• 14 شباط 2017
  • ثقافيات

 

 

 عمان - اخبار البلد-  أبرز المتحدثون في أمسية (كتاب الأسبوع) التي عقدتها دائرة المكتبة الوطنية الأهمية التاريخية والثقافية لمذكرات العلامة حسن سعيد الكرمي في الحياة والثقافة العربية"، والتي كان أصدرها منتدى الفكر العربي، من إعداد وتحرير: سهام الكرمي وكايد هاشم.

وقال الأمين العام للمنتدى د. محمد أبوحمّور الذي ترأس الأمسية وأدار النقاش حول الكتاب: إن المنتدى بادر إلى نشر هذه المذكرات برعاية كريمة من رئيسه صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، من منطلق الاهتمام بثمرات الفكر العربي التنويري المعاصر وأصحاب التجارب الإبداعية المتميزة ممن أسهموا في إغناء الثقافة العربية بثمرات عقولهم.

وأضاف د. أبوحمّور أن سيرة حسن الكرمي عبر مئة عام ونيف وأعماله تنطوي على قيمة حضارية ذات أهمية كبيرة، وأن مهمتنا كمؤسسات ومجتمع ونُخب ثقافية أن نحفظ للأمّة مثل هذه القيمة خدمةً لنهوض مجتمعاتها وتقدم أجيالها؛ مشيراً إلى أن الكرمي استطاع أن يرتاد آفاقاً ثقافية واسعه من خلال عمله الإعلامي وبرنامجه الشهير (قول على قول) وبرامج تعليم اللغة الإنجليزية بالراديو في إذاعة لندن، وكذلك ترجماته وبحوثه في اللغة والفكر والتاريخ والأدب والمعاجم الثنائية الإنكليزية - العربية التي أنجزها، ومشروعه في إصلاح المعجم العربي المتمثل في معجمه (الهادي إلى لغة العرب)، مما يشكل مكتبة ثمينة للمتعلم والباحث والإنسان العربي عموماً.

وتحدثت أستاذة التاريخ في جامعة آل البيت د. هند أبو الشعر عن مذكرات حسن الكرمي بوصفها من المصادر الغنية لقراءة التاريخ الاجتماعي خلال المراحل التي عاشها في فلسطين وسورية في بدايات القرن العشرين، والأحداث التي عاصرها خلال الحرب العالمية الأولى والثورة العربية الكبرى ونهاية الدولة العثمانية، ثم عهد الحكومة العربية الفيصلية في دمشق وخروج الملك فيصل من سورية، وفترة الانتدابين البريطاني والفرنسي في بلاد الشام، والحرب العالمية الثانية، وفاجعة العرب الكبرى بسقوط فلسطين بيد الصهاينة عام 1948وما بعد ذلك.

ومن جهته قال الكاتب كايد هاشم: إن شخصية الكرمي في المذكرات هي تعبير حقيقي عن بيئه وعصره، وأيضاً هي نتاج عقله وتفكيره وإرادته وتحصيله الثقافي ومواقفه الفكرية وسط تحولات ومناخات اجتماعية وثقافية وسياسية متغيرة خلال القرن العشرين وبداية القرن الحالي؛ مشيراً إلى أن كتابة السيرة الذاتية هي لون من ألوان الإحساس بالذات ووعي الزمن والتاريخ والحدث، وصورة من حاجة الإنسان الاجتماعية للاتصال بالعالم والوجود، والتعبير عن نفسه.

وأوضح أنه مهما تعددت دوافع كتابة السير الذاتية وأنوعها وأشكالها، فإن النزوع إلى استمرار التجربة الإنسانية وتناقلها بين البشر تبقى قائمة ما استمرت الحياة، وأن مذكرات الكرمي تدل على ذاكرة مستوعبة ومصورة للوقائع والأحداث التي مرّ بها بشكل متسلسل، كما تكشف عن شخصية لا تنقصها الصراحة والجرأة والصدق مع النفس وموضوعية الفكر.

وأشار هاشم إلى أن هذه المذكرات تبدو كمرآة غير مُقعّرة ولا مُكبّرة، وإنما تحافظ على المسافة بينها وبين الواقع والمنطق بشكل معقول وأدنى إلى طبيعة الأشياء، وتتسم بخطوط ثلاثة رئيسة هي: الخط السيري الحياتي المعتاد في الجوانب الشخصية، والخط المتعلق بالأحداث العامة والكبرى التي أثرت في مجرى حياة الكرمي، ثم الخط الأهم حول سيرته العقلية وتجربته الثقافية الممتدة ونظراته الفكرية.

وقالت السيدة سهام الكرمي في كلمتها: إن مذكرات والدها كانت مخطوطة بخط يده قبل وفاته بعشر سنوات وإنها اكتشفتها بعد رحيله، ووجدت فيها ما يستحق الاطلاع عليه من أحداث وأفكار عن تاريخ تلك السنين، التي لم يعهدها منّا عن كثب سوى قلة من الناس كما عاشها حسن الكرمي نفسه.

وأشارت إلى أن والدها تحدث في مذكراته كثيراً عن الحالة السياسية والاجتماعية التي عاشها في فلسطين، لكنه عندما غادرها عام 1948 وسافر إلى بريطانيا ليعمل في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية، لمس الحالة نفسها بين العاملين في ذلك المحيط الضيق الذي ضم أفراداً من أقطار عربية متعددة.