• 5 تشرين الثاني 2019
  • مقدسيات

 

  القدس – أخبار البلد -  اعرب الكثير من المقدسيين عن خشيتهم ان تكون الضغوط من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة التي تدعى الملكية اليهودية على موقع قبور السلاطين في نهاية شارع صلاح الدين  قد اثمرت  باجبار الحكومة الفرنسية على إعادة فتح الموقع  الذي كان قد اغلق في وجه الزوّار عام 2010، عندما بدأت فرنسا عام 2007 حملة ترميم كبيرة استمرت حتى صيف 2018 بتكلفة وصلت إلى مليون يورو.

هذا القلق المقدسي جاء بعد اعلان القنصلية الفرنسية عن إعادة فتح  الموقع الاثري المقدسي الأصيل وجاء هذا في بيان وصلت نسخة منه شبكة " أخبار البلد" :

"  ترحّب فرنسا بإعادة فتح قبور السلاطين، بتاريخ ٢٤ تشرين الأول وفق الالتزامات المعلنة، وهو صرح وطنيّ فرنسيّ يقع في القدس الشرقيّة ويعدّ موقعاً أثريّاً هامّا يعود إلى القرن الأول للميلاد. وقد أجريت أولى الزيارات في ظروف جيّدة ووفقاً للطرائق التي حدّدتها القنصليّة الفرنسيّة العامّة في القدس.  إنّ إعادة فتح هذا الموقع هو ثمرة أعمال تأمين وترميم هامّة شرعت بها السلطات الفرنسيّة خلال السنوات الماضية، مع مراعاة أعلى المعايير العلميّة.  وتتشرّف فرنسا بالمساهمة في الحفاظ على المواقع التي تمتلكها في هذه المدينة وإتاحتها للجمهور بمختلف أطيافه. وهي عازمة على أن تظلّ مخلصة لهذه المهمّة وتتمنّى أن يتمّ الحفاظ على المناخ اللازم لتنظيم زيارات المجموعات الصغيرة، وفقًا للطرائق التي حدّدتها القنصليّة الفرنسيّة العامّة في القدس.

  وجاء قرار إعادة فتح قبور السلاطين وفق قيود مشددة خشية قيام اليهود المتدينين بأية خطوات غير متوقعة

حيث يزعم اليهود المتدنين  بان قبور السلاطين تحوي قبورا للنبيين داود وسليمان -عليهما السلام- وللملكة هيلانة التي جاءت من العراق واعتنقت الديانة اليهودية و"جلبت الخيرات لسكان القدس"، وفق كتاب التلمود اليهودي.

وبتلك الحجج، طالب اليهود مرارا بفتح المكان لصلاة اليهود، وسُجلت حالات اعتداء على حُراس المعلم وتجمهر للصلاة أمام بابه الموصد، كما اتجه بعض الجماعات اليهودية إلى القضاء ضمن محاولات باءت بالفشل لانتزاع المعلم من فرنسا وضمه إلى الإسرائيليين. وفي ظل تلك المعطيات ظلت فرنسا متوجسة على الدوام من تحوّل المعلم الأثري إلى معلم ديني يهودي. وهذا ما يفسر قرار فتح الموقع يومين في الأسبوع بواقع أربع ساعات لليوم الواحد، وحجز مسبق عبر الإنترنت يشمل تقديم رقم الهوية الشخصية والبريد الإلكتروني، حيث يسمح لثلاثين زائرا فقط بالجولة الواحدة رغم سعة المكان الكبيرة.

كما قامت القنصلية الفرنسية بإغلاق مدخل القبور أسفل الأرض بشباك حديدي "لأسباب تتعلق بحماية التراث والحفاظ عليه"، وذلك بعد أن كانت متاحة أمام الزوار بعيدا عن أي إجراءات مقيّدة.

 ويذكر ان فرنسا قامت بشراء  "قبور السلاطين" من الدولة العثمانية عام 1878  عن طريق اثنين من كبار المصرفيين الفرنسيين، هما "الأخوان بيريير"، ثم منحاها للجمهورية الفرنسية عام 1886، التي اعتبرتها صرحا وطنيا فرنسيا في القدس، وهو أمر تشير إليه لوحة التبرع التي ثُبتت في قلب المعلم.

وقد عُرفت قبور السلاطين لأول مرة في الغرب من خلال لوحات ريتشارد بوكوك التي وصفت المكان بعد زيارته للقدس ربيع عام 1738، وبعد أكثر من قرن قام عالم الآثار "فيليسيان دي سولسي" المقرب من نابليون الثالث بنقل أجزاء من توابيت قبور السلاطين إلى متحف اللوفر عام 1851، ليعود عام 1863 ويجري مسحا أوليا وحفرا للموقع ضمن أول تنقيب أثري في القدس، حيث جرى بعد ذلك شراء الموقع وضمه إلى أملاك فرنسا.