• 22 تشرين الثاني 2017
  • ثقافيات

 

عمان - اخبار البلد- صدر مؤخرا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب ” ازمنة مثيرة ” للقنصل البريطاني في القدس جيمس فين في الفترة العثمانية. أما مترجم هذا الكتاب فهو جمال أبو غيدا  الذي سبق له أن ترجم كتاب ماري اليزا روجرز «الحياة في بيوت فلسطين» الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر،. يقول جوني منصور الباحث الفلسطيني من حيفا، الذي كتب مقدمة الكتاب الذي يحمل عنوان «أزمنة مثيرة ـ وقائع من سجلات القنصلية البريطانية في بيت المقدس (1956-1853). صدر هذا الكتاب في لندن عام 1878 في جزءين في 975 صفحة، فيه وصف لفلسطين في فترة دقيقة وحساسة للغاية كانت تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط عمومًا، والدولة العثمانية خصوصًا، ألا وهي أزمة حرب القرم (1853 ـ 1856)، وهي تمثل في واقع الأمر «أزمنة مثيرة» أو أزمنة عاصفة. لكنه لم يحصر نصوصه في هذه الفترة فقط، بل تطرق إلى ما سبقها وما تبعها لاحقًا.

هذا الكتاب هو عبارة عن عملية توثيق لتدخل لا متناه تقريبًا للقنصل البريطاني في الشؤون الداخلية للدولة العثمانية، سواء في سنجق القدس أو خارجه، وكأن هذه المنطقة خاضعة لنفوذه القانوني. ولم يردعه أي تأنيب ضمير بالنسبة لنشاطه هذا، حيث أن ضميره وإيمانه ومعرفته الملتصقة بمهمته السياسية سهلت عليه مهامه الدينية أيضًا، التي لم يبتعد عنها. وبموجب فهمه وإدراكه للأمور أراد تعزيز قوة العثمانيين حلفاء بريطانيا في حرب القرم لمواجهة المخطط الروسي الداعي إلى تصفية «الرجل المريض».

يتطرق الكاتب جيمس فين في كتابه هذا بشكل تفصيلي إلى حالة النشاط الاستيطاني اليهودي في فلسطين واصفًا حالة الفقر التي عاشتها شرائح يهودية في القدس خصوصًا. ويصف زيارة الثري اليهودي البريطاني موشيه مونتفيوري للقدس وبناءه حيا لليهود وطاحونة هواء ليستفيدوا منها في طحن حبوبهم، ومواقف القيادات الدينية اليهودية التقليدية المشككة بمشروع مونتفيوري. ويشير فين إلى الدور الذي لعبته وقامت به القنصلية البريطانية في القدس لصالح اليهود. ويشير أيضًا إلى حاجة اليهود إلى حماية لهم من قبل دولته التي يمثلها دبلوماسيًا، وهو بهذا يعكس اهتمامه الشخصي واهتمام دولته بهذه الشريحة السكانية، لتثبيت توجهات بريطانيا المستقبلية نحو الاستعمار الفعلي في المنطقة. وأيضًا ليستفيد من نظام الامتيازات الذي اتبعته الدولة العثمانية مع الدول العظمى، وبضغط من هذه الدول لحماية مصالحها الخاصة، سواء في أراضي الدولة العثمانية أو من خلالها.

ومن جانب آخر يُقدّم لنا وصفًا عن الفلاحين والظلم الذي لحق بهم من قبل زعماء العشائر والأفندية والأعيان والآغوات المُعينين أو المرضي عنهم من قبل الدولة العثمانية لخدمة مصالح هذه الدولة.

 عن القدس العربي