• 22 تشرين الثاني 2019
  • ثقافيات

 

بقلم : حازم زكي البكري

 

مسلسل (ممالك النار) هو عمل درامي تم التركيز فيه على أخبار البلاط ، وما يدور فيه، من الصراعات الكيدية، والصراعات الدموية للوصول او الحفاظ على العرش , في محاولة لترسيخ انطباع لدى المشاهد ان هذا هو تاريخ دولة الخلافة العُثمانية . وقد يكون فيه من الحقيقة التي سجل بعضها مؤرخي بني عُثمان بل على العكس أكدوا على مُعظمها  من خلال فتاوي صادرة عن (شيخ الاسلام)  .

حتى قصور الممالك والامبراطوريات السابقة لم تخلوا من المؤامرات والمكائد فالقصر الملكي البريطاني، عبر التاريخ كان حافلاً بالمؤامرات وقتل النساء وقتل الرجال، فالحروب الصليبية هي نموذج كان الهدف منه التخلص من المنافسين على العروش في اوروبا بإرسالهم الى حملات تحت ذرائع واهية ,  ولكن رغم ذلك لم يتخذ المؤرخين ذلك  معياراً لتقييم حضارة وانجازات الامبراطورية البريطانية  والتي وصفوها بالامبراطورية التي  لا تغيب عنها الشمس .

والمُؤرخ المُنصف وان تحدث عن مؤامرات التي تحدث في القصور  فانه لن يغفل عن انجازات العثمانيين  عسكرياً واقتصادياً، وانسانياً، وعلمياً، وفكرياً، واجتماعياً، والمجالات المختلفة وخاصة في حفظ التُراث الاسلامي وأرشفته عدا عن نشر الاسلام في اوروبا.

ممالك النار هو نموذج لما يكتبه المستشرقون او من تتلمذوا على يدهم  عن تاريخ الامة الاسلامية حيث يقوم المُستشرق بإنتقاء زواية تاريخية مُظلمة من  تاريخ الامة الاسلامية والعربية للكتابة فيقوم بتركيز المجهر عليها لتضخيمها وتخصيص حيز واسع لها في كتابته وذلك لتهميش الانجازات الضخمة ولبث الشعور بالضعف والاحباط والعجز بين الامة  .

وهذا المشهد يتكرر في حُقب مُختلفة فقد سبقه الف ليلة وليلة ومُسلسل حريم السُلطان وغيرهم من اعمال فنية يُراد به تشويه تاريخ الأمة فكما اسلفنا فهي  تُركز على كتابة تاريخ الأمة من خلال القصور وتتغافل عن ما يسطره ابناء الامة من امجاد والذين هم من يُشكلون بالاجمال التاريخ الحقيقي والذي بمحصلته له شواهد ما زالت قائمة بأشكال مُختلفة سواء تجسدت بمباني او مخطوطات او توسع لحدود الدولة الاسلامية وانجازات مُختلفة لا ينكرها الا حاقد.