- 15 آيار 2018
- ثقافيات
القدس - أخبار البلد - بعث الشاعر الدكتور معتز علي القطب قصيدة رائعة بعنوان ” العاصمة“ لشبكة ” أخبار البلد“ لتكون اول وسيلة اعلامية تنشر هذه القصيدة التي تأتي في الوقت الذي يحتاج فيه المقدسي والفلسطيني العربي لمثل هذه القصائد التي تعرب عما يجول بخاطره في هذه الايام الصعبة التي تمر على المدينة المقدسة :
العاصمة
أ.د معتز علي القطب
ليلى أو القدسُ أو رُوحي وإيمَاني مَاذا أُنَاديكِ يا حُبِّي وَتَحنَاني
أنتِ الجَميلةُ ما شَاهدتُ فاتنةً أَحلى وأجملَ في ثَوبٍ بألوانِ
يا روحَ من سَبَقوا في الحبِّ قد وَقَعوا فَجَسَّدوا العِشقَ في سورٍ وبنيانِ
مَروا عِظاماً على المِحرابِ وارتحلوا وعطَّروا البيتَ من فلٍّ وريحانِ
وأعلنوا القدسَ للعشاقِ عاصمةً فأحضروا الوردَ جُورياً لبستانِ
مَتى يعودونَ يا ربِّي لِخدمَتِها كي يُنقذوا الزهرَ من دودٍ وجرذانِ
غابوا وَغَابت شُموسٌ عن مَدينتِنا كَانت تُنيرُ عَلى دَاري وَأوطاني
تِلكَ النُجومُ فَقدناها بكوكَبِنا والليلُ حلَّ على ليلى وبلدانِ
والحاقدون على التاريخِ قد فَجَروا وأنكروا عصرَ أجدادي وأزماني
واللصُ ينزعُ أثواباً تُجملُها وَيمسحُ العطرَ عَن بِيتٍ وعمرانِ
والمعتدونَ على البستانِ قد سَرقُوا وَصَادروا كلَّ زيتوني ورمَانِ
العابثونَ بأرضٍ كُلها دُرَرٌ قد زوَروا بعضَ أشيائِي وأركاني
أنا وحيدٌ وَحولِي بعضُ من صَدَقوا والله لَن نتركَ المَسرى لغربانِ
عهدٌ عَلينا لليلى سوفَ نَخطبها وَنَدفعُ المهرَ أرواحاً بأبدان
وعدٌ عَلينا سَنبقى نَحنُ صَفوتها ونخرجُ الوردَ من همٍّ وأحزانِ
إنّي لأعلنُ أنَّ القُدسَ عاصِمَتِي في وجهِ فرعونَ أوفي وجهِ هَامان
ليلَى أُناديكِ في نَومِي وفي سَهَري ألا تُجيبينَ ولهاناً بأشجانِ
أنتِ الطهارةُ كَم في الكونِ طاهرةٌ ناَلت شَهادة إنجيلٍ وقرآنِ
ياقوتةُ الأرضِ ما في الأرضِ جوهرةٌ حَازت سِواكِ عَلى ماسٍ ومرجانِ
وحيَّ القصيدهِ مَا ألفتُ قافيةً إلا جَعلتُكِ في متنٍ وعنوانِ
أمُّ العواصمِ كم أهواك عاصمةً تَعيشُ غاليةً في قلبِ هيمانِ
أنت الحبيبةُ ما أحببتُ من أحدٍ إلا وعدتُ سريعاَ صوبَ وجداني
يَظلُ وصلكِ أحلا ما بِعالمِنا لأنَّ وصلَكِ دونَ النَّاس أحَياني
حُبِّي وعشقي وعهدي يا حبيبتنا إنِّي بأرضكِ مشتاقٌ لإحسانِ
كلُّ العواصمِ لا تُغني حَلاوتها يا خيرَ عاصمةٍ من نَسلِ عَدنانِ
قَبلتُ أرضكِ حُباً في روائِعِها حباً بداركِ لا حباً بإنسانِ
بالله يا قُدس ضميني كعاشقةٍ ما عِشتُ فَوقَكِ ولهاناً بِأفنانِ
إنّي لأشعُرُ أنَّ القُدسَ تَحضُنني مَتى تَعفرتُ في رَملٍ وكثبانِ
إن مِتُ عِندكِ ضُمِّيني كَعاشقةٍ ضُمّي حَبيبكِ في قبرٍ وجثمانِ
وأنقذيني بيومِ الحشرِ من فَزَعٍ نَجّي عشيقَكِ من حَشرٍ ونيران
إخزي بأرضِكِ يومَ الحَشرِ شرذمةً بَاعت جمالكِ في الدنيا لشيطانِ