• 11 تموز 2018
  • نبض إيلياء

 

 

 

 يتهمنا البعض بأننا متشائمون وأن  المقالات التي تنشر في هذه الزاوية تدعو إلى الاحباط ، وإلى فقدان الأمل بمستقبل افضل للقدس وأهلها ، بل إن البعض تمادى في اتهامه ، ليصل إلى حد القول أننا نهدف إلى تخريب الراي العام . 

وجوابنا لاصدفاءنا قبل اعداءنا الذين نعرفهم ، والذين لا نعرفهم هو ببساطة جواب مختصر ” انظر حولك …“ واقرأ الواقع فقط، لا نريدك أن تبث الاكاذيب وأن نشحن الناس بمعلومات كاذبة، كما فعل ذلك المدعو ” أحمد سعيد“ والذي بسبب كذبه المقصود، خلق جيلا منهزما معزولا ، كافرا بكل ما يسمى القومية العربية التي كانت ولا تزال وابلا وبلاء ونارا على رؤوس العرب تحرق اجسادهم قبل أن تسحق ارواحهم بحجة القومية العربية المقيته، التي خلقها الانتداب البريطاني اللعين ولا زال يغذيها لتفكيك كل معنى للوحدة …..

ما علينا !

 المهم، أن ما يجرى في القدس لا يدعو إلا إلى التفكير عميقا والتساؤل: إلى أين نسير!!! ومن اجل تقديم بعض الدلائل تمهيدا للوصول إلى النتيجة المنطقية ، اليكم بعضا من الاحداث التي جرت في القدس  ولا تزال جارية ، وبالتأكيد لم تتحدث عنها وسائل الاعلام الفلسطينية ، فصحيفة القدس الغراء غارقة حتى اذنيها بالديون ، وغارقة بأحاديث جانبية عن إمكانية بيعها !!!! ولهذا لن تقوم بنشر أي من الاحداث الهامة !!!

خلال الايام الماضية قام وفد كبير يضم العشرات ( واقصد كبير جدا )  من كبار المسؤولين الاسرائيلين يمثلون جميع القطاعات الحكومية من أعلى رأس الهرم ، إلى اصغر موظف اسرائيلي، وكما قال احدهم ، حتى مسؤول المعابر تواجد وهو اهم شخصية في اسرآئيل (  فكلمة منه تفتح المعابر وفي اي وقت وبكلمة منه لن يستطيع أبو مازن الدخول او الخروج حسب وصف الصديق الذي نقل المعلومة وشارك بهذا الاجتماع)

 هذا الوفد الكبير المتخصص قام بجولة على المؤسسات المقدسية وخاصة على المستشفيات في  المدينة، الوفد الإسرائيلي كان على اطلاع اكثر من القائمين على قطاع الصحة، على واقع المستشفيات ، استمع بشغف لكل من له علاقة بقطاع الصحة من الطبيب والاداري والتمريض وحتى الحراس ، وسجلوا كل ملاحظة، وابدوا رغبتهم بالمساعدة ، وخرج المشاركون في هذا الحوار المعمق الاول من نوعه منذ احتلال القدس ،  بأن اسرائيل وضعت خطة استراتيجية للقدس الشرقية وتريد أن تتاكد من بعض الامور،  ولهذا قام الوفد بهذه الجولة على المؤسسات المقدسية الرائدة في الصحة والتعليم والسياحة !!!!

 اذن فان اسرائيل تخطط وتستعد لمستقبل المدينة كما تريدها وليس كما يجب ،  بينما نحن قيادة وشعبا نخطط لتدمير بعضنا البعض، ونستعد لنهب ما تبقى من اموال يمكن ان تصل !! اما المدينة واهلها فلهم الله !!!

 حدث اخر وقع في الفترة الماضية  ولا زل وهو تعميق السيطرة الاسرائيلية على المسجد الاقصى وبالتحديد في منطقة باب الرحمة الذي بات قاب قوسين او ادنى من السيطرة الاسرائيلية الكاملة عليه ، بعد ان استولت الشرطة على نقطة المراقبة التي كانت تابعة لحراس الاوقاف لمراقبة السور خشية تسلق المتطرفين اليهود  ، فهؤلاء لم يعودوا بحاجة للتسلق تحت جنح الظلام ، فهم يدخلون في وضح النهار ويفعلون ما يريدون بحماية الشرطة .

 في باب الرحمة لا يسمج لاي موظف من الاوقاف الاقتراب من هذا المكان بالغ الاهمية والذي يتمتع بمكانة خاصة في الفكر الاسلامي وهو جزء لا يتجزء من تاريخ المكان والمدينة ، اليس هذا تقسما مكانيا يا جماعة !!! بعد أن بات التقسيم الزماني واقعا لا يمكن سوى للاعمى انكاره !!!! 

  الحدث الاخر الجاري في القدس  ، هو تسارع  مشروع اسرلة ما تبقى من القدس ، وما يرافق ذلك من  وقاحة غير معهودة ، التي بات  يتمتع بها اصحاب هذا التوجه من العرب، والمروجين من جماعة الاسرلة المحلين والقادمين من هناك !! ، وابرز مظاهر الاسرلة الترويج وبصورة مكثفة لمشروع الخدمة المدنية في اوساط الشباب والشابات الذين لا تزيد اعمارهم عن ثلاثة وعشرين عاما ،، فلقد شاهدت عدة اعلانات في صفحات التواصل الاجتماعي ، وفي وسائل الاعلام التقليدية تحث الشباب في القدس على الانخراط في الخدمة المدنية والتي هي البديل عن الخدمة العسكرية في الجيش الاسرائيلي ، وتقدم لهذ ا الغرض اغراءات  يسير لها لعاب الكبير قبل الصغير!!

 هذه احداث وقعت ولا تزال في القدس  تدلك على حجم الكارثة التي تعصف بالقدس ، ونحن نتفرج وبعد ذلك يقولون لنا انت متشائم رغم انني لست متشائما ولكني واقعيا !!!!

 وللحديث بقية 

 

                                                                                                                       خليل العسلي