• 21 آب 2016
  • نبض إيلياء

 

 

 

رغم مرور ايام على مقابلة جلالة الملك عبد الله الثاني لصحيفة “ الدستور” الاردنية إلا آن ردود الفعل لا تزال تحوم في سماء القدس وعمان واماكن اخرى في هذه المنطقة المشتعلة، لدرجة آن هناك  من وصفها بآنها نقطة تحول في العلاقة الاردنية الهاشمية مع القدس والاقصى وبين الاردن والحكومة الاسرائيلية حول ذلك المكان المقدس،  والذي تحاول فيه الحكومة الاسرائيلية قدر استطاعتها زحزحة الواقع  لصالحها لو قيد انملة ، فكل زحزحة مهما بدت سخيفة هزيلة الا انها بالنسبة لاسرائيل هي نصر كبير، فاسرائيل مستعدة لآن تخسر كل معاركها الدبلوماسية في “اليونسكو “ بموضوع الاقصى ، مقابل ان تحصل على عبارة “ الاقصى مكان تتشارك فيه الديانات السماوية “ او “ مكان لا يمكن تجاهل ارتباط الديانات الاخرى اليه” فهذه العبارات على بساطتها هي نصر واعتراف لا مثيل له في التاريخ 

 ما علينا ! 

 المهم ، ان تصريحات جلالة الملك تحمل الكثير من المعاني ، ولعل اهمها على الاطلاق ان جلالته يعتبر القدس والاقصى، شآن داخلي اردني ، مثل موضوع الانتخابات والاقتصاد والامن .وهذا موقف هاشمي لم يتغير منذ المؤسس المغفور له الملك عبد الله مرور بالمغفور له الملك الحسين وصولا الى الملك عبد الله الثاني . وقبل اكمال الحديث ، اليكم اولا التصريحات حريفا كما نشرتها صحيفة الدستور”  نتعامل وبشكل متواصل مع هذه الانتهاكات والاعتداءات المتكررة التي تقوم بها إسرائيل والجماعات المتطرفة، والمحاولات السافرة لتغيير الوضع القائم في مدينة القدس ولمعالمها وتراثها وهويتها التاريخية، ومن انتهاكات لحقوق السكان العرب والتضييق عليهم وتهجيرهم، ومن مساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية.

سنستمر بالقيام بمسؤولياتنا الدينية والتاريخية تجاه كامل المسجد الأقصى/الحرم الشريف، الذي يتعرض لمحاولات اقتحام متكررة من قبل المتطرفين، وسنواصل ومن موقعنا كصاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس حماية هذه المقدسات، والتصدي لأي محاولة انتهاك لقدسيتها أو المساس بها، والوقوف بوجه أية اعتداءات أو محاولات للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى/ الحرم الشريف.

إن مسؤوليتنا تجاه المقدسات الإسلامية في القدس الشريف على رأس أولوياتنا على الساحة الدولية، ونستخدم كل إمكانياتنا في الدفاع عن المسجد الأقصى/كامل الحرم القدسي الشريف لا يقبل الشراكة ولا التقسيم، وقد دافعنا بنجاح لاعتماد هذا التعريف مرارا أمام الأمم المتحدة وفي اليونسكو، ونحتفظ بكافة الخيارات السياسية والقانونية للتصدي للانتهاكات وحماية المقدسات” 

هذه التصريحات المميزة والحاسمة بكل المعايير السياسية والدبلوماسية ، حاولت بعض الجهات الاسرائيلية التقليل من اهميتها واعتبارها تصفية حسابات داخلية ، لكنها اعترفت انها تصريحات خارجة عن السياق المعتادة ، وهنا نقول للاسف ان بعض الكتبة العرب تبنوا هذا الموقف الاسرائيلي من التصريحات الهاشمية !!!

هذه التصريحات تحمل سلسلة من المعاني التي يجب كمقدسيين النظر اليها بغض النظر عن التوجهات الفصائيلية والدينية التي تحرك بعضنا ، وتعمى رؤيتهم الواضحة ، هذه التصريحات  قالها الملك  لصحيفة اردنية وطنية ذات تاريخ عريق، وهي اكثر الصحف الاردنية قاطبة التي تولى الشآن الفلسطيني اهمية خاصة على صدر صفحاتها اليومية ،وهذا يحسب لها ولا يحسب ضدها !!  كما ان  ترتيب الحديث عن الاقصى في المقابلة بالغ الاهمية وهو في اولويات الاردن، كما انها رسالة للمواطن الاردني وبعض الجهات التي تحاول جذب الدفة الاردنية باتجاهات مختلفة بعيدا عن الاقصى والذي هو البوصلة لكل ما يدور من تغيرات في المنطقة برمتها .

ولكن ما لم نراه في حديث جلالته هو عن المقدسي عن ذلك المواطن الذي يحمل الجواز  الاردني واسرائيل لا تعترف به الا كاردني ، هذا المقدسي الذي يطحن كل يوم طحنا من صعوبة الحياة وشدة الاجراءات الاسرائيلية، ورغم ذلك فإن هذا المقدسي على قناعة تامة بآنه لا مكان اخر له في العالم سوى القدس، وهو على قناعة انه لا يمكن دعم الحجر بدون دعم البشر ، فهذا البشر هو حامي الحجر ، فان غاب البشر لن يبقى  الحجر، 

 وقال ذلك العجوز الذي شهد القدس وهي تتعرض لتحولات : يا بني ان الهاشمين بالتاكيد لن يتركوا القدس واهلها ، فهم منها وهي منهم !

وللحديث بقية

 

                                                                                                           خليل العسلي