• 27 آذار 2017
  • مقابلة خاصة

 

 

الناصرة  - اخبار البلد-  نشرت صحيفة القدس العربي خبرا عن الفنانه ريما البنا والتي كشفته في النقاب عن أن فقدانها صوتها بشكل فجائي ودون تفسير علمي قد ترك فيها وجعا أشد من ذاك الذي تركته إصابتها بالسرطان. جاء ذلك خلال احتفالية تكريم لها في مدينتها الناصرة داخل أراضي 48 من قبل مؤسسة سينمانا الثقافية، وبرعاية وزير الثقافة الفلسطينية إيهاب بسيسو. وعن ذلك أضافت «لم أجد طبيبا قادرا على إفهامي كيف ولماذا فقدت صوتي، دون علاقة لإصابتي بمرض السرطان ما أدخلني بحالة نفسية صعبة، وسرعان ما وجدت نفسي أكتب خواطر على الفيسبوك كتعويض عن فقدان الصوت». 

ودون تردد كشفت بشفافية أنها وجدت ذاتها غير قادرة على تسديد ثمن احتياجات أساسية تقتنيها من الدكان وتعتاش على مخصصات ضمان اجتماعي قليل، ما دفعها للبحث عن مصادر دخل أخرى كالتطريز الفلسطيني. وتضيف «لا أذكر ذلك لأثير الشفقة وأقول إنني مسكينة، فأنا قوية وأتدبر أمري، إنما لأروي فداحة الأزمة التي ألمت بي دون سابق إنذار، وأشير لثمنها القاسي وأنا لا أعرف اليأس ولا شيء يكسرني وأبحث دوما عن نقطة الضوء وأتمسك بها». ريم بنا التي غنت في تونس ومصر ناصرت الثورتين، وتم تكريمها في عدة دول كشفت أنها تكرم للمرة الأولى في مدينتها، وأنها لم تدع طيلة مسيرتها الفنية لإحياء حفلات أكثر من عشر مرات فقط، لأنها صممت على أن تكون مستقلة وغير منحازة للجماعات المتصارعة فيها. وتابعت ملمحة لعدم امتلاء القاعة خلال تكريمها في الناصرة، بالإشارة لقرارها بعدم الانحياز لأي واحدة من الجهات السياسية المتناقضة في البلد».

هناك اليوم مشروعها الجديد «خاطرة بالقاطرة» حيث تستبدل الغناء فيه بقراءة نصوص خلال زياراتها لأماكن مختلفة في البلاد والعالم عن كتم الصوت والحريات، الفراق، المرض، الفرح، النجاح والشجاعة.

وفي الاحتفالية قدم عازف البيانو نزار الخاطر معزوفتين وغنت الفنانة الشابة آية خلف واحدة من تهاليل ريم بنا ذاتها. في كلمتها كشفت ريم بنا أنها واجهت أزمة قاسية بعدما وجدت ذاتها تربي ثلاثة أطفال، بيسلان والتوأمين سالم وقمران، وحدها بعد انفصالها عن زوجها من أصل روسي قبل نحو سبع سنوات، مشددة على أنهم أغلى ما في حياتها كأم ورفيقة لهم.

كما أشارت إلى أن أوساطا فنية عربية وأجنبية أبدت استغرابها من بقائها في الناصرة وعدم سفرها للعالم الكبير بحثا عن أفق أوسع، لكنها آثرت البقاء في وطنها الموحي لها. بنا التي بدأت مسيرتها الفنية يوم كانت في المدرسة وشاركت في أداء مسرحية غنائية لفيروز ضمن فعاليات «يوم الطالب» تقول إن والدتها الشاعرة زهيرة صباغ تركت الأثر الأول عليها، وإنها تشكل مصدر قوتها وإلهامها بفضل تجربتها الشخصية والنضالية وتربيتها على الجرأة والكفاح. وأشارت بنا إلى أنها غنت الكثير من قصائد والدتها المكتوبة بأسلوب السهل الممتنع، ليس تكريما لها لأنها والدتها، بل اعترافا بقيمتها الشعرية. وعن تأثير كونها أما على مسيرتها الفنية قالت بنا إنها كانت تغني لأطفالها وتسمعهم بالليالي التهاليل، لكنهم في أغلب المرات كانوا «يجننوني ولا ينامون». بنا المهتمة بأغاني الأطفال كأغنية «يا ليل ما أطولك» وسبق وأصدرت ألبوما خاصا بالطفولة أوضحت أن أولادها لم يسددوا ثمن غيابها، مسيرتها الفنية وأسفارها الكثيرة فهم «يدركون أنني إنسانة ملتزمة ولي موقف وأشكّل حالة وقضية شعبي الفلسطيني تهمني جدا».

من جهته أشاد وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو بأعمال وشخصية ريم بنا، اسمها يختصر كل ملامح فلسطين، وعندما نستمع لصوتها فإننا نختصر هذه البلاد بكل ما أنتجت من مشتقات الموسيقى والغناء والكلمات… ونرى فيها انعكاسا لذاتنا أمام المرايا، ونرى فيها جزءا أصيلا من تراثنا وذاكرتنا وإرثنا، كما نرى فيها الكثير من ملامح المستقبل. وتابع «هذا الصوت الذي دائما تخرج منه الحياة هو جزء من إنسانة تختصر أيضا ملامح الإرادة والأمل والصمود، وهي وجه من وجوه فلسطين التي نعتز بها.

بالتالي فعندما اخترناها في العام الماضي شخصية العام الثقافية لعام 2016 كان ذلك عنوانا ورسالة وأيضا مصدر إلهام لجيل الشباب، مفادها أن انظروا كيف أن هذه الفنانة، المسيرة الحافلة بالعطاء لا تستكين أمام مرض أو تحديات جديدة بل تستمر وتعود أكثر قوة. هي درس بالأمل والتحدي. معتبرا أن إعلان ريم بنا في العام المنصرم شخصية العام الثقافي هو الحدث الأبرز. وعن حدود الثقافة الفلسطينية ودورها من خلال هذا التكريم خلص للقول «نفتخر بها كفنانة وإنسانة ومحدثة ومجددة. 

هي شخصية الثقافة في كل عام بفضل تجددها ومثابرتها على مواصلة مسيرتها الفنية. مشاركتنا في تكريمها هذه المرة في الناصرة بعد رام الله لها الكثير من الدلالات لمن يريد أن يقرأ بين السطور». يشار إلى أن وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو كان قد شارك في إحياء ذكرى رحيل الأديب سلمان ناطور ضمن احتفالية شهدها مسرح الميدان في حيفا قبل يومين.