• 10 تشرين أول 2020
  • مقدسيات

 

 القدس – أخبار البلد -  يسود شعور عام في القدس تدعمه الحقائق على ارض الواقع ، أن تطبق القانون في القدس الغربية ليس كما هو تطبيقه في القدس الشرقية ، ففي هذه البقعة المنكوبة يكون الحزم بدون  الرحمة ويكون التعسف بدون الليونة، بينما في القدس الغربية يكون العكس تماما ، وخاصة في زمن الكورونا وهذا ما قاله الكثيرون مما يتواجدون في الغربية والشرقية ، ويلاحظون الفرق الكبير في التعامل وفي التميز الواضح

وعن هذا الفرق كتب الصحفي المعروف محمد عبد ربه لشبكة " أخبار البلد" مسجلا مشاهداته اليومية وتجربته  الشخصية :  

هذا هو الاحتلال ...هذه صنائعه...وهذا حصاره

لن تدري من اين تأتيك النوازل فيما انت ايها المقدسي القابض على الجمر ابدا...والمرابط الى يوم الدين ...عن ماذا نحدثكم؟؛ وقد بتنا نحن المقدسيون محاصرون بالف حصار وحصار..

أولا محاصرون بالكمامة اللعينة..ومحاصرون بمسافة ال١٠٠٠ متر التي كبلنا الاحتلال بها...

محاصرون  بالف مخالفة ومخالفة تارة لانك تجاوزت مسافة ال١٠٠٠ متر  سجنك الجديد حيث ينتظرك السجان وينتصب لك المصائد قبل ان تقع تحت طائلة المخالفة.. لا يريد ان يسمع منك دفاعا او تبريرا...

هذا السجان يحاصرك بلغة من يعمل لهم مثل العبد المطيع...بتأفف من لغته العربية الام ويريدك ان تحدثه بلغة اسياده...

ماذا يعني ان تقيد حركتك ذهابا وايابا وان تمنع من دخول قدسك القديمة لتصلي في اقصاها العظيم... هناك على الابواب جند من الروس والاحباش ومن كل اصقاع الارض جلبوا الى مدينتك ليصادروا فيها كل حقوقك.

.من هواء وحركة ومن حقوق عبادة وفوق ذلك تدفع من جيبك المهتريء اثمان هذا الاحتلال البغبض الذي استقوى بأراذل الاعراب في الخليج فبت عدوهم اللدود وبات العدو الشقيق والاخ والصديق ..وبات الاقصى في نظر الاراذل الهيكل المزعوم..

انت اليوم محاصر من كل حدب.. لبس الاحتلال وحده...بل كل من يحيطك يحاصر... البنك الذي اقترضت منه ذات يوم وشفط في اول سداد كامل نصف راتبك ولم يبق في رصيدك غير  بضع شواقل لا تكفي لشراء حزمة خبز..

محاصر من بلدية الاحتلال التي تطالبك اليوم بسداد الارنونا قبل نهاية العام .. محاصر من صاحب المتجر؛ وصاحب محلات الخضار؛ والجزار  الذين يطالبونك بسداد ما عليك؛ وقد حقت المطالبة فحالهم اليوم مثل حالك...

محاصر بهذا الكم المتراكم من الغرامات والمخالفات، ومطلوب منك الصمود والرباط والثبات... 

في باب العامود؛ سألك الشرطي الناطق بالعربية اليوم: هل تريد ان تصلي...؟   وحين كان جوابك نعم.. وقبل ان تبلغه بطبيعة عملك احتجز بطاقة الهوية ودوّن لديه  ما في من معلومات عنك، واكتفى بالقول" بتجيك المخالفة عالبريد". عبثا حاولت ان تقنعه بطبيعة عملك لكنه تمادى في غطرسته ونظر بازدراء الى بطاقة الصحافة الصادرة عن نقابة الصحفيين ..وقال لك" بتحكي هذا في المحكمة..." 

في باب العامود اليوم مسنون وعجائز وحتى مقعدون من الشيخ جراح، وزاد الجوز؛ ومخيم شعفاط منعوا من دخول البلدة القديمة لان عناوين اقامتهم خارجها.

هذا لا ينطبق منذ ٣ اسابيع على المستوطنين.. فوحدهم يسرحون ويمرحون...وانت تتلوى في حصارك وفي سجنك الصغير  تهرب بين المسافات حذر السؤال .. لتنتهي الى حصاراتك والى ركنك الصغير حيث الصقيع...