• 8 كانون أول 2018
  • ثقافيات

 

 القدس - أخبار البلد - المؤسسات المقدسية بجميع انواعها  التي  لا تزال تعتبر الاعلام شيئا ثانويا في حياتها المؤسساتية وتحصر دوره في نشر بياناتها الدعائية ، ونشاطاتها التي تنحصر على الاهل والاصدقاء والمانحين،  لدرجة ان اخبار تلك المؤسسات المقدسية التي تدعى حماية الموروث المقدسي  لا يمكن ان تجدها الا عبر  ما تنشره مجموعة من الحضور  على الفيسبوك عبر نشر صورهم الشخصية في تلك المناسبات،

 غالبية النشاطات الثقافية في المدينة لا يعرف عنها المواطن المقدسي العادي الذي لا تأخذه تلك المؤسسة بعين الحسبان ،  الا من خلال المنشورات المقتضبة التي تنشرها المؤسسات عبر صحفتها او من خلال صور المشاركين عبر صفحاتهم الشخصية 

 هذا التجاهل الواضح للاعلام من قبل المؤسسات المقدسية  وخاصة الثقافية والسياحية والاقتصادية يدل على الاستهتار الذي يتعامل به القائمون على تلك المؤسسات والاستخفاف بالصحفيين المقدسية واعتبارهم مجرد ابواق ودعاية لهم ، وفي حال انتقدت احدى وسائل الاعلام اي نشاط ثقافي فان تلك المؤسسة  تشهر سيفها وسيوف اصدقاءها لتفند هذا الانتقاد الذي كان بالامكان تفاديه لو كان هناك تواصل مستمر احترام للعمل الاعلامي في المدينة، والمصيبة انه حتى بعد  القيام باي نشاط لا تتكرم المؤسسة علينا بنشر بيان صحفي عن الحدث 

 مناسبة ذلك ما نشر من قبل احد الاصدقاء عن مشاركته في افتتاح  ما يسمى مركز موسى افندي للتفسير السياحي ( حتى الاسم محتاج الى تفسير اكثر من التفسير الذي يحمله العنوان)  في عقبة التكية مقابل بيت القنصل والذي يمتلكه القاصد الرسولي – دير الفرنسيسكان في سوق خان الزيت،  ووفق الصور المنشورة فإن القائمين على هذا النشاط الهام مؤسسات تعرف قيمة الاعلام وضرورة التعامل معه ، ولكن بعد تصفح الانترنت حول الموضوع لن تجد اي شيء، بل وجدنا مقابلة قديمة مع رائد سعادة رئيس  التجمع السياحي، اضافة الى نشاطاته المتعددة التي لها علاقة بالسياحة والثقافة ، وقد يسال احدهم ان الخبر منشور في احدى الصحف الورقية ، والجواب بسيط انه لا احد يقرأ الصحف الورقية في هذه الايام وبالذات الصحيفة المقصودة، وان كانت المؤسسات تبحث عن انتشار واسع فعليه بالمواقع الالكترونية

في المقابلة القديمة لرائد سعادة يتحدث عن هذا المركز الذي يطرح نفسه كمدخل لزيارة مدينة القدس واستيعاب تاريخها وتراثها ونسيجها الإنساني والمعماري من خلال عيون اهلها ومن خلال التنوع والترابط المحلي والدولي الذي تتمتع به، وذلك عبر مجموعة من المعارض التفاعلية التي تسعى إلى الوصول الى قلب الانسان الزائر فتقدم له القدس في اطار يختلف عن " الاستيريو تايب " وبطريقة تكسر الانطباع السائد وباسلوب يسّهل ويعزز طريقة فهم المدينة بعمق متجذر بأصالتها  وباهلها وناسها وتراثها وثقافتها .  ووفق اقوال سعادة فانه تم الاتفاق مع مؤسسة المعمل بادارة جاك برزكيان لتنظيم معرض مؤقت في المكان بمناسبة الافتتاح على ان يباشر المركز في بناء معارضه التفسيرية للسنة القادمة.

 حتى مؤسسة المعمل التي يترأسها شخص خبير  لم تتكرم على الاعلام المقدسي بارسال بيان حول هذا النشاط التي تولت المؤسسة تصويره وتنظيمه ونشره على  الفيسبوك 

 نفس مؤسسة المعمل قامت بنفس العمل عندما اشرفت على تنظيم افتتاح مكتبة الخالدية التاريخية العريقة في البلدة القديمة، ورغم الملاحظات الكثير على طريقة تقديم المكتبة  وطريق العرض التي لا تتمشى مع مكانة وعراقة المكتبة الخالدية الا ان المعمل لم يصدر حتى بيانا واحد عن الحدث 

اما في مركز موسى افندي ووفق الصور والمقاطع المنشورة فانه حتى طبخة المقلوبة المقدسية لم تكن ناجحة على الاقل ، ورغم ذلك فان الحدث بحد ذاته مهم  وفكرة رائعة  حيث  يسعى التجمع السياحي لتأسيس مجموعة مراكز تفسير بالقدس لما تحويه من تاريخ عريق وقصص كثيرة ذات بعد وعمق انساني لتلافي الكثير من اللغط في الروايات ، الامر الذي يتطلب مراكز تكون قادرة على خدمة الزائرين وتوفير مداخل لفهم القدس والاندماج فيها كمدينة تاريخية ذات حضارة عريقة .