• 26 شباط 2018
  • مقابلة خاصة

 

 

 اسطنبول - كتب خليل العسلي : عندما إلتقيت بمعية الصديق العزيز يوسف الدجاني رئيس مجلس ادارة شركة كهرباء القدس (  تلك الشخصية المقدسية التي يشهد لها العالم أنها قدمت للمدينة الكثير ولكن بهدوء وصمت وبدون اية حاجة لا لمال ولا لجاه ، ولا للسلطة، فقط من اجل المدينة التي ولد فيها واحبها ) ، ذلك الرجل قليل الحجم كثير الحركة ،  يملؤه  نشاط يفوق نشاط الشباب ، فهو يتحرك  بخفة وسرعة يحسده عليها الكثير من الشباب ، بينما الجميع من حوله ينتظرون أية تعليمات ، فهو الرئيس وهو الأقوى ، فهو الرجل الاهم في الغرفة حيث تواجد اعضاء مجلس ادارة مجموعة زورلو القابضة ،  بل إنه  اهم شخصية في المبنى  كله ، فهو رئيس مجلس ادارة مجموعة زورلو التي  تعتبر من اضخم المجموعات الاستثمارية في تركيا ومن اكثر تنوعا وقوية اقتصادية .

 لقد كان احمد زورلو رجل الاعمال وصاحب الرؤية، مرحبا بصورة دافئة بالوفد القادم من القدس الشريف ، فلقد أصر أن يشارك بنفسه في حفل توقيع الإتفاقية التي من اجلها حضر الوفد المقدسي ، بين مجموعة زورلو وبين شركة كهرباء محافظة القدس ، في مجال الطاقة المتجددة والتي تدخل  بموجبه شركة كهرباء القدس لمصافي الشركات العالمية والاكبر في فلسطين بمجال الطاقة ،  لقد أصر احمد زورلو من منطلق حبه للقدس خاصة وفلسطين عامة  أن يستضيف الوفد في مكتبه الخاص  في طابق الخاص  لا يستطيع الكثيرون الدخول اليه .

 هناك في مكتبه الذي يطل على اسطنبول من جميع جهاتها وجوانبها، قام باطلاع رئيس مجلس ادارة كهرباء القدس ومن معه على الصور العائلية التي تروى حكايته التي تشبه الحكايات التي كنا نسمعها من امهاتنا في الماضي الجميل ،  عند صبي مكافح طموحا كان يحمل ولم يهدئ حتى حقق حلمه وتربع على عرش الاقتصاد ، إنها حكاية تستحق ان تكون موضوعا لفيلم سينمائي ، وهناك بين الذكريات المبعثرة في اطارات فضية ونحاسية قديمة  تدل على ماهرة في الاتقان ، وفن في العمل ،  حمل السيد زورلو  صورة  ذات اطار فضي قديم وجميل،  وأشار إلى الفتى في تلك الصورة  الاسود والابيض ذو السروال القصير،  وقال : هذا أنا، كنت في سن الرابعة عشر عاما، عندما توجهت من بلدتي باباداغ الصغيرة الواقعة في جنوب غرب تركيا الى البلدة القريبة طربزون  لبيع المنسوجات ، التي حكاها ابي رحمة الله عليه ، توجهت انا واخي، وهنا بدأت الحكاية هذه في خمسينات القرن العشرين ومن هنا وصلت الى ما وصلت عليه

 وبعد ان وضع تلك الصورة بعناية فائقه وحرص على ابقاء هذا الفتى حيا بذاكرته، حمل صورة اخرى باللون الابيض والاسود وبحنان واضح فهي صورة لسيدة وقال احمد زورلو : إنها والدتي والتي احرص على زيارتها كل يوم خميس  من كل اسبوع حيث تعيش في البلدة التي لم يتخلى عنها رغم الغنى  ورغم المليادرات من الدولارات التي جمعها،  فهو يعتبر من اغنى اغنياء تركيا وقدرت ثروته من قبل مجلة فوربز الامريكية باكثر من مليارد ونصف المليارد دولار.

ان قصة احمد زورلو  هي قصة من امن بنفسه  وعمل بقدراته وكانت طموحاته تغطى السماء، فلقد امن بقدرته  على تقديم الافضل وعمل  من اجل تحقق الافضل، وفكر بكل الوسائل لتحقق طموحاته وطموحات من امن به ، وحتى تحول مصنع زورلو للمنسوجات الصغير  الى  مجموعة استثمارية كبيرة  لها المصانع في المنسوجات المنزلية وغزل البوليستر، ومصانع للاجهزة الالكترونية وتكنولوجيا المعلومات، ناهيك عن السلع الاستهلاكية والعقارات وانتاج الطاقة والفنادق ، حتى الصناعات الحساسة ذات الطابع الامني والتي لا يمكن الحديث عنها  اصبحت جزءا من امبراطوريته ، كل هذا ولا زال احمد زورلو ومن وراءه الجيل الجديد من عائلة زورلو يبحثون عن فرص جديدة للاستثمار، فهو دائما البحث  عن اسواق وعن مجالات جديدة ، 

 وقبل ان نغادر  مكتب احمد زورلو حرص على تقديم هدية شخصية ذات مغزى وهي عبارة عن زجاجة من زيت الزيتون والذي تغنى بجودته ، وقال إنه من ارضه الخاصة وتم جمع الزيتون باليد حبة حبة وعصره يدويا بالطرق التقليدية حفاظا على جودته، لدرجة أنه اعتبر هذا الزيت بمثابة دواء وليس للاكل فقط من شدة جودته 

اليست هذه اغلى هدية من شخص متواضع يقدر الانسان والعمل والحياة..!