت الذي فتح فيه المجال لمزيد من المتطرفين اليهود والمستوطنين لاقتحام الأقصى حتى في المناسبة الإسلامية مثل عيد الأضحى وشهر رمضان وغيرها  وسط حراسة الشرطة الإسرائيلية التي تخلق حيزا عام لليهود المتطرفين بانتهاك حرمة المسجد من خلال القيام بشعائر تلمودية علانية وبحمايتها وبعد ابعاد حراس الأقصى كما حدث في الأيام الأخيرة

 واستند اردان في تصريحات على المعطيات التي تشير الى  ان عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى والحرم القدسي في العام 2015، وصل إلى 10000 مستوطن، ليرتفع عام 2016  إلى 14626، كما ارتفع العدد بنسبة 63% عام 2017 ووصل إلى 25628 مستوطنًا، وفي العام 2018 الماضي، تجاوز عددهم 35 ألف مستوطن.