• 9 آيار 2014
  • نبض إيلياء
ان أي لقاء كان فلسطيني فلسطيني او  عربي فلسطيني او عربي عربي او اسلامي مسيحي  يبحث الحالة في القدس مسالة ذات اهمية بالغة لاعادة الذاكرة والوجدان والاتصال بمدينة يدعى الكثيرون انها مركزية وانها دينية وانها عاصمة ويحاول اخرون اما خطفها او اغلاقها او ادعاء ملكيتها او تشويه حالتها ، كما انه  ليس جديدا عقد اللقاءات والمؤتمرات حول القدس التي تتحمل الان صدمات غير مسبوقة في تشويها وخطفها وادعاء ملكتيها
ولكن المؤتمر الذي عقد مؤخرا في عمان الشقيق التوام للقدس تحت عنوان " الطريق الى القدس" يعتبر استثناء عما سبقه من لقاءات ومؤتمرات ، فالطريق الى القدس هي عدة طرق ، وكان هذا واضحا امام المجتمعين والذين كانوا ممثلين عن عدة شرائح،  الشعبية منها والاكاديمية والرسمية واهلية ، كلها اجتمعت  تحت عنوان القدس . 
في هذا المؤتمر راينا مدعون يعيشون وقتهم بالساعة قبل اليوم يحرصون على حضور ما يعرفون ويحفظون ، بدل حضور ما هو مطلوب !!
شاهدنا في هذا المؤتمر لاول مرة الحضور الاسلامي وايضا المسيحي في ثياب رسمية وطقوس دينية وعبارات تقليدية وكأننا  نتحدث عن انفسنا لانفسنا ، كنا نتوقع ان ياتى هذا الحضور بجديد ، صحيح كلنا مؤمنين كلنا نحفظ ايات الذكر الحكيم ولكننا نردد اية وحيده من اجل القدس وكان هذا امر غريبا!
كنا نتوقع ان نسمع اجتهادات لعلماء ومراجع فقيه ، وتحليلات علمية ، واستنهاض للوعي الانساني من اجل القدس  لا ان نتمترس خلف كتب وعباراتنا المعروفة والمتكررة !
شاهدنا في المؤتمر ان  الحضور المسيحي اقتصر على الجلسة الاخيرة ، وكنا نتوقع ان يحضروا ويشاركون في كل الندوات لا ان يقتصروا  على جلسة يتيمة في نهاية المؤتمر ، علما بان الشباب الفلسطيني المسيحي في القدس يسجل يوميا مواقف وطنية في التمسك بالعقيدة المقدسية ومجابهة الاسرلة  لكنيسة القيامة!
لقد استوقفنا كثيرة الادب الجم والعبارات الهادئة والتراجع الشخصي عن الاضواء ، فرئيس اتحاد البرلمانات العربية الرجل الهادئ والعاقل المؤثر سجل موقفا مسوؤلا وتحفظ من العبارات الانتخابية والصراخ امام الاعلام.
كما ان سمو الامير غازي راعي الحفل اراد ان يجمع هذه النخب العربية والاسلامية  والمسيحية وهذه الشخصيات ليقول لهم ؛ اين انتم من القدس ؟! وماذا يمكن ان تفعلوا من اجل القدس ؟! وكيف تتعاونوا بغض النظر عن الاجتهادات والسيناريوهات ، من اجل القدس ؟!
صحيح ان الحدث كان مهما ، ولكن الاهم من ذلك الاصطدام مع حائط بعنوان " الفتوى" فهل هذا اسلام او سياسة او تسيس الاسلام او تدين للسياسة
ما علينا
المهم ، ان الذين حملوا هموم القدس وجاؤوا  من القدس ومن اجلها ،  اصطدموا بحقيقة العالم العربي المشغول والمنغمس بمصائبه ، هذا العالم الذي يكاد ان يسقط في همومه  وافرازاته ومشاكله !
صدموا عندما شاهدوا الفقهاء والعلماء المسلمين  في لباس وسلوك الكرادلة والبطاركة ، ويتزاحمون امام الكاميرات ويخاطبون انفسهم ولا يكترثون لنتائج ذلك على شرائح الشباب العربي  في كل مكان وخاصة بالقدس
صدموا عندما سمعوا كلاما جميلا بمكانة القدس ولكنهم لم يسمعوا كلمة واحد عن اهل القدس وكأن الهدف تعظيم الححر  وحرق البشر ! متناسين ان الحجر لا يساوي شئ بدون البشر!
ان ما يمكن قوله  ان زيارة القدس والتعبد فيها ليس تطبيعا مع اسرائيل بل انه تطبيع مع الفلسطينين وليس اعترافا بالاجندة الاسرائيلية بل عمل من خلال العقيدة وما دعت اليه.
ان فتوى القرضاوي لا تزال  قائمة  والبحث عن فتوى  لفقهاء والعلماء المسلمين لا تزيد من انقسام العواصم العربية  لا زال مستمرا ..!!!
حتى ذلك الوقت ستبقى القدس معلقه ! وتقول ان القدس معلقة بأعناق الجميع امانة ومسوؤلية وتاريخا..!!
 وللحديث بقية