• 1 تموز 2018
  • مقابلة خاصة

 

 

 

  اسطنبول - أخبار البلد -  في جامع السليمانية والذي ارتبط اكثر من غيره  بالعلم والعلماء والباحثين  سجى جثمان المؤرخ الاكثر شهرة وصاحب نطرية ان المسلمين اول من وصل الى امريكا ، حيث وافته المنية عن عمر يناهز ٩٤ عاما  قضاها  في البحث والعم خدمة للاسلام  رحمة الله عليه. لقد كان يعرف اكثر من عشرين لغة ويعمل اكثر من سبعة عشر ساعة يومية خدمة للعلم والاسلام ، فالأستاذ سزكين من أبرز العلماء المسلمين في تاريخ العلوم الإسلامية في العصر الحديث. وقد كان يهدف من هذه الجهود  العظيمة التي وهب حياته الطويلة من أجلها إطلاع المسلمين على عظمة الحضارة الإسلامية..

ومن كلماته المؤثرة في هذا المجال قوله: "إنَّ إفهام أبناء جلدتنا من المسلمين عن مدى عظمة حضارتنا الإسلامية أشد صعوبة من إفهام الغربيين". حسب ترجمة الدكتور محمد بنيامين أستاذ الحديث النبوي الشريف في جامعة أنقرة.

  وقد ترك  الأستاذ سزكين ميراثاً كبيراً من العلم النافع. ونشر مئات المجلدات من التراث الإسلامي بالتصوير، صيغة (فاكسملي) مع مقدمات علمية. وكان عنوان رسالته في  الدكتوراه: "مصادر الامام البخاري في صحيحه".

وهي رسالة علمية منهجية نقدية تحدى فيها المستشرقين. وقد طبعت باللغة التركية. 

وقد سعى رحمه الله لدى الدول العربية إلى تطبيق فكرته الداعية إلى تأسيس معهد دولي متخصص بتاريخ العلوم العربية الأسلامية، وقد شارك أربعة عشر بلداً عربياً فضلاً عن المنظمات والأصدقاء والمشجعين من العالم الأسلامي بالتبرع بثلث الأموال المقترحة كرأسمال أولي للجمعية ومنها العراق، وتبرعت الكويت وحدها بتأسيس المبنى المناسب قرب الجامعة وتجديده بالشكل الذي يلبي متطلبات المعهد.

وفي عام 1982 تم تأسيس (معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية) في إطار جامعة فرانكفورت.وقد منح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من قبل رئيس ألمانيا. وفي سنة 1979 حصل على ميدالية گوته من مدينة فرانكفورت.

وكان أول شخص يحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية.

من أهم مؤلفاته:

 "تاريخ التراث العربي"، وألخص هنا التعريف به من موقع ملتقى أهل الحديث، فأقول:

بدأ الأستاذ سزكين سنة 1366هـ -1947 جمع المادة العلمية لكتابه هذا ليمتد به العمل في الكتاب أكثر خمسة عشر عاماً. 

وقد مر الكتاب بمراحل متعددة تغيرت فيها خطة المؤلف مرات، كانت نيته أولا تأليف ملحق لكتاب المستشرق الألماني كارل بروكلمان (1868-1956) "تاريخ الأدب العربي" Brockelmann,carl,geschichte der arabischen litteratur بالاستناد إلى المخطوطات المحفوظة في مكتبات إستانبول، ثم تطور الهدف بمرور الزمن ليصير تجديد كتاب بروكلمان، وقد تم المجلد الأول بهذا الهدف ثم تغير الهدف في الأجزاء التالية ليصير كتابه لتاريخ العلوم الإسلامية المكتوبة بالعربية في إطار ما يسمح به تطور الدراسات والأبحاث المتخصصة في هذا المجال ودراساته الخاصة بالمخطوطات والمطبوعات.

وإذا كان كتاب كارل بروكلمان يمثل ببليوجرافيا هائلة لنتاج الحضارة الإسلامية خلال أربعة عشر قرنا (حتى العصر الحديث) فإن كتاب سزكين يمثل التاريخ الثقافي للحضارة الإسلامية بما حفلت به من مؤلفات ودراسات في شتى مناحي المعرفة.

يغطي كتاب سزكين – بخلاف كتاب بروكلمان – الفترة الزمنية من بدء الإسلام حتى حوالي سنة 430هـ- ليؤرخ للعلماء المسلمين ومنجزاتهم العلمية مع ترجمة كل مؤلف: وبيان أسماء مؤلفاته، وأماكن وجودها في مكتبات العالم، المخطوط منها وأسماء ناشري المطبوع منها، وبيان ما تعلق بهذه المؤلفات من شروح ومختصرات وتعقبات وردود وذيول ونظم...إلخ مرتباً ذلك ترتيباً زمنياً يورد فيه اسم الشخصية ثم أثارها على النحو المذكور

ويعرض تاريخ التراث العربي لدراسة: علوم القرآن الكريم، وعلم الحديث، والتدوين التاريخي، والفقه، والعقائد، والتصوف، والشعر العربي، واللغة العربية، والنحو، والبلاغة، والنثر الفني، والعروض، والأدب، والفلسفة، والمنطق، وعلم النفس، والأخلاق، والسياسة، والاجتماع، والطب، والسيمياء، والكيمياء، والنبات، والفلاحة، والرياضيات، والفلك، وعلم أحكام النجوم، والآثار العلوية. 

كتب فؤاد سزكين كتابه باللغة الألمانية وطبع في ليدن سنة (1967) وقد شرع في ترجمة الكتاب إلى العربية في مصر فصدر منه المجلد الأول سنة (1977- 1978) (بدون فهارسه التفصيلية) في جزئين من القطع الكبير.

 وقام بالترجمة: د. محمود فهمي حجازي ود. فهمي أبو الفضل.

 ثم توقف نشر الكتاب لتتولى ترجمته ونشره فيما بعد جامعة محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك سعود  بالمملكة العربية السعودية ليصدر الكتاب على أجزاء متعاقبة بدءاً من السنة (1982)، وكان على رأس المشتغلين بإصدارها ترجمة ومراجعة وفهرسة عدد من الأساتذة.

وصدرت الطبعة السعودية بجزء استل من المجلد السادس للكتاب  حمل عنوان "تاريخ التراث العربي" 

والحق أنَّ الكتاب موسوعة مهمة في تاريخ العلوم، على هفوات فيه يعرفها المختصون..

 ويحمد له موقفه المنصف من حضارتنا الإسلامية، ورده على المستشرقين بصبر وأناة في عدد من القضايا المهمة، ولاسيما دفاعه عن منهج المحدثين. كما قال الدكتور عبد السميع الانيس