• 23 آذار 2017
  • نبض إيلياء

 

 

 جلس مهموما في مكتبه واضعا راسه فوق كفيه غارق في بحر من التساؤلات الباحثة عن اجابات منذ عشرات السنين ، فكر وفكر نظر حوله ذات اليمين حيث مئات الكتب التي اختلفت عناوينها  واجتمع حول نفس الموضوع ، نظر يساره الى مجموعة كبيره من الصور ذات الابيض والاسود متفحصا وجوه من فيها عله يجد عندهم اجابة  واحدة لسؤال واحد ، فيبدو ان تلك الشخصيات العطيمة التي اصبح اثرا بعد عين هي نفسها ماتت ولم تجب على نفس الاسئلة . 

 وبعد طول انتظار قال  محاولا تجنب القول المباشر عبر التقاء العيون  ، حتى لا يرى الناظر  الدموع وهي تتلألئ في حدقاتها ، قال : نحن  من ضياع في ضياع  الى الضياع في القدس ،،، هذا الكلام يتناقض وطريقه عمله الخالقه للامل المعتمدة على جيل الشباب جيل المستقبل فهو ومن خلالهم تم اختراع مصطلح  نكافح لنبقى  او نكافح من اجل البقاء

 طبعا لم اساله عن سبب وصوله لهذه النتيجة ، ولكن اعتقد انه لا يصعب التكهن بالسبب ، فهذا الرجل امضى اشهرا الماضيه وهو يعكف على  التفكير والعمل من اجل ايصال صوت وصورة القدس الى القمة العربية في الاردن ، وبعد نقاشا وجدال طويل ، تمت صيغة وثيقة تشرح وضع القدس المتاكل والشارف على الانتهاء، وتدعو الدول العربية المختلفة الى التاكيد علي موقفها  المعتاد من القدس ومن اهلها ، فحتى هذا الموقف العربي المتهرئ لم يعد موجودا ، ذلك الموقف المستنكر المندد المستهجن الغاضب المطالب المحذر مما يجرى في القدس على يد اسرائيل لم نعد نسمعه فلقد اشتقنا له !!! هذه الوثيقة تطالب الدول العربية التاكيد  مرة اخرى  على ان القدس جزء من عقيدتهم ! فهذا اصبح مشكوكا فيه، عندما نسمع مسؤولا عربيا رفيع المستوى  عريض المنكبين !!! يشكك بحق المقدسيين في مدينتهم ، ويؤكد على حق الغريب فيها فنحن الغرباء من وجهة نظر هذا الاعرابي  !!

 المهم 

 ما علينا !!!

 بعد ان كتب ويا ريته ما كتب ! ،وعمل ليل نهار على  توقيع من له شأن في القدس،  سواء كان صغيرا او كبيرا  ، معروفا او مجهولا ، دجالا او منافق او دبلوماسية او لا يعرف الا تقبيل الايدي ، جميع الاطياف من القروي الى المقدسي التاريخي الى ابناء المدن الاخرى الذين اتخذوا من القدس مقرا للعيش او التجاره 

 عندها شاهدته وقد علت الابتسامة محياه ، وقرا علينا الوثيقة  الموقعة المعتدلة المخففة خشية الا تغضب احد مما لم يعد يهمهم امر القدس ولا اهلها ولا حتى الاقصى ،  فسآلته ما العمل الان؟!  كيف ستوصلها للقادة العرب ؟!  لتكون وثيقة من وثائق القمة العربية في الاردن وبهذا تسجل موقفا تاريخيا للقدس وباسمها،  فقال سوف نرى !!!! وفعلا راينا انه لا احد معنى بالقدس ، فتوجه اولا للجامعة العربية فكان الرد صارخا لن  نقبل ان نتسلمها ولن نقل ان يقوم احد منكم بتسليمها ، او حتى الوصول الى القمة حتى لا تكون سابقه ، فسوريا اصبحت جمهوريات كل فصيل يريد تمثيلا ، واليمن اصبح اكثر من يمن والجميع يريد مقعدا وليبيا الحال ليس باحسن …. فقال صاحبي : ولكن هذه القدس !! فرد عليه صديقه المسؤول الرفيع في الجامعة وماذا يعنى….!! عندها لم يتمالك الصديق  من اغلاق الهاتف بوجه من لا يعرف معنى القدس 

 فتوجه للسلطة الفلسطينية فكان ردها ، لا نقبل وثيقة من شخصيات في القدس لانها عاصمتنا  وليس من المعقول ان ننقل وثيقه باسمها اهلها ونحن احق فيها ، فقال الصديق اذا انقلوا انتم معاناتنا  في القدس للقادة العرب …. عندها سمع ان الهاتف قد اغلق من الطرف الاخر فعرف الجواب ….! فقرر ان نشرها بنفسه عبر وسائل الاعلام ، من خلال مؤتمر صحفي مدوى يعقده في القدس … على هذا افترقنا اخر مرة . 

 وبعد عدة ايام  اتفاجئ  بخبر هزيلا مختزل مبتزل مهمل في اسفل صفحة خلفية لن تقع عين اي قارئ على هذا الخبر  الذي  اهانته صحيفة القدس بنشره بهذه الطريقة واهانة كل من وقع عليه والاهم اهانة من عمل عليه وحرق اعصابه، انه خبر الوثيقة التي لم تصل ولن تصل الى قادة العرب . 

لم اراجع صديقي هذا بالموضوع لاني اعرف حجم خيبة الامل التي اصابته، وهو الذي افنى عشرات السنين من عمره  في القدس باحثا كاتبا اكاديميا حافظا لاسرارا كثيرة ، من اجل  القضية والمدينة 

ان هذه خكاية وثيقة تؤكد ان القدس لا تساوى عند العرب قشرة بصلة   

 وللحديث بقية 

  

          خليل العسلي