• 13 آذار 2017
  • ثقافيات

 

 

 القدس- اخبار البلد- صدر مؤخرا كتابا جديد للمفكّر مارسيلو سڤيرسكي، المولود في بيونس آيرس، والمتخصّص في الدراسات الدوليّة بمدرسة الإنسانيّات والبحث الاجتماعيّ، بعنوان “ ما بعد اسرائيل - نحو تحول ثقافي “ ونقله إلى العربيّة المترجم سمير عزّت نصّار، وراجعه حسام موصلّلي، وهو صادر بنسخته العربيّة عن "منشورات المتوسّط" بميلانو عام 2016، بعد عامين من صدور نسخته الإنجليزيّة في لندن عن دار "زيد بوك" العريقة.

يناقش سڤيرسكي في الكتاب (285 صفحة من القطع المتوسّط)، على نحو مثير للجدل، فكرة المشروع السياسيّ الصهيونيّ في فلسطين، مستندًا إلى ممارسات المؤسّسات الصهيونيّة وكيفيّة سيطرتها على المجتمع الإسرائيليّ، والتربية العنصريّة التي تُنَمّي آلة الحقد تجاه المجتمع الفلسطينيّ. مبيّنًا، من خلال حديثه عن الحياة اليوميّة التي تشكّل "الروح والمادّة"، ممارسة أعمال الاضطّهاد اليوميّة التي تعتمدها المؤسّسات الصهيونيّة للحفاظ على المجتمع الإسرائيليّ، والتي لخّصها في أربع نقاط: المُتَنَزَّه، والمدرّس، والوالد، والناخب. منطلقًا في دراستها من البوّابة السوسيولوجيّة لعمليّة الإخضاع، أي "نوع الرعيّة التي تدرّبوا على أن يصبحوا عليها".

يهدف الكتاب، بالمقابل، إلى إحداث موقف معاكس، يسمح لليهود الإسرائيليّين اكتشاف الآليّة التي تمكّنهم من تجريد أنفسهم من الهويّات الصهيونيّة، وذلك من خلال الانخراط بالأفكار والممارسات والمؤسّسات المنشقّة عن تلك الهويّات.

ومن ردود الفعل على هذا الكتاب، نذكر رأي المؤرّخ الأكاديميّ الفلسطينيّ – البريطانيّ نور مصالحة، مدرّس الدراسات الشرقيّة والإفريقيّة في "جامعة لندن"، الذي قال: "يذهب هذا العمل الأصيل للغاية بعيدًا، متجاوزًا أحدث الكتب التي تتحدّث عن فلسطين – إسرائيل، والتي تركّز على حلول الدولتين أو الدولة الواحدة للصراع. وتظهر إنسانيّته ومنهجيّته التحرّريّة الضرورة الحتميّة لتحوّل ثقافيّ في إسرائيل لصالح جميع ضحايا الصهيونيّة؛ يهودًا وفلسطينيّين".

كما احتفت أريئيلا أزولاي، أستاذة الثقافة الحديثة والأدب المقارن في "جامعة براون" الأمريكيّة، ومخرجة أفلام وثائقيّة، ومؤلّفة كتاب "من فلسطين إلى إسرائيل" (2011)، بجرأة الطرح الموجود في هذا الكتاب، قائلة: "ما ب إسرائيل كتاب علمانيّ. إنّه يرفض القبول بالصهيونيّة باعتبارها عقيدة دينيّة؛ وبدلًا من ذلك، يجرؤ هذا الكتاب الممتاز على قراءة الصهيونيّة على أنّها حلقة في تاريخ فلسطين لشعبين يعيشان فيها. هذا ليس بنبوءة ولا نهاية للعالم، إنّه تحليل سياسيّ وثقافيّ جريء للعمليّات التي تقوّض النظام الإسرائيليّ الحاليّ، والتي هي قيد العمل في يومنا هذا".