• 14 كانون الثاني 2017
  • نبض إيلياء

 

 

 في الكثير من المرات سلطنا الضوء على المؤسسات المقدسية وعلى حالة العفن الاداري الذي تعيشه ، ووصفنا في اكثر من مقالة  القائمين على هذه المؤسسات بالديناصورات المتحنضة في مكانها،  فلا هي تعمل لمصلحة المؤسسة ، ولا هي تقبل التخلى عن منصبها لمصلحة دماء جديدة  حتى تستمر هذه المؤسسة وغيرها من المؤسسات بالسير نحو المستقبل، الذي لا يضمنه احد في القدس ، والتي لا يضمن مستقبلها احد في ظل ظروف غاية في التعقيد وفي التحليل وفي التخطيط

 ما علينا 

 المهم ، انه في تلك المرات السابقة اعتقدنا ان المؤسسات الشابية او التي تعنى بشباب القدس والذين اثبتوا انهم الاكثر اقداما، والاكثر جراءة  في الابداع ، وفي التعامل مع الشارع المقدسي باطيافه المختلفة المعقدة  ، هذه المؤسسات بعيدة  عن حالة التعفن المزمن التي تعانيه المؤسسات الاخرى  والمعروفة للقاصي والداني . 

 وهنا لا نتحدث عن مؤسسات القطاع الخاص  فهذه حكاية لوحدها وسنأتي على ذكرها في يوم من الايام ، بل نتحدث عن المؤسسات الاهلية او المجتمعية  ، وكل من يحمل صفة الجمعية امام القانون 

 ولكن للاسف اصبنا بحالة من خيبة الامل مؤلمة ، اذ اتضح ان حالة المؤسسات الشبابية ليست بافضل حال ، بل قد تكون الاسوء ، لاننا نتحدث عن جيل المستقبل عن قيادات المجتمع القادمة لتحل محل قيادات اثبت بشكل قاطع فشلها ، فلا هي حافظة على القدس ، ولا هي منعت التدهور الاجتماعي والاخلاقي والثقافي والاقتصادي والسياسي ، بل كانت احد عناصر هذا التدهور

 واليكم بعض الامثلة عما سمعناه وشاهدنا في المؤسسات الشبابية الثقافية في القدس. 

ففي احدى المؤسسات الشبابية الناجحة يقف على راس الهرم مديرا منذ اكثر من عشر سنوات  لديه القدرة الخارقة  على ادارة المؤسسة من اي مكان في العالم حتى ايام الاجازة ، وعندما سألته احدى الجهات المانحة ، من سيحل محلك اثناء سفرك لنتعاون معه في القضايا اليومية قال انا ، لانه لا يمكن لاحد ان يتخذ قرارا  باي شئ الا انا !!  وحتى لو ذهبت الى اي مسؤول فإنه سيقول لك سوف نرجع الى المدير اي أنا  !!

 ومؤسسة شبابية نسائية اخرى وتعتبر ناجحة ايضا تقف على رأسها مديره منذ اكثر من عشر سنوات تمنع اي موظفة ام موظف من اتخاذ اي قرار فهي الوحيدة المخولة بذلك ( رغم انها اثبت انها فاشلة اداريا بكل ما في الكلمة من معنى )  حتى آنها تتدخل في ادق الاعمال التي لا تعرف عنها شئ ، والاغرب انها تعمل على ادارة دراسة جامعية عن ادارة المؤسسات وهي  نفسها ساهمت بهروب اكثر الطاقات الشبابية المبدعة عندها لانها اصبجت ديناصورا في مكانها. 

 مؤسسة شبابية ناجحة اخرى  ومعروفة يرفض مديرها التخلى عن منصبه رغم أنه لم يعد شابا ومر على ادارة المؤسسة قرابة العشرين عاما ، والموظف الناجح او الموظفة المثابرة لا تبقى في هذه المؤسسة اكثر من عام، وهو باقي فبدونه سوف تنهار المؤسسة كما قال ذات مرة . 

 وما بالك بهذه المؤسسة الثقافية المعروفة التي لا يعرفها الناس باسمها ، بل باسم مديرتها التي تديرها منذ ان خلق الله ادم وحوا ، ولا وجود لاي بديل. 

 ان هذه المؤسسات المذكوره هي فيض من غيض  من المؤسسات التي  التي اقيمت لخدمة اما بايد شباب تحولوا لطالبي مراكز ، او اقيمت من اجل الشباب وهي بالحقيقة طارده للشباب ، وللافكار الشبابية  وللطاقات الفاعلة الايجابية في هذا المجتمع الذي يحتاج الى التغير ، وهذا التغير لن يأتي من قبل مؤسسات شبابية وثقافية تدار هكذا من قبل نفر يعتقد انه وحده خلقه الله لادارة هذه المؤسسات وانه لمصلحة القدس ان يبقى هؤلاء في اماكنهم حتى لا تنهار المؤسسات ، والتي هي بالفعل اما منهارة او بطريقها للانهيار، فالمؤسسات التي لا تخلق كوادر ولا تخلق قيادات لتحمل المسؤؤلية لا يحق لها البقاء بل يجب انهاء وجودها، على امل تكوين شئ افضل 

 فالقدس تستحق منا ان نخدمها  لا ان تخدمنا ،

 شباب القدس يستحقون الافضل لا ان يكونوا مطيه لمصالحنا الشخصية وتسلطنا ولسرقة افكارهم وتحويلها الى مشاريع هزيلة تغدق علينا بضعة دولارات 

 القدس لا تستحق منطق انا ومن بعدي الطوفان ، بل تستحق انا وانت والجميع من اجل القدس

 وللحديث بقية 

 

                                                                                                                                           خليل العسلي