• 11 شباط 2018
  • نبض إيلياء

 

 

  تسآل الكثير من سكان القدس  عن سبب وجود بعض العرب  بملابسهم التقليدية  وهم يهرولون نحو الاقصى على عجلة من امرهم وكأنهم لا يريدون ان يروهم احد ؟!  هذا التساؤل المنطقي يأتي في الوقت الذي اظهر منظر بعض العرب بملابسهم الخليجية المعروفة بات مشهدا ليس مستغربا في الاقصى بهدف التصوير!! 

 ولكن هناك من قال إنه يبدو ان هؤلاء هم من بقايا الوفود العربية والاسلامية التي شاركت بشئ لم يعرف عنه المقدسي اي شئ الا وهو القدس عاصمة الشباب الاسلامية !!! 

 ما علينا

 المهم أن المقدسيين  استمروا بتساؤلهم عن سبب زيارة هؤلاء للمسجد الاقصى ، حيث تسابق المسؤولون في الاوقاف وفي السلطة الفلسطينية على استقبالهم بحفاوة مبالغ فيها، وحرص الجميع على اخذ الصور من على الدرج قبالة المسجد القبلي  حتى تظهر خلفهم ( في الصورة)  قبة الصخرة المشرفة باحلى صورها ، وذلك تمهيدا لاستخدام هذه الصور لتزين صدور مكاتبهم المكيفة في العواصم العربية، وذلك استمرارا للمزاودة على القدس واهلها . 

 بعض افراد الوفود العربية والاسلامية  وصلت للقدس فقط من اجل الصلاة ركعتين من باب رفع العتب وليس خجلا من سكان القدس، فلقد حرص هؤلاء العرب ومن استضافهم على ان تكون الزيارة اقصر وقت ممكن ، منعا للاحتكاك مع المقدسيين الغاضبين من هذه الوفود والتي هي بعيوتهم  بمثابة شهود زور ، فلا هم قدموا للقدس اية خدمة ( سوى الكلام ….) ولا هم احدثوا اي حراك في الحركة التجارية للمدينة واهلها ولو بدولار واحد ،  ولكنهم ساهموا بالدعاية الاسرائيلية  القائلة بانها دولة التسامح الديني!!!! وساهموا بنفس الوقت بتثبت حجة من يعتقد بان الزيارة مفيدة للقدس ، انطلاقا من مبدأ زيارة الاسير لا تعنى اعتراف بالسجان ، رغم ان الواقع يقول غير ذلك ، فعلى النقيض من هذه الزيارات العقيمة سيئة الذكر ، انظروا الى زيارة الوفود التركية او الاندوليسية او الماليزية التي تقضى بعض الايام في الفنادق بالمدينة المقدسة  وتشترى هدايا من القدس، وهي بهذا تبث الامل في نفوس المقدسيين ، وباتت تلك الوفود المستمرة على مدار العالم  جزءا من المشهد اليومي المقدسي في الحركة من وإلى الاقصى ، بينما الوفود العربية القادمة تبدو خارج النسق المقدسي، وصور منفرده ، وليس صورة جامعة كما يجب ان تكون !  فهم يأتوا ولن يشاهدوا من القدس شئ ويذهبون وهم لا يعرف عن القدس شيئ .

 وهذا  ما كان مع تلك الوفود العربية والاسلامية بمن فيهم اربعة عشر وزير التي حضرت للمشاركة بما يسمى مؤتمر القدس عاصمة الشباب الاسلامي، المضحك او المخجل في الموضوع هو أن هذه الإحتفالية لم تحدث في القدس ولم تستفيد منها القدس ولا اهلها، كما أن القدس لم تشهد ولو حدثا واحد بسيطا يعكس هذا الاعلان  بإعتبار القدس عاصمة الشباب الإسلامي، باستثناء زيارة وزير الرياضة التركي لمقر برج القلق!!!!

 وكان احرى  بالقائمين على هذا الموتمر ان يطلقون عليه رام الله عاصمة الشباب الاسلامي ، فهي العاصمة الفعلية المتخفية وراء اسم القدس 

 كما قال احد المقدسيين ، أيعقل أن يستغل اسم القدس بهذه الصورة البشعة من قبل العرب والمسلمين بدون حتى أن يقدموا شيئا لهذه المدينة المنكوبة

 فلقد سبق هذا الإعلان الاخير ، عدة إعلانات عن القدس ، ومنها ” القدس عاصمة الاعلام العربي ”، وفي الوقع القدس كانت اخر إهتمام الإعلام العربي والاسلامي ، بل إن هناك ايدي عربية حرصت على اخفاء القصة المقدسية من ذلك الاعلام المهلهل والذي لا تتشرف القدس أن يذكر اسمها فيه !!! ، وقبل أعلنت ” القدس عاصمة الثقافة العربية ” وفي الواقع كانت رام الله هي العاصمة الفعلية للثقافة  ،حيث كان بعض الفعالية في رام الله وبيت لحم باسك القدس !!!! 

 شاهد المقدسيون كيف أن مدينتهم تسرق منهم، فلا الثقافة وصلتهم ،ولا الدعم وصلهم ، ولا بركات الثقافة او الرياضة واو الاعلامي وصلها، ولا حتى…. ولم يصلهم سوى بعض وفود عربية دخلت الاقصى لتصلي فيه ركعتين واغلب الظن انهم نسيوا أن يطهروا انفسهم واجسادهم بالوضوء احترام لذلك المكان الذي  صلى فيه جميع الانبياء

 ومن اجل القدس عقدت مئات إن لم تكن الالاف من المؤتمرات ليس دعما للقدس الذي سمع عنه الجميع ولكن لم يراه احد، ان هذه المؤتمرات  عقدت وستعقد في المستقبل من اجل  الظهور اعلاميا وتسجيل النقاط على بعضهم البعض وتقاسم الاموال التي خصصت من اجل القدس بين الجماعات المعينة التي تتلون بلون واحد ، كما يقول المثل ” زيتنا بدقيقنا“ 

 وتبقى القدس وحيدة رغم الضجة حولها ، فالقدس ليست بحاجة الى هذه الضجة بقدر حاجتها الى الفعل، بحاجة الى من يضمم جراح ابناءها وليس لمن يرش الفلفل على هذه الجراح 

 ارحموا القدس من دجلكم ومن نفاقكم  

 وللحديث بقية

 

          خليل العسلي