• 17 نيسان 2018
  • مقابلة خاصة

 

 

 القدس - أخبار البلد ـ  ”لقد عاد موسم النبي موسى كما كان ايام زمان ”  هذا ما قال احد الحضور لإحتفالات النبي موسى والتي بدات الجمعه وتسمر لاسبوع كامل  في مقام النبي موسى الواقع بين القدس واريحا في جو روحاني بمكان هادئ  وسط جبال مقفرة غاية في الجمال . بينما قال ضيف اخرمن احدى المدن الفلسطينية ل ” أخبار البلد“ :  لم اصدق  عيوني وأنا أرى بيارق  اثرية عمرها اكثر من خمسائة سنة تظهر في تلك الإحتفالات لإول مرة ، وكأنه تم اخراجها من مخبأها  ونفض الغبار الكثيف عنها لتعود إلى الحياة ويعود معها موسم النبي موسى ، ذلك الموسم الذي كان يعتبر من اهم الاعياد الوطنية الدينية في فلسطين عامة وفي القدس بشكل خاص ، ذلك الإحتفال الذي  ابتكره القائد صلاح الدين الايوبي محرر القدس،  وبهذا الوقت بالذات من كل عام ، وكما قال الشيخ مازن اهرام رئيس هيئة اشراف بيت المقدس في خطبة القاها بالحشود  يوم الجمعه في إفتتاح موسم النبي موسى ” … لقد الهمت العبقرية العسكرية لهذا القائد الأيوبي الفذ ، عن فكرة ابتكار احتفالات ومواسم جديدة للمسلمين من اجل التعبير عن قوة ووحدة المسلمين، أمام الفرنجة الذين كانوا يقدمون ويتواجدون بصورة تجمع كبير في بعض المناطق الفلسطينية، وفي مدينة القدس على وجه الخصوص ….. وبناء على تلك التعليمات الأيوبية كان تنطيم احتفالات : موسم النبي موسى“ لمدينة القدس وما حولها  بعد تحريرها عام 1187 ميلادي، وموسم النبي صالح لمدينة الرملة، وموسم النبي روبين لمدينة يافا،وموسم المنطار لبدو النقب وشرقي غزة ، وموسم دير الروم لمدينة غزة  الفوقية ،

 واضاف الشيخ اهرام تلك الشخصية الهادئة العالمة والمعروفة في القدس  ”… كانت الاحتفالات  تبدأ مباشرة بعد صلاة الجمعه من شهر نيسان من قاعة المحكمة الشرعية في باب السلسلة بحضور قاضي ومأمور أوقاف القدس الشريف والعلماء والوجهاد، وتستمر مع وصول مواكب المحتفلين من مختلف مناطق فلسطين إلى نقاط التجمع  التي كانت تسمى بالمقامات مع رفع الأعلام والرايات الإسلامية وسط الأهازيج وزغاريد النساء

 وقال الدكتور حازم البكري  شيخ السجادة البكرية الصديقية في فلسطين  لشبكة ” أخبار البلد“  إن موكب البيارق لم يكن لينطلق من القدس قبل وصول وفد مدينة الخليل والذي كان يأتي اخر الوفود  ويدخل المدينة من باب الخليل بالاعلام والبيارق الخاصة .، ويذكر التاريخ كما يقول البكري أن الانجليز عندما احتلوا فلسطين تمهيدا لتسليمها لليهود ، حاولوا ذات عام وبالتحديد عام  1920  منع دخول وفد الخليل وذلك لوقف هذا التظاهرة الاسلامية التي كانت تزعجهم كثيرا ، وقعت اشتباكات عنيفة ، وبقي الوفد من الخليل على مدخل القدس وسط المواجهات والتي عرفت لاحقا بإنتفاضة موسم النبي موسى ، وفي النهاية رضخ المحتل الانجليز الاستعماري لإرادة الشعب وسمح باستمرار موسم النبي موسى ، واليكم وصفا لما جرى ” 

.....اقتحم أبناء الخليل باب الخليل في القدس عنوة، واتجهت الجموع حاملة العلم إلى الساحة أمام باب الخليل. وعلى شرفة النادي العربي وقف الخطباء، فتكلم موسى كاظم الحسيني* رئيس بلدية القدس ورئيس الجمعية الإسلامية – المسيحية*، وخليل بيدس*، وعارف العارف، والحاج أمين الحسيني*، وغيرهم. وكانت الكلمات كلها حماسية أثارت الشعور القومي ”.-- 

 

في هذا العام إمتاز الموسم كما قال الشيخ اهرام والعديد مما شاركوا فيه بوجود ممثلين وشيوخ لأكثر من خمسة عشر طريقة صوفية في فلسطين ، حيث انتشر هؤلاء في ساحات وزوايا مقام النبي موسى بلباسهم والوانهم وأعلامهم الخاصة ، وعقدوا حلقات الذكر والدراسة على امل التعريف بطرقهم الصوفية ، في جو تنافسي روحاني غاب من زمن عن فلسطين التي تعاني الامرين ، مما خلق جوا مناسبا للطرق الصوفية بالانتشار مرة اخرى في فلسطين ، فلا يوجد انسب من موسم النبي موسى لتعريف والترويج لهذه الطرق، فهذا المكان هو صوفي بإمتياز