• 23 تشرين أول 2019
  • مقابلة خاصة

 

 القدس – أخبار البلد –  نفى مؤرخ القدس الدكتور محمد هاشم  غوشة ما نشر مؤخرا عن الكشف عن صاحبي القبرين الأكثر جدلا في القدس والكائنين في باب الخليل والتي أثيرت حولهما الكثير من الروايات وتباينت فيهما مواقف الباحثين في تاريخ القدس وفلسطين .

 وقال د غوشة في رده على  استفسار شبكة "أخبار البلد" وهو المؤرخ الأكثر خبرة  ودراية في تاريخ القدس وفلسطين  :  " في سنة ١٩٩٨م وأثناء عملي على إنجاز أطروحة الدكتوراه عن القدس في العهد العثماني، وقفتُ على مجموعة مهمة وغير منشورة من الوثائق التاريخية التي تثبت أن المدفون في القبرين الكائنين لصق باب الخليل هما الحاج سنان بن إلياس كيخيا قلعة القدس (نائب القلعة) وزوجته.

والحاج سنان هو إحدى الشخصيات العثمانية التي نزلت القدس في النصف الأول من القرن السادس عشر وأنشأت الأوقاف فيها. ومن أبرز منشآته في القدس جامع قمرة الملاصق للباب الجديد، وجامع ساحة البازار المقابل لمقام الشيخ غباين، وجامع سويقة علّون والذي تضمن تربةً عند إنشائه. وغيرها من المنشآت. 

 وأضاف غوشة لقد اختلط الأمر على الدارسين لاختلاف موضع باب الخليل الأيوبي عن موضعه الحالي، وقد نُشرتُ دراسةً باللغة الإنجليزية في سنة ٢٠٠٤ في جامعة بامبرغ بألمانيا كشفتُ من خلالها وعلى نحوٍ غير مسبوق عن وجود الأبواب القديمة للقدس وكيف توسعت المدينة القديمة بعد إعادة بناء السور العثماني الحالي. سيكون لي محاضرة قريبة بدعوة كريمة من جمعية وقفنا سأكشف من خلالها عن الوثائق والمعلومات ذات الصلة"

 وكانت شبكة " أخبار البلد " قد نشرت العام الماضي ما نشره نبيل الانصاري  من  شهادة الباحث المؤرخ فهمي خليل بدر الأنصاري: "إنّ القبرين الرابضين في منطقة باب الخليل – من الجهة الشمالية هو ل-سنان آغا بن عبد الله وزوجته – لقد كان سنان نائباً للحاكم الأداري لمدينة القدس، وكان مسؤولاً عن القلعة ((وكانت تُعرف بالقشلاق)) داخل باب الخليل. وقد أسعدت خدماته الجليلة التي قدمها للسلطان التركي وحاشيته والكثيرين من وجهاء المدينة. ويُردف المؤرخ فهمي خليل بدر الأنصاري قائلاً: لقد كان سنان آغا بن عبد الله رجلاً دينياً تقياً ورعاً ومعطاءً .. كريم النفس ورجل خيري .. هذا الأنسان قام ببناء الكثير من المساجد في منطقة القدس – وداخل البلدة القديمة ومنها مسجد بني حسن – حيث إطلق أسم أحد تلك المساجد التي شيدّها وعرف بمسجد آغا أو مسجد درغث قبالة نُزلُ الهوسبيس النمساوي .. والذي خدم كمستشفى حكومي .. ولم يكشف المؤرخ المقدسي المخضرم بعد عن سبب تسمية هذا المسجد بدرغث أو من هو درغث هذا وما صلته بالقبرين في باب الخليل .. لرغبته الشديدة في إصدار دراسة علمية تاريخية تتناول القبرين وصلتهما بمسجد درغث .. حيث أن بعض المؤرخين ينسبون إلى ما يعتقد أنه أحد الأولياء الصالحين المدفون في مقام له يقع خلف المسجد!  ..!

لقد طلب سنان آغا بن عبد الله طلباً متواضعاً من السلطان التركي .. ألاّ وهو أن يُدفن في مدينة القدس بالقرب من القلعة في منطقة باب الخليل. ولقد احترم السلطان رغبته وحققّ له مبتغاهُ ورغبته بل وقام بزرع شجرة تين حول القبر، وهي نفس الشجرة التي نشاهدها اليوم".

ويقول المؤرخ فهمي الأنصاري .. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يوجد ((عمامة رأس متقنة تستند على قاعدة حجرية متعددة الأضلاع مشطوفة الأركان مزدانة بزخارف تأخذ شكل محراب صغير ذي عقد مدبب.( التُّربان)  قبعة نسوية ضيقة لا حرف لها على إحدى القبرين وليس كلاهما.!    ويجيب ذلك لأن التُّربان يشير إلى أن القبر يؤول إلى رجل)).. ووجود عمامة بهذا الإتقان يلمح إلى أن شخصية المدفون في القبر مهم

 وجاء تعليق الدكتور محمد هاشم غوشة بعد قيام الباحث بشير بركات بالكشف في محاضرة له الأسبوع الماضي عما اعتبرهما صاحبي القبرين عندما قال : نفى كافة الشائعات المنتشرة حول حقيقة المدفونين فيها، واستعرض عشرات الأدلة على أن القبر الأول يضم رفات يوسف وأَمَتْ وفاطمة وبلقيس أبناء محمد بك نائب صفد الذين توفوا صغارا خلال حياة والدهم عام 1563م. ثم دفن محمد بك نفسه في القبر المجاور بعد وفاته.

وكان القاضي فواز نزار عطية قد نشر في "أخبار البلد"  في صيف العام الماضي ما يلي " .... فإنني أكد على أن القبرين يعودان للحاج ابراهيم الصافوطي وابنه محمد لسببين مهمين رئيسيين:

اولا: أن الحاج ابراهيم بلقبه الممزوج بمصطلحات التفخيم والتعظيم، كما ورد وفي حجة الوقف "بالصدر الاجل الكبير المحترم" حيث جرت العادة في سجلات المحكمة الشرعية عند استخدام مصطلح التفخيم والتعظيم لأصحاب العلاقة فيتم ذكر "الصدر الاجل " كمصطلح مستقل ، او"الكبير" كمصطلح مستقل، او "المحترم" مصطلح مستقل، بينما واقع جمع المصطلحات الاربعة في آن واحد لهو دليل التبجيل المستحق للذين هم من الدرجة المميزة في رتب الدولة العثمانية بعد مرتبة المجلس العالي للأطباء والقضاة "موقع نداء الايمان الالكتروني"، كما وبسكنه واقامته وحبس امواله في منطقة مميزة واستراتيجية مقابل القلعة في منطقة بني حارث سابقا وحاليا تعرف بمنطقة باب الخليل ميدان عمر بن الخطاب، والقريبة جدا من مكان الضريحين اللذين يبعدان عن مكان سكناه 150متر فقط، ينفي رواية الاساطير، عملا بما كان هو متبع اثناء فترة الدولة العثمانية، بأن يدفن اصحاب الرفعة والرياسة والجاه بمكان قريب من منطقة سكناهم، وليس من المستبعد أو الغريب أن يدفن صاحب اللقب "الصدر الاجل الكبير المحترم" الحاج ابراهيم السافوطي في منطقة باب الخليل بجوار السور، حيث يلاحظ على احد الاضرحة تاج أو عمامة مميزة تميز صاحبها بالنظر لما كان يتمتع به، سيما وأن الحاج ابراهيم السافوطي قد توفاه الله عام 1001 هجري بدلالة السجل رقم 75 حجة رقم 1732 ص 222، أما ابنه محمد الذي توفي عام 1014 هجري بدلالة السجل رقم 85 حجة رقم 1532 ص557 حيث اصبح ناظرا لوقف دبوس الناظر علي السافوطي شقيق محمد وهما ولدي الحاج ابراهيم السافوطي، إذ كان محمد ناظرا بموجب حجة رقم 3110 من السجل رقم 84 حتى العام 1013 هجري. وبانحلال وظيفة الناظر محمد بوفاته استلم شقيقه علي النظارة على الوقف جده دبوس بموجب السجل رقم 85 ص557 عام 1014 هجري.

ثانيا: ولا يقل اهمية عن أولا، ومن خلال تتبع ورصد المعاملات التي تمت على وقف جدي لأبي المرحوم ابراهيم السافوطي وجدّه الامير الناصري ناصر الدين دبوس، كان المتولي من اولاده  واولاد اولاده من الذكور، يسكنون في احدى الدورالموقوفة مقابل القلعة، التي تبعد عن الضريحين مسافة 150 متر فقط، وبتسلسل المعاملات في المحكمة الشرعية بالقدس استمر سكن اولاد الواقف من المتولين على الوقف في احدى الدور المزبورة اعلاه وببدل معلوم مصادق عليه من المحكمة الشرعية بالقدس، وفق ما هوثابت ما في السجل رقم 294 ص117 والسجل رقم 310 ص 32 والسجل رقم 282 ص 50 والسجل رقم  320ص96، بحيث ارتبط احفاد الواقف ابراهيم الصافوتي بوقف جدهم ارتباطا متسلسلا حتى اليوم، ومما يلاحظ من واقع السجلات كيفية اختلاف الاسماء بحيث ربطت باصحابها ونسبتها فيما بعد بالمرحوم جدي ابراهيم السافوطي، حيث عرفت عائلة زريق من احفاد الذكور للواقف المرحوم ابراهيم السافوطي، وسكنت في الوقف بدلالة السجل رقم 264 ص 163 المتولي عبد القادر زريق على وقف جده ابراهيم الصافوطي، والسجل رقم 315 ص 89 تنصيب المتولي محمد بن خليل زريق متوليا شرعيا على وقف جده ابراهيم السافوطي والسجل رقم 325 ص 83 معاملة استبدال الوقف من المتولي محمد زريق على وقف جده الاعلى لأبيه وفق صريح النص، والسجل رقم 342 ص 133 المحاسبة الشرعية التي اصدرها على نفسه الحاج عطية زريق على وقف جده المرحوم ابراهيم السافوطي عن واجب 1276 هجري، والسجل رقم 379 ص102 وردت المعاملة بأن ادعى الحاج عطية بن محمد زريق القضماني المتولي على وقف جده الاعلى لأبيه الشيخ ابراهيم السافوطي سنة 1308 هجري، والسجل رقم 383ص 365 المتولي موسى بن الحاج عطية  بن محمد زريق المتولي على وقف جده الاعلى الشيخ ابراهيم السافوطي.