• 19 تشرين أول 2020
  • مقدسيات

 

  القدس – أخبار البلد -  أظهرت جميع  الإحصاءات الصادرة في إسرائيل أن فيروس كورونا والذي فرض على الجميع اغلاقا طويلا وحجرا في المنازل لأيام واسابيع واكثر،  قد أدى إلى ظهور حالات اضطرابات نفسية كبيرة لدى نسبة واسعة من الناس وقدرت نسبة هؤلاء بأكثر من مليون شخص في إسرائيل لوحدها ،  كما أظهرت نفس الإحصاءات إرتفاعا مقلقا في عدد متعاطي المخدرات على انواعها.

 هذ الوضع يشمل القدس أيضا، بل إن الوضع في القدس هو اكثر سوءا من أي مدينة أخرى حتى قبل وباء الكورونا ، ووفق الخبراء فان افة المخدرات أصبحت الهم الأول والخطر الأكبر في المدينة المقدسة ،  مما دفع بالناشط الاجتماعي المعروف "حازم القواسمي" الى نشر نداء عبر وسائل التواصل الاجتماعي  وعلى صفحته  في الفيسبوك جاء فيه :

" صباحكم مقدسي معطر بالمخدرات.. هذا ما كتبه لي احد شباب القدس بعد ما كنت قد نشرته قبل عدة أيام عن مشاكل الشباب في القدس.  وقال لي ان الصورة الحقيقية للقدس ليست الصور  الجميلة لسور القدس والبلدة القديمة، لان القدس ليست فقط بحجارتها الجامدة بل باهلها وشبابها التي نخرتهم المخدرات وقضت على كل ما هو جميل فيهم. وسألني من سينقذ شباب القدس؟

فهل يستطيع محافظ القدس ان يفعل شيئا لمواجهة هذه الافة المنتشرة بقوة في الشارع المقدسي؟ وفي كل احياء المدينة بدون استثناء. هل يستطيع  المحافظ ان يشن حملة جدية، بالتعاون مع كل الأجهزة الأمنية وجميع المؤسسات المقدسية للتضييق على تجار المخدرات الذي يحصدون الثراء بالملايين على حساب هلوسة ابناءنا وخسارتهم؟ وجميعنا يعلم ان الاحتلال الإسرائيلي متواطىء مع عدد من تجار  المخدرات المقدسيين المعروفين لانهم يعملون في العلن. هل تستطيع فتح وحماس وباقي القوى الوطنية والاسلامية ان يفعلوا شيئا ام انه لا امل في هذه الفصائل أن تفعل شيئا في القدس؟ وانه العجز والضعف والاستسلام لضياع القدس وشبابها؟ 

ان انتشار المخدرات في القدس كالنار في الهشيم اصبح اخطر بكثير من كل توقعاتنا،  فمستقبل القدس هو مستقبل شبابها، ولهذا ان لم نحرك ساكنا فلنقرأ من الان على القدس السلام. هذا نداء موجه للاخ عطوفة محافظ القدس. ونامل ان يقود بحكم موقعه الرسمي الحرب على المخدرات في القدس"

 هذا النداء أعاد الى السطح موضوع المخدرات في القدس وحجم انتشارها مع انعدام وجود ارقام حقيقية عن عدد المتعاطين في صفوف الشباب من الجنسين ، ومع عدم وجود مؤسسات مهنية تتعاطى مع هذا الموضوع، فالسلطات الإسرائيلية لا تتعاطي مع تلك الافة بالجدية المطلوبة، بل وتعيق عمل المؤسسات المقدسية التي تحاول المساعدة في الحد من تلك الظاهرة التي وصلت مستويات بالغة الخطورة كما قال العديد من الأشخاص حتى ان المخدرات وصلت للمدارس والمنازل ، والتجمعات التجارية وسط القدس وعلى أطرافها وفي الاحياء .

 ويذكر انه في الإحصاءات السابقة فان مدينة القدس تحتل المرتبة الأولى من حيث تعاطى المخدرات ، وهي الأولى من حيث نسبة الفقر ونسبة البطالة . واكثر ما يخشاه المقدسيون ان يكون الجانب الإسرائيلي يسهل عمدا  عملية انتشار المخدرات في المجتمع الفلسطيني في القدس بهدف تفتيت النسيج الاجتماعي كما حدث في مدينة يافا فور احتلالها عام ثمانية وأربعين .

 وكان التلفزيون الالماني الدويشه فيله قد اعد تقريرا موسعا قبل اربع سنوات عن ظاهرة المخدرات في القدس  نقله فيه قول  مسؤول في احدى مركز معالجة المخدرات قوله  ان هناك حوالي خمسة آلاف طفل بين 12 و17 عاما يتعاطون المخدرات في شرق القدس.