• 5 شباط 2020
  • ثقافيات

 

بقلم : هشام الرجبي

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

رسالة الى كتابنا الافاضل المؤرخين والباحثين والموثقين ومؤسساتنا الفكرية والبحثية ومكتباتنا  .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

لا شك ان رسالتي هذه هي الاولى من نوعها من شخص قد اصابه الياس والاحباط وهو يبحث عن مصادر ومراجع وكتب مهمه تتعلق بتاريخ مدينة القدس كنتم قد اصدرتموها بكل فخر واعتزاز ونشرتم عناوينها على صفحاتكم لكنكم لم توفروها في السوق المحلية وهي الاهم مدينة القدس .

انني اخاطب مؤسسات وكتاب ومؤرخين وباحثين مقدسيين كان من واجبهم اثراء هذا الجيل المرابط بزخم هذه المؤلفات والمراجع لكنهم مع الاسف وهم ابناء هذه المدينة كانت جميع مؤلفاتهم تطبع وتوزع بالخارج او ان يتم شرائها عبر مواقع تجارية على صفحات الانترنت والادهى والامر من كل ذلك ان بعض المؤلفات باللغة الانجليزية فقط ،  وكأننا نقول لهذا الجيل الذي نعتز به بالعلن ونفخر بصموده ومثابرته للحفاظ على مدينته انت لا تستحق عناء المعرفة فهي شيء فوق قدراتك لقد قمت بالاتصال شخصيا على عدد من الباحثين لسؤالهم عن مؤلفاتهم واين تتوفر ؛ احدهم تحدث بصرامة وضيق وقال لي ابحث عنها في مكتبات تركيا ..!!! اقسم بالله هذا ما حدث .

باحث اخر التقيت به في باحات المسجد الاقصى وسألته عن مؤلف لم يمضي على إصداره بضعة اشهر قال لي وهو يبتسم لقد نفذت جميع النسخ ..؟؟؟ سالته اين نفذت اذا لم تكن قد وصلت الى السوق المحلي ؛ قال نفذت وانتهى .

مؤرخ وباحث اخر جميع مؤلفاته باللغة الانجليزية الا كتيب صغير باللغة العربية وحين سالته لماذا كل مؤلفاتك باللغة الانجليزية من حق هذا الجيل ان يطلع على تاريخه ؛ قال لي بيقين هذا الجيل لا يقرا .

اما عن مكتباتنا والتي حصدت العديد من البرامج الوثائقية عن ثرائها بالكتب وحجمها وتاريخها العميق ؛ ولكن على ماذا احتوت هذه المكتبات من كتب كل كتب الحديث والسنة والفقه وعلوم الدين والسيرة النبوية والاهم من كل ذلك تاريخ العالم وتاريخ اغلب الاقطار العربية ؛ وانا هنا لا اقلل من قيمة هذه الكتب التي ذكرت الا انها يجب ان تكون باب من ابواب واقسام المكتبة لا كل المكتبة  وقد تجد زاوية صغيرة مهمله بها كتب تتعلق بتاريخ القدس كتب متوفرة بالأسواق ليست بالأمر الصعب .

احدى المكتبات والتي رصد لترميمها ميزانية ضخمه لمكانتها وتاريخها وموقعها الا انها تحتوي على سراب من المعرفة وجميع مقتنياتها كتب تتحدث عن عائلة مؤسسها ورموز العائلة ومكانتهم وما المناصب التي احتلها رموزها زمن الدولة العثمانية .

اما عن هؤلاء الشخوص الكتاب والمؤرخين والباحثين فهم يحتاجون لاختراق خط بارليف لتلتقي بهم فانت لست اجنبي مجرد مقدسي عربي ولا اعلم حبهم وخضوهم وتواضعهم للأجانب  .

ان هذا الجيل المقدسي هو الاحق بروافد هذه المعرفة ولطالما قلت يجب علينا امتلاك هذه الارض معرفيا قبل امتلاكها جغرافيا وان اجحاف مفكرينا بحق هذا الجيل يجب ان يتوقف وان ينظر لهذا الجيل انه المستقبل وانه المدافع الاول عن هذه المدينة وعن ارثها الحضاري والتاريخي ويكفي مغازلة للمؤسسات الاجنبية التي اصبحت عنوانكم في كل شيء حتى ان احد من ذكرت جميع مصادره في كتبه اجنبيه استشراقيه .

وفي ختام هذه الرسالة اقولها علانية من حق كل مقدسي ان تتوفر له هذه الكتب والمراجع والمؤلفات قبل أي احد اخر ؛ كما يجب على مكتباتنا او تنهض وتواكب العصر فلا يوجد اليوم مكتبه محترمه ليس لها صفحة على الانترنت لتصفح الكتب والبحث وتوفر ما هو ثمين ومفقود الا مكتباتنا في مدينة القدس التي تكاد تكون بقالة للأوراق فقط ؛ يكفي استخفاف بالقدس واهلها