• 3 آب 2019
  • ثقافيات

 

 القدس – أخبار البلد – شهدت قاعة  المركز الثقافي التركي يونس امره حدثا ثقافيا مقدسيا بحضور مميز لمثقفين ومهتمين وأصدقاء ،وذلك بمناسبة الإعلان عن اطلاق  الكتاب الجديد للدكتور سليمان غوشة والذي يحمل عنوان " البحث عن الذات"

 وتحدث في بداية الجلسة الثقافية المقدسية " رها ارمومجو" مدير المركز الثقافي التركي مرحبا بالضيوف معبرا عن فخر المركز باحتضان هذه الأمسية .

 وكان من المفروض ان يقدم للكتاب والكاتب رئيس تحرير شبكة " أخبار البلد" الكاتب خليل العسلي والذي لم يتمكن من الحضور لاسباب طارئة حيث ابدى حزنه على عدم المشاركة في هذا الحدث المقدسي الثقافي الفريد ولكنه بعث لشبكة " أخبار البلد"  كلمته في هذه الأمسية ونحن نقوم بنشرها تقديرا للكاتب والكتاب والمكان  والحضور.

" يسعدني بل ويشرفني ان افتتح هذه الأمسية للدكتور الطبيب عاشق القلم سليمان غوشة ابن القدس الذي لا زال يتلمس طريقه  في بحر الكتابة والكتب محاولا خلق أسلوبه الذي سيعرف به لاحقا ان شاء الله، هذا الأسلوب معالمة باتت تتضح من كتاب  الى اخر في هذا الكتاب الذي هو بين أيدينا  بالذات  

ان سعادتي هي كبيرة  لان هذه الأمسية المقدسية تقام بالتعاون مع المركز الثقافي التركي يونس امره ، فانا لا اخفى على احد ان قلت ان هناك علاقة خاصة تربطني  بالشاعر المتصوف التركي الرائع يونس ايمري ، فاسلوب اقرب الى أسلوب الخطاب الشعبي وحديث العامة منه الى حديث الخاصة ، وها ما يتضح في أسلوب كتابة  الدكتور سليمان غوشة في كتابه البحث عن الذات ، كما انني لا افش لكم  سرا ان قلت ان هناك ضعفا في قلبي  وفي وجدان تجاه المركز الثقافي التركي منذ افتتاحه وبالذات في أيام هذه ،  فما بالك ان اجمع الضعف مع حب في يونس امره والمركز الثقافي التركي في المدينة التي اعشق والتي بحبها نعيش.

 نقطة يجب ان تقال في هذا المقام قبل الانتقال الى  المقال  بحق مدير هذا المركز الصديق العزيز رها فهذا الانسان الفنان عرف كيف يتقرب من القدس ومن أهلها، فبات المركز الثقافي التركي نقطة الالتقاء لا نقطة الاختلاف مركزا للحوار والنشاط لا مركز مهجورا معزولا

بعد هذه المقدمة , اسمحوا لي ان استعرض على عجالة تاركا الباب مفتوحا على مصرعيه للحوار والحديث والاخذ والعطاء بين المؤلف والجمهور، فخير النقاش هو الحوار، وخير الحوار هو ما اوجز فيه، فنجن لسنا بصدد القاء محاضرة او درس ادبي نظهر فيه مهارات في الصياغة وفي الالقاء وفي النحو والصرف ، بل نحن هنا للنقاش الهادئ لكتاب بين أيدينا يتحدث عن تجربة أدبية براي مثيرة ، وقد لا تكون كذلك براي اخرين .

فهذا السؤال مسموح والاجابة واجبة

سوف اعرض في هذه العجالة وهي كذلك بعض الملاحظات حول هذا الكتاب بعضها سوف تفرح الكاتب وبعضها سوف تجعله يقطب حاجيه ، فنحن هنا لسنا للتقريع ولا للترويج بل من اجل فتح نقاش يفيد سامعه ويستفيد ساله

الملاحظة الأولى التي لفتت نظري هي الغلاف  ذو اللون الداكن القريب الى السواد، هذا النوع من الاغلفة توحى بما ينتظرك ما بين دفتيه، لدى البعض هذا النوع من الاغلفة منفر غير مقرب ، وهناك اقتضى الشرح والتفصيل من صاحب القلم لذي خط به الكتاب

اما العنوان فهو عنوان حالم شاعر ذاتي ،اكثر منه عنوان عادي ، هذا العنوان تكرر في بعض الكتب في فترات زمنية مختلفة  وأيضا هنا نستبيح  لصديق الطبيب المؤلف تفسير يشفى سقم السؤال.

 الكتاب يجمع في أسلوبه أسلوب الرواية والحكاية الشخصية والنثر الادبي بحلكة شيقة جاذبة للعين والعقل ، مما خلق نوعا من الرواية التي تحكى حكاية كل فلسطيني كل لاجئ حكاية لا تبدو غريبة الفصول ولا مفاجئة الاحداث ، وان كانت قد وقعت في زمن ما قبل سنوات في بلد ما الا انها احداث متكررة طالما ان التشرد الفلسطيني مستمر، ولكن ما يميز هذه التجربة التي هي محور الكتاب انه تمت في زمن يعتبر حاليا رومانسيا حيث المبادئ المطلقة والاهداف السامية والفصائل النقية والعمل الفدائي  في مخيمات لبنان وسوريا وغيرها ، ذلك الحلم الذي انتهى بالتشرد مرة أخرى وتفرق الجمع ما بين أوروبا واسيا وانتهى الحلم ليبدا الكابوس

 لغة الكتاب لغة المحكي  اللغة السهلة البعيدة عن التغليظ والتقريع والمبالغة في استخدام العبارات والجمل المكررة، رغم انه في بعض الأحيان من المحبذ استخدام لغة عربية ليست محكية ولا قريبة الى العامة لاعتقاد ان الاديب والمؤلف والكاتب يجب ان يرفعوا مستوى القارئ لا ان ينزلوا لمستواه طلبا لحبه وسعيا وراء رضاه

 هذا موقف شخصي قد لا تطبق على الرواية التي امام 

 فكثير ما نرى الكتب التي تطبع عندنا  بدون رقيب او حسيب بلغة عربية ، العربية لا علاقة بذلك ، وبعبارات حتى العامة لا يستخدمونها لوقاحتها، فهكذا يكون الحال عندما يغيب الناقد والمتذوق والخبير ولا يتوقف الكثيرون منا في المبالغة بالمديح وكما يقال في العامية مسح جوخ

واسمحوا لي في  الختام ان ادعوكم الى مناقشة الكتاب مع صاحبه ولكن ليس قبل ان  أتقدم مرة أخرى بالشكر الجزيل للصديق العزيز الدكتور سليمان على اتاحته الفرصة لي لتقديمه

 والشكر موصول للمركز الثقافي التركي يونس ايمر ممثلا بمديره الصديق  "رها " الفنان عاشق القدس