• 24 تشرين الثاني 2016
  • ثقافيات

 

 

رام الله - اخبار البلد- باجواء احتفالية وبحضور عدد من المهتمين بالادب والثقافة  وعلى راسهم  وزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو، جرى حفل توقيع الرواية الجديدة للكاتب المقدسي عزام ابو السعود في متحف محمود درويش ، والتي تأتي كراوية رابعة ضمن سلسلة حول القدس وتحولاتها السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، وتأريخها أيضاً، بدأت برواية "صبري"، تلتها روايتي "حمام العين"، و"الستيفادور"، وقدم لها د. محمود العطشان، أستاذ اللغة العربية في جامعة بيرزيت. حيث اعرب ابو السعود عن سعادته لان تشهز روايته اقبالا كبيرا من قطاع المثقفين الفلسطينين خاصة وان حاول فيها التركيز على جانب اخر من جانب الحياة المقدسية في فترة من الزمن  وفي كلمته الافتتاحية شدد الوزير بسيسو على أهمية توثيق القدس على كافة المستويات الثقافية، والحضارية، والاجتماعية، والسياسية، والتاريخية، والثقافية، في الأعمال الإبداعية الفلسطينية، ومنها الرواية الاخيرة 

و شدد الوزير على أن الرواية، ورغم أنها تأتي في سياق رباعية، فإن القارئ يستطيع قراءة هذا العمل دون الحاجة إلى الأعمال السابقة، بمعنى أن كل فترة زمنية في هذه الروايات الأربع هي بناء سردي وتاريخي واجتماعي قائم بذاته، رغم أن الشخصيات تسير من حقبة إلى أخرى، ومن مرحلة إلى ثانية .. وقال: قراءة "سبيريتزما" فيها متعة بحد ذاتها لا كتشاف مرحلة من مراحل التاريخ الفلسطيني، ولاسيما في القدس، وهي مرحلة احتاجت الكثير من التنقيب على مستوى الرواية الشفهية الفلسطينية التي هي المصدر الرئيس للعمل، أو في الوثائق الفلسطينية، والإمعان في التدقيق بهذه الوثائق بخصوص هذه الحقبة الزمنية، قبيل نكسة حزيران في العام 1967، ومرافقة لإرهاصات ولادة منظمة التحرير الفلسطينية، وهي مرحلة دقيقة.

وحول الرواية الاخير قال وزير الثقافة ؛ تحيلني رواية "سبيريتزما" لعزام أبو السعود إلى رواية صدرت قبل أكثر من عشرين عاماً، بعنوان "شقة الحرية" للروائي السعودي الراحل غازي القصيبي، والتي تتحدث عن بعض الملامح في تجربة المد الثوري القومي بمرحلة "مصر عبد الناصر"، عبر حكايات وتفاعلات طلاب خليجيين في شقة بالقاهرة، حتى إن الحديث عن تحضير الأرواح يتكرر بشكل أو بآخر في الروايتين، في إسقاط على طبيعة الحياة في مصر أو هنا في القدس، مع الإشارة إلى أن أنيس منصور من أبرز من كتبوا في روايتهم عن تحضير الأرواح.

ولفت بسيسو: الرواية ترصد مرحلة التحدي، مرحلة جيل ما بين النكبة والنكسة .. جيل خمسينيات القرن الماضي، ومرحلة صعود المد القومي، وجيل الانكسار والهزيمة، ومثلما عالج غازي القصيبي انكسار العام 1976 في رؤيته لأربعة طلاب خليجيين ذهبوا إلى القاهرة ثم عادوا إلى البحرين تحديداً يقف عزام أبو السعود إلى هذه الهزيمة عبر هذه الرواية (سبيريتزما)، التي لا يعالج فيها فقط التحول الجغرافي، بل التحول السياسي والاجتماعي.

وختم: طالما أن المصدر الأساس هو الرواية الشفهية، فلغة السرد جاءت في هذا السياق بسيطة، وسلسلة، دون أي تكلف، فعزام أبو السعود يروي الحكاية في "سبيريتزما"، بمعنى أنه يسرد تفاصيل تلك المرحلة بدءاً من عودة صبري إلى القدس قادماً من السعودية، بعد رحلة طويلة من المعاناة، دون الإجحاف بتاريخ صبري، وبعض الإسقاطات من الأعمال السابقة، أو الأجزاء السابقة في رويات صبري، وحمام العين، والستيفادور، مشدداً على أهمية اللمحة البانورامية لإعادة استكشاف واكتشاف المكان، وهو القدس هنا.