- 10 تشرين أول 2016
- مقابلة خاصة
القدس – اخبار البلد – محمد الشنطي - بعد النجاح الذي حققه مهرجان ليالي الطرب في قدس العرب قال مدير المعهد الوطني للموسيقى في القدس محمد الاعور ان معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى هو مؤسسة وطنية فلسطينية اتخذت من القدس مقراً لها, تسعى لتعليم الموسيقى وتعميمها للفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم ضمن إطار يعزز رؤيا ثقافية وطنية فلسطينية . أنشأ المعهد فرعه في مدينة القدس عام 1996، إيمانا من أهمية هذه المدينة الحضارية والثقافية والدينية،
واكد الاعور ان المعهد يعمل ضمن رؤية وطنية تنظر إلى الثقافة باعتبارها رأسمالا اجتماعيا يمنح الفرد والمجتمع قدرة على مواجهة المتغيرات والصعاب وطاقة للتواصل مع الحياة وإعادة إنتاجها، وأن الثقافة الفلسطينية بتنوعها وحيويتها تؤثر في قدرة الشعب الفلسطيني على إدارة الصراع من اجل التحرر وبناء مؤسساته الوطنية. وتتماشى أهداف وخطط عمل المعهد بشكل عام مع الأولويات والاحتياجات والخطط الوطنية المعبرة عنها ذات العلاقة مثل الخطط الإستراتيجية لقطاعي الثقافة والتعليم وخطة الطفل الفلسطيني.
اما فيما يتعلق بأهم أهداف المعهد وانعكاسها في المجتمع المقدسي حيث نوه الاعور ان المعهد يهدف للوصول إلى اكبر عدد من الطلبة الراغبين بتعلم الموسيقى من جميع شرائح المجتمع الفلسطيني وذلك إيمانا منه بتوفير فرصة تعلم الموسيقى لجميع أبناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي وذلك إيمانا من المعهد بأهمية الموسيقى كلغة إنسانية ذات قيمة تربوية تعمل على صقل الشخصية الواعدة، إضافة إلى أهميتها في وضعنا الفلسطيني كرافد هام لتعزيز الهوية الثقافية الموسيقية التي تتعرض لكافة أشكال التشويه ومحاولات الطمس، وبالتالي لا بد من العمل على إبرازها محليا، وعربيا وعالميا، وتعزيزها في كافة الأشكال والمناطق كنوع من أنواع النضال الذي لا يتعارض مع النضال السياسي ومحاولة الوصول لأكبر عدد من الأطفال والفتيان لتوفير هذه الوسيلة التربوية والفنية التي ستشكل أيضا نافذة لهم للتعبير والتألق مما سينعكس إيجابيا على سلوكهم العام وشخصياتهم وبالتالي إسهامهم البناء في المجتمع وفي تعزيز الهوية الثقافية الفلسطينية.
وعن مدى تفاعل الجهور المقدسي مع المهرجان الاخير المتمثل بمهرجان ليالي الطرب في قدس العرب اكد الاعور قائلا: لقد نجح المعهد في السنوات الثلاث الاخيرة من الوصول الى شرائح جديدة من ابناء المجتمع المقدسي من خلال برامج موسيقية متنوعة على مدار العام مما كان له اثر ايجابي على عمل المعهد في القدس وعدد الطلبة الملتحقين سنويا في البرنامج الاكاديمي حيث ارتفع العدد من ما يقارب ال 190 طالب وطالبة في العام 2013 الى اكثر من 420 طالبة وطالبة في عام 2016 بالاضافة الى ما يزيد عن 250 طالب وطالبة يلتحقون ببرنامج الجوقات المدرسية والتعليم الخارجي الذي ينفذ في مخيم شعفاط و البلدة القديمة في القدس ، ومن الملاحظ ان اهتمام الجمهور المقدسي يزداد سنويا بشكل كبير في انشطة المعهد المختلفة على مدار العام خاصة مهرجان ليالي الطرب وهذا واضح من خلال زيادة عدد الحضور للعروض وردود الفعل الايجابية التي تطالبنا بتنظيم نشاطات أكثر في القدس والاهتمام الاعلامي والمتابعات والتعليقات على صفحة الفيسبوك الخاصة بالمعهد بالاضافة الى رغبة معظم الفرق الفلسطينية المشاركة في هذا المهرجان لاهميتة من الناحية السياسية خاصة انه ينفذ في قلب القدس ومن الناحية الثانية لترويج اعمالهم وانتاجاتهم الموسيقية لاكبر شريحة ممكنة من ابناء شعبنا من خلال المهرجان .
- كما اشار الاعور الى اهم المشاريع المستقبلية والحالية : برنامج تعليم الموسيقى على أسس أكاديمية مدروسة ومبرمجة في التخصصات المختلفة وقد اطلق المعهد برنامج المنح الاقتصادية للطلبة ذوي الدخل المحدود منذ العام 1999 وذلك إيمانا منه بتوفير فرصة تعلم الموسيقى لجميع أبناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي . يساند العملية التعليمية العديد من الأنشطة التدريبية مثل الورشات والمخيمات ومسابقة فلسطين الوطنية والمهرجانات الموسيقية بالإضافة إلى إصدار الكتب والاسطوانات الموسيقية والنشرات التعريفية عن الموسيقى كما يشجع المعهد طلبته الانخراط بـ أو تشكيل فرق موسيقية مختلفة، كما يعمل على تطوير الفرق التابعة له مثل مجموعات موسيقى الصالة، التخت الشرقي ، أوركسترات المعهد ـ أوركسترا فلسطين للشباب والاوركسترا الوطنية الفلسطينية .
- وفي الختام شرح الاعور حيثيات رسالة المعهد للمجتمع الفلسطيني عموما والمقدسي خصوصا حيث قال : لقد أدرك المعهد منذ البداية أن المعركة في القدس هي معركة ثقافية حضارية بالمرتبة الأولى، وخسارة الإنسان لثقافته وانتماءه لا يمكن تعوَّيضها وهي المفتاح لكسب أو خسارة البلد، فإذا حافظنا على ابن القدس وعززنا صموده وانتماءه من خلال تعزيز مؤسساته الوطنية التعليمية والثقافية والفنية والخدماتية العامة، فإننا بلا شك لن نخسر القدس مهما طال زمن الاحتلال ومهما زادت شراسة الهجمة الاحتلالية لتهويد المدينة. يؤمن المعهد بأن تواجده في مدينة القدس وتطوير برامجه فيها سيساهم في إبراز الهوية الثقافية لمدينة القدس التي تواجه هجمة إسرائيلية شرسة لإفراغها من محتواها الثقافي العربي وعزلها عن الهوية العربية الفلسطينية وتحديا لكل الممارسات التي تسعى إلى طرد المؤسسات المقدسية من مدينتهم، . واكد الاعور على أن الموسيقى: مرآة لوجدان الأمة، إذ أنها تعبر عن آمالها وآلامها وعن أحلامها ومعاناتها، ومن خلال الموسيقى تتمكن الشعوب والحضارات المختلفة من التفاهم والتواصل والالتقاء حول إنسانية مشتركة ، من هذا المنطلق بالإضافة إلى الحصار المفروض على فلسطين، وفي ظل محاولات طمس وبعثرة الشعب الفلسطيني في كافة بقاع الأرض، وفي ظل سياسة التهديد اليومي للهوية والوجود الفلسطيني، جاء تأسيس المعهد قبل 20 عاما، إيمانا من المؤسسين بأهمية الموسيقى في الوضع الفلسطيني للمساهمة في تعزيز الهوية الفلسطينية المهددة منذ أكثر من خمسة وستون عاما من الإحتلال. وما لأهمية الموسيقى في تربية الأجيال كوسيلة تربوية تصقل الشخصية البناءة وتسهم في التطور العقلي والنفسي والإجتماعي خاصة بين الفئات العمرية اليافعة التي يقع على عاتقها بناء المستقبل الفلسطيني.