• 17 آيار 2017
  • مقابلة خاصة

 

 

القدس- اخبار البلد-  وصل الى “ اخبار البلد” مجموعة من المقالات الشيقة القيمة  التي كتبها خبير بالشأن المقدسي ، فهو ابن القدس والذي عاش وجمع ولا زال يجمع الكثير من الكتب والمقتنيات والمخطوطات التي تتحدث عن القدس وعائلاتها واثارها ومدارسها وزواياها ، انه السيد نبيل الانصاري الذي افنى قسما كبيرا من عمره باحثا قارئا محلل جامع لتاريخ القدس. 

 في الحلقة الاولى يتحدث الانصاري عن الزواية النقشبندّية أو الأزبكية أو البخاريّة القائمة على أرض مجاورة وملاصقة للحرم القدسي الشريف ((المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة)) بالقرب من المدرسة العمريّة... أتدرون لماذا فضّلتُ بداية الكتابة حول الزاوية النقشبندّية أو الأزبكية.. إليكم أحبتي الكرام الحكاية ..
إن الزواية النقشبندّية أو الأزبكية أو البخاريّة القائمة على الأرض المجاورة والملاصقة للحرم القدسي الشريف ((المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة)) بالقرب من المدرسة العمريّة... هي بطبيعتها وقف إسلامي صميم وصحيح مئة بالمئة، وذلك لأنها قائمة على أرض وقفية تخص بني (بنو) غانم الأنصاري ..وهؤلاء علماء أعلام تسلسلوا من ذرية العالم المحقق القدوة، غانم بن علي بن إبراهيم بن عساكر، المقدسي النابلسي البوريني، الزاهد، أحد عباد الله الأولياء الصالحين ، ولد سنة ٥٦٢ بقرية بورين من عمل نابلس، وسكن مدينة القدس..

الذي قال عنه العماد الحنبلي صاحب كتاب ((شذرات الذهب في أخبار من ذهب)) الجزء الخامس ٥ صفحة ١٥٤: " أن صلاح الدين الأيوبي أنقذه سنة ٥٨٣ من الافرنج.. وكان له ذرية صالحون وساح في بلاد الشام، وكان صاحب أحوال وكرامات.." ..
وقال ابنه عبد الله أنه: " انقطع تحت الصخرة في الأقباء السليمانية ست سنين، وصحب الشيخ عبد الله بن يونس الأرموني (جد آل يونس الحسيني)) .. بقية عمره ودفن في حضيرة الأرموني بسفح قاسيون بالشام، وقد تسلم أبناؤه وأحفاده إقطاع أبيهم، وتكاثروا بالقدس، إلى مئات، وكانوا علماء المسجد الأقصى المبارك .. واقطاعهم (أوقافهم وعقاراتهم) اليوم، يقوم عليها بيوت بعض المقادسة، وكذلك وقف السيدة الحسنة المرحومة أمينة الخالدي، والزاوية النقشبندّية والزاوية الأفغانية ودير الأرمن حتى مقهى الباسطي، أو طريق الترابين أو الطواحين (طريق الآلآم بالبلدة القديمة من القدس))، وهي المعروفة اليوم بِ- طريق الواد الآن ... ومعنى ذلك أنه يقوم على قسم كبير من (برج أنطونيا)، وتحت الحارة قبو (كهف)، يوصل إلى آثار عظيمة نادرة، حيث أن بعض المسيحيين، يعتقدون أن كنيسة القيامة أيضاً في هذه الحارة ولذلك اشتد طمع بعض الجهات والفئات للحصول على الزاوية بأي ثمن!!  ومن خلال قراءتي لعدة وثائق تاريخية وجدت قصة شراء قنصل فرنسا في مدينة القدس لجزء كبير من دير الراهبات- والمعروف (دير راهبات صهيون) من عائلة مقدسية  والتي قامت بالخروج من المكان وشراء أرض في منطقة باب العمود وبنائهم عمارتهم المعروفة في المكان.. كذلك عائلات أخرى فضّلت المال.. وقرأت كذلك في وثائق من فترة الإنتداب البريطاني على فلسطين أن راهبات الدير كانوا يدفعون الحكر السنوي لعائلات مقدسية أخرى، ولكن حدثت حرب عام ١٩٤٨ وتشتت وهاجرت العائلات والعباد، وتوقفت الراهبات عن دفع الأحكار لمستحقيها من العائلات المقدسية ... بتواطؤ من بعض ناطقي لغة الضّاد!!! وللعلم فإن جزء كبير من (دير راهبات صهيون) كان مدرسة تعلمت فيه النساء الفلسطينيات المقدسيات وتخرجت منه العديد منهن ، مثل المرحومة طيبة الذكر، هند الحسيني - مؤسسة دار الطفل العربي، حيث بمساعدة الراهبات تم إيواء النساء والفتيات من القرى الفلسطينية مثل دير ياسين وتعليمهم وتثقيفهم ... ووالداة المرحوم الأستاذ ناصر الدين النشاشيبي كوثر (حيث ألح عليّ زيارة دير الراهبات- مكان عملي الجزئي قبل ١٥ عاماً وقمت بالتجول برفقته في أزقة البلدة القديمة وزيارة الدير والمدرسة مكان تعلم والداته قبل ٩٥ عاماً)) وسوف يكون للحديث بهذا الشأن في محطة هادئة مستقبلية ...

ونرجع إلى موضوعنا .. قال صاحب كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، مجير الدين العليمي، المدفون في مقبرة ماميلا أو مأمن الله، في الجزء الثاني، صفحة ٤٩ ما يلي: " في المسجد الأقصى أربع منائر، ومنها منارة على الخانقاة الصلاحية، وهي من إنشاء المرحوم برهان الدين بن غانم الأنصاري المقدسي ((شيخ الخانقاة الصلاحية))، رحمه الله قبل العشرين والثماني مئة، وقد أفاد الشيخ شمس الدين محمد بن الشيخ عبد الله البغدادي في بداية عام ١٩٧٥ أنه قد قرأ معلومة هامة جاء فيها: " أنه لما قصد الشيخ برهان الدين بن غانم الأنصاري، بناء المنارة المذكورة شق ذلك على غير المسلمين، بالقدس لكونها على كنيسة القيامة، فاجتمع رأيهم على دفع مال كثير للشيخ برهان الدين على أن يترك بناءها، فلم يلتفت إلى ذلك، وزجرهم زجراً بليغاً وعمر المنارة، ورتب لها من يقوم بشعائرها، فرأى رجل من الناس النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، فقال له سلم على برهان بن غانم، وقل له رسول الله يقريك السلام، ويقول لك: أنت داخل في عموم شفاعته يوم القيامة، ببنائك هذه المنارة على هذا المكان .."
وجاء في مكان آخر من الكتاب المتقدم: "وبخط وادي الطواحين، من جهة الشرق توجد ((حارة الغوانمة))، المجاورة للمسجد الأقصى من جهة الغرب، ونسبتها لسكن بني غانم الخزرجي الأنصاري، ويقابلها من جهة الغرب عقبة الظاهرية نسبة لزاوية تسمى الظاهرية.."..
وكان يقوم في الزاوية، موضوع البحث هنا، قسم من المدرسة المحدثية التي كانت بلصق قبو باب الغوانمة، واقفها رجل من أهل العلم كان محدثا، واسمه عز الدين أبو محمد عبد العزيز العجمي الاردبيلي، تاريخ وقفها ٤ محرم سنة ٧٦٢ه..

وعز الدين العجمي هذا، هو صاحب حي العجمي بيافا أوقف أرض هذا الحي في الزمن الغابر على هذه المدرسة ... والقبو الذي يحوي رفات عدد كبير من علماء بني غانم الذين جاوروا المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، وكانوا شيوخاً للصلاحية، وعددهم كبير جداً ...

وأول من دفن بالقبو العالم الكبير الصالح أبو عبد الله محمد بن الشيخ العارف غانم المقدسي، خصصت الزاوية له بأمر من السلطان، الملك المنصور قلاوون، وكانت مقراً للصوفيين والمنقطعين ومخصصاتها كانت: "غرارتين من القمح شهرياً بالكيل النابلسي، مع عدد من الشياه انعاما مستقلاً، والمرسوم مؤرخ في ٣ محرم سنة ٦٨٠هجري ، وقال الحنبلي، ومن المدفونين في قبو الزاوية الغانمية (بنو غانم الأنصاريون) العلامة ناصر الدين بن سليمان بن غانم بن الشيخ حسام الدين بن سليمان، والذي كان شيخاً للحرم الشريف، مخولاً من قاضي دمشق سنة ٧٢٩ ه.
وكذلك من المدفونين بالقبو العالم القدوة سيف الدين غانم الأنصاري سنة ٧٣٣ هجري وولده شمس الدين عام ٧٦٤هجري، ثم اتسعت الخانقاة الغانمية التي تقيم عليها الآن الزاوية الأزبكية بواسطة العالم الصالح غانم بن عيسى بن غانم المقدسي الصوفي، لأنه كان شيخاً للصوفية بالخانقاة الصلاحية، وكان ذا توجد ونظم رائق، على طريقة ابن الفارض بل ان ابن الفارض أخذ عنه النظم الصوفي، وقد دفن بالقبو عند آبائه وأجداده.

ومن أشهر المدفونين بهذا القبو بالزاوية الغانمية أيضاً، القاضي شرف الدين أبو الروح عيسى بن الشيخ شيخ الشيوخ جمال الدين أبو الجود غانم الأنصاري الخزرجي الشافعي النابلسي البوريني جد الصوفي الأشهر الشيخ عبد الغني النابلسي. كان قاضياً للقدس الشريف وشيخاً للخانقاة الصلاحية، وهو الذي حكر أرض البقعة ظاهر القدس الشريف الجارية في وقف الخانقاة المذكورة في سنة ٧٩٣ هجري.. وصارت كروماً، وزاد بذلك ريعها لجهة الوقف، توفي سنة ٧٩٧ هجري فجأة ودفن بالقبو الغانمي .. وعشرات غير هذا العالم الكبير من العلماء المسلمين الأجلاء المدفونون
في هذه التربة الطاهرة ...
وهنا يا سادة يا كرام، نخرجُ بنتيجة مفادها، هي أن الزاوية الأزبكية أو النقشبندّية أو البخاريّة، وما اقتطع منها وخصص للزاوية الأفغانية وقف اسلامي منذ أقدم العصور وهي بذاتها قائمة على أرض وقفية هي الوقفية الغانمية (بنو غانم الأنصاري) وقائمة على مقبرة اسلامية هي المقبرة الغانمية التي تمتد حيث ابتدأت من القبو حتى مسافة بعيدة تحت الأرض با وتصل حتى دير الأرمن الآن ..((ويستطيع الزائر اليوم لطريق الآلآم - بالقرب من المدرسة العمرية والحوانيت التي يديرها أفراد من عائلة حمادّ زيارة حوانيتهم ورؤية القبور البارزة لبنو غانم بل وحتى الفسقيّات والشواهد للقبور داخل الحوانيت في الحارة المذكورة ..))

وفي سنة ١٠٢٥ هجري قدم للقدس حاجاً ومجاوراً الشيخ محمد بهاء الدين نقشبند البخاري وكان قد جاء من جاءوا وتركستان، فاستأجر الأرض من أحفاد وبقايا الغوانمة وذلك لبناء زاوية تأوي الفقراء والحجاج الذين يأتون من مشارق الأرض، وقد بنى الزاوية فوق الزاوية الغانميّة وأحاط ما بقي من زاوية الغوانمة فأدخله في زاوية الأزبكية بواسطة عثمان بك البخاري المعروف بالصوفي، ثم أضيف اليها عدد من الغرف حينما تولاها الشيخ حسن بن الشيخ محمد الصالح الأزبكي سنة ١١٤٤ هجري..

وقد سميت الزاوية بالزاوية النقشبندّية نسبة إلى نقشبند محمد البخاري المتوفي في القرن الثامن الهجري سنة ١٣٨٩ هجري تحديداً، وهو صوفي أسس الطريقة النقشبندية، وكان يفضل الذكر ((بالجنان على الذكر باللسان))، وقبره في بخارى، حتى الآن محجة للزوار يأمونه ((يأتون إليه) من أقاصي الصين ويلاحظ أن الزاوية كانت محجة للزوار والمجاورين من الشرق الاسلامي وهؤلاء غير عرب، ولذلك ندر أن ظهر عالم فقيه أو مؤلف فيهم ..
كانت الزاوية مخصوصة باستراحة الحجاج الوافدين عليها أيام الحج لأستكمال شعائر الحج وزيارة المسجد الأقصى والبقاء فيها عدة أيام ثم الانتقال منها إلى الشروع في العودة وحدث في سنة ١٢٩٧ هجري أن قصد قيمّها بلاده لزيارة أوطانه، فقام بالأمر بعده متطوعاً لرعايتها وهو المرحوم الشيخ المجاور رشيد البخاري وتوفي القيّم في بخارى، فظل الشيخ رشيد قيمّاً حتى جاء من بعده ابنه الشيخ يعقوب البخاري فكان يرعاها حق رعايتها، ثم توفي هذا فجاء ابنه الثاني المرحوم الشيخ موسى البخاري فأحدث في الزاوية ما لا يجب أن يحدث ... وتوفي في سنة ١٩٧٤ رحمه الله وغفر له وعفا عنه...
كانت الزاوية يتوافد إليها عدد كبير من الأتراك والبخاريين وكان يصرف لها كل يومين رطلان من الخبز ورطل من اللحم ثم استبدُلت هذه الجراية بمبلغ من المال، يدفع للقيّم من خزانة الوقف، وهذا برهان قاطع على وقفيتها، وقفاً خيرياً عاماً ..
وكان الحجاج الذين يسكنونها من تجار التحف الصغيرة، ومبدأهم قوله تعالى: "رجالٌ لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"

.. ولا يشك أحد كما قدمنا وأسلفنا - في أن الأرض التي تبتدأ من درج الغوانمة حتى باب الهوسبيس النمساوي ((والذي كان مستشفى إبان سنوات الستينات والسبعينات يقدم الخدمات الصحية لمرضى سكان البلدة القديمة ..))، وكذلك قهوة الباسطي هي وقف اسلامي صحيح صميم، ولكن الكرج (الأجانب) استطاعوا أن يأخذوا قطعة من الأرض، قبل قرن من الزمان، ابتنوا عليها دير الأرمن بالحكر ..؟!! بل وشقت طريق بين ما أخذه دير الأرمن وبين ما بقي وقفاً للمسلمين، ثم تقدم الأفغان للباب العالي في أواخر القرن التاسع عشر ففصل زاويتهم عن الزاوية الأزبكية البخارية بواسطة مرسوم سلطاني، ثم اصداره بمساعي المصلح العلامة جمال الدين الأفغاني الذي كان حينئذ ضيفاً على السلطان عبد الحميد، ولكنها ظلت وقفاً صحيحاً للمسلمين.

كان الناس منذ الوجود التركي العثماني لهذه الديار يمرون من فوق القبو الغانمي، فيقرأن الفاتحة لمن في داخله، ثم سد الشباك المطل على الطريق العام بسبب كثرة المقذوف على الضريح من أوراق الرجاء واللهفة والتعاويذ والهدايا والنذور وهكذا انفصلت الزاوية عن المقام الغانمي ...

لقد كان لنا لقاء مع الشيخ المرحوم بإذن الله عزيز موسى البخاري - شيخ الزاوية النقشبندية في بيته في سنة ١٩٩٩ تطرق فيه لعدة أمور حول الزاوية وعائلته الكريمة وتصويبه لعدداً من الأخطاء التي كتبت عن الزاوية في كتب صدرت في مدينة القدس

• ومما قاله لنا المرحوم الشيخ عزيز البخاري: "ان ما ذكر وأشير إليه في كتاب "المساجد في بيت المقدس للأستاذ الكفراوي" بأن مسجد الزاوية كان مغلقاً من قبل ورثة عثمان، برأيي الشخصي كلاماً عارياً عن الصحة وغير دقيق إطلاقاً.. بحيث أنه كان يوجد باباً خشبياً ولم يكن على الباب أي مفتاح للإغلاق.. باب الزاوية كان دائماً مفتوحاً، كما أن رواد المسجد من المصلين المسلمين كانوا يأتون للمسجد بصورة دائمة للصلاة والتعبد في داخله. أمّا بخصوص المراحيض والحمامات فقال المرحوم بودي أن أحيطكم علماً بأن وضع الحمامات كان سيئاً للغاية، ولم تكون المياه متوفرة، وبالتالي قمنا بإزالتها وبناء متوضأ وذلك حتى يتسنى استخدامه من قبل المصلين.. !
• "أما فيما يتعلق بما ذكره وأشار إليه الأستاذ الكفراوي، على أننا قمنا بإقتطاع أي جزء من الجامع فهذا الكلام غير صحيح بتاتاً، بحيث أنه في وقتي (فترة عهدي ووجودي) لم نقم بإجراء أي اعمار أو غيره من الترميمات والتصليحات، بل وعلى العكس تماماً مما أورده الأستاذ الكفراوي في كتابه من أننا قد أهملنا الزاوية، فبودنا الأشارة هنا (وليعلمها القاصي والداني) ان الأهمال لم يحدث نتيجة أي تقصير أو إهمال بسببنّا، بل نتيجة للظروف الماديّة الصعبة وعدم وجود أي وارادات أو مخصصات مالية تم دفعها.. كما أن إدارة الأوقاف الإسلامية لم تدفع أيّ مخصصات مالية لأجل الزواية على الأطلاق"!
• واستطرد المرحوم شيخ الزاوية في حديثه لنا عن الزاوية الأزبكية – النقشبندية - البخارية قائلاً: "في زمن جديّ الشيخ يعقوب رشيد البخاري الذي كان متولياً لشؤون الوقف على الزاوية وفقاَ للوقفية الموجودة في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس – ينظر سجل مجلد 88 ، صفحة 117 : "ذكر الواقف عثمان البخاري الشهير بالصوفي أنه يتوجب النظّرة على الوقف الذي أوقفه وحبسه وربطه مدة حياته بالنظارة عليه ومن ثم لولده وولد ولده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها".
• وتابع قائلاً لنا: "أنه في زمان جديّ الشيخ يعقوب كانت الزاوية عامرة بالحجاج والضيوف والوافدين من أوزبكستان وتركيا والسعودية. وكان يعقد في كل يوم خميس من كل أسبوع حلقة للذّكر بالاضافة إلى وجبة عشاء وكان المتبع في كل أكلة (كما جرت عليه العادة) تحضير طبق أرز بخاري يدعى بلو بقي أن نشير إلى أنه يتوجب الأهتمام بالزاوية وحفظ اسلامية المكان للسبب الذي أقيمت من أجله، ... وعدا عن ذلك يخالف شرط الواقف .. واذا أهملت دائرة الأوقاف أمرها، فالأجانب بالانتظار لينقضوا عليها بالشراء أو الرهن أو الايجار الطويل الذي قد يؤدي إلى الاستملاك أو شبهه، وهم ينظرون إليها بحسرة وشغف، والنفوس ضعيفة امارة بالسوء .. (الليّ ربعّ ربعّ.. واللي قبعّ .. قبعّ) والله من وراء القصد ...!