• 26 تشرين الثاني 2020
  • مقدسيات

 

القدس – أخبار البلد – في الوقت الذي دخلت فيه دول العالم الموجة الثانية من وباء الكورونا  والتي يتضح ن من ارقام الوفيات والمصابين  بانها اكثر قوة من الأولى ، مما حدى بدول العالم وخاصة الأوروبية الى إعادة فرض الاغلاق الشامل وشل الحياة  العامة بل وإلى فرض حظر تجول ليلي في العديد من تلك الدول ،  ورغم ذلك الا ان حالة من التفاؤل  تسود العالم بقرب الحصول على التطعيم الذي سيضع حدا لهذا الوباء الذي دمر العالم ، هذا التفاؤل مشوب بالكثير من الحذر ومن التوجس لان هذا اللقاح في مراحله الاولى.

 ولكن الواقع في القدس وحولها لا تلوح في الأفق اية بوادر تفاؤل بل هناك حالة من الاستهتار القاتل والذي اوى بحياة اكثر من مئة مقدسي ،  ولهذا فالأوضاع تزداد سوء وتعاني الموافق الاقتصادية برمتها حالة دمار  واسع لغياب الجهة التي ترعى المتضررين من وباء الكورونا ، بما في ذلك القطاع السياحي الذي بات مشلولا بشكل تام، بل إن الخبراء يحذرون من صعوبة  انتعاش هذا القطاع في حالة حدوث الانفراج المأمول قريبا.

 ومن بين هؤلاء الخبراء الذين يصرخون صباح مساء ، رئيس جمعية الأراضي المقدسة للسياحة الوافدة توني خشرم والذي ناشد مساعدة القطاع السياحي شارحا الواقع بالأرقام  كاتبا في صفحته في الفيسبوك يشرح حال قطاع الحافلات السياحية، حيث كتب  ما يلي " ... تعالوا نلقي نظرة سريعة وحقيقية على ما تعرض له  أصحاب الحافلات السياحية الفلسطينيين والعرب وسائقي النقل السياحي ... لنرى حجم الكارثة الاقتصادية التي أصابت هذا القطاع الحيوي الذي يشكل دينمو الحالة السياحية برمتها في فلسطين منذ انتشار جائحة كورونا وفيروس كوفيد 19.... لدينا 1220 باص سياحي جديد بأحجام كبيرة وصغيرة من موديلات 2016 - 2020  ويصل مجموع اثمانها قبل الكورونا إلى 280  مليون دولار . وهي بدون عمل منذ ثمانية أشهر مما أدى إلى تبخر وتبديد الاستثمارات الخاصة من جانب الشركات والأفراد في الباصات السياحية بحيث أتت على جميع المدخرات من زمن طويل ولسنوات كثيرة قادمة..؟؟

علما بأن ثمن الباصات السياحية انخفض بنسبة 40 % - 30 %  بما فيها الحافلات السياحية الجديدة التي نزلت للخدمة حديثا.  في حين يبلغ عدد السائقين السياحيين الفلسطينيين العرب الذين يستخدمون الحافلات 1450 سائقا بما يمثل إعالة حوالي 1400 أسرة فلسطينية. ومن المعلوم ان إعادة تشغيل اي باص سياحي  يكلف بالحد الادنى عشرة آلاف دولار . وتصل خسارة الباص الواحد كل يوم بدون عمل إلى 300 دولار على مدار الثلاثة أشهر المنصرمة حتى الآن والحبل على الجرار ..؟؟  ووصلت الديون المترتبة على الباصات السياحية للبنوك الاسرائيلية والفلسطينية الي ما يعادل 85 مليون دولار مما يعني وبالبنط العريض انهيار تام وافلاس حقيقي لقطاع النقل السياحي  برمته .

ومن الملاحظ ... ان لا أحد على استعداد لمد يد العون وانقاذ هذا القطاع السياحي الحيوي .. ولن ترحم البنوك سائقي النقل السياحي وأصحاب الحافلات السياحية الفلسطينيين العرب الذين باتوا على مشارف الهاوية . نشير إلى هذه المعطيات الصادمة بكل الالم والحزن الذي يعتصر قلوبنا على وصولنا الى هذه الحال الصعبة والمريعة... حيث طالما نبهنا  إلى هذه المخاطر منذ البدايات ... ولكن أحدا لم يحرك  للأسف ساكنا لمنع الكارثة العامة الطامة ... فهل هناك من يعلق الجرس ويسعى إلى منع اتساع الكارثة ........