• 20 نيسان 2019
  • نبض إيلياء

 

لا زالت الوفود تتدفق على منزل فادي الهدمي بعد ان اصبح بين ليلة وضحاها وزيرا للقدس في حكومة د محمد اشتيه، والذي وعد بالكثير  من اجل القدس  التي يعرفها كما يعرف الخطوط في كف يديه ، وبالتالي فإن إختياره لهذا الشاب المقدسي جاء تمشيا مع معرفته بالمدينة وأهلها، رغم ان المستوزرين  كانوا كثر ، ومنهم من لا يصلح ان يكون في اصغر المهن ، ولكنه سعى الى المنصب المغرى ( لا اعرف لماذا) بكل قوة واستغل كل صديق او بعيد لإقناع رئيس الحكومة بانه الأنسب للقدس المسكينة التي لم ترى حتى الان وزير يحمل اسمها عمل من اجلها ومن اجل ابناءها،

ما علينا

 المهم ، ان هذه الوفود التي ترهق الكراسي من كثرتها فما بالك بارهاق البشر ، هي إشارة الى ان هناك من استبشر خيرا في المدينة، بهذا الشاب المتعلم والذي اثبتت التجارب السابقة  له (والمحدودة لصغر سنه )انه يملك رؤية اقتصادية ويعرف المدينة واحتياجاتها.

 هذه الوفود تأتي من كل حدب وصوب بعضها صداقا وبعضها مجاملة وبعضها الاخر منافقا ، والبعض الثالث يأتى لهدف في نفس يعقوب ،  وكما قال احدهم ان على الوزير أن يتحمل كل هؤلاء حتى من يكن له الضغينة ، وان يتحمل كل من خاط له المكائد في الماضي ، فالجميع بانتظار ان يروا أفعال هذا الوزير ،الا ان البعض لم ينتظر لرؤية افعاله  ، وبدأت الاشاعات الهدامة والتهجم الشخصي تحوم في سماء القدس ، وبدا الاستهتار والتقليل من قيمة الانسان والانتقاص من هذا الوزير والذي هو في النهاية قدراته محدودة ، فهو لا يحمل العصا السحرية ، ولا يملك خزائن الأموال لإخراج القدس من القاع.  هو مجرد  وزير عادي له مرجعية اسمها رئيس وزراء والذي بدوره له مرجعية اسمها الرئيس محمود عباس أبو مازن ، كما يجب ان  لا ننسى ان هناك أيضا مرجعية  اسمها منظمة التحرير والتي يحمل ملف القدس فيها  المهندس عدنان الحسيني والذي شغل منصب وزير القدس ومحافظها لسنوات عديدة ، ولا داعى للاسترسال بالحديث في هذا المقام عن إنجازاته في المدينة  .

 ولهذا فان المطلوب من الجمهور في القدس على اختلاف انواعه ما بين محب  لهذا الوزير ، وما بين مبغض له ، وما بين غير مبالي به ، منح الوزير فادي الهدمي فرصة  يعرف  في العالم الإدارة فرصة المئة يوم، حتى يتمكن من دراسة الملفات الملتهبة المجهزة له بانتظار قرارات قد يعجز عن اتخاذها  او على تنفيذها، كما هو بحاجة لإعادة ترتيب أوراقه ، وتشكيل طاقمه، وترتيب الوزارة أصلا والتي تعاني الامرين ...  فالكل يغنى على ليلاه ، والجميع يعرف  الحكاية .

 ولكن منذ الدقيقة الأولى بدا هنا من يريد من الوزير اتخاذ قرارات في ملفات لا يعرف عنها شيئ ، هي بمثابة مطبات ، وهذا ليس عدلا  بحق الوزير وبحق المدينة ، فمن حق الوزير ان يتريث وان يدرس كل ملف على حدى ، فهو يعلم ان الجميع بانتظار هفواته ،  واكثر من انتظار نجاحاته وانجازاته التي لن يكون في القدس كبيرة !!!! فهذا الملف المرعب الذي يسمى القدس ، لم توليه اية حكومة فلسطينية  أهمية خاصة للقدس من أيام أبو علاء وصولا للحمد الله الذي دمر كل شيء له علاقة بالقدس وكأن بينه وبين المدينة عداوة ، فملف يوسف الدجاني رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء القدس ورامي الحمد لله معرف للجميع وخير دليل على هذا الاهتمام السلبي لرئيس الحكومة السابق بالقدس   .

وزير القدس الجديد لا زال لا يملك مكتبا بالمعنى الحرفي طاولة وكراسي ، وبالمعنى المجازي بمعني طاقم خاص به ، هذا الوضع نجم عن تداخل مهام الوزير السابق والذي كان يدير ملف القدس من مبنى المحافظة وبعد ذلك من مبنى منظمة التحرير ، والان على الوزير الجديد  ان يؤسس مقرا جديد !!

 اصبروا عليه قليلا ، حتى نسمع منه ، ونحكم عليه ان كان جاد او قادرا او يعرف قدرات نفسه ، ويعرف محدودية وزارته،  فالقدس ليست بحاجة الى ووزير مقدسي شاب ،   بل هي بحاجة الى حكومة كاملة تعمل من اجل القدس التي يقولون عنها صباح مساء بانها عاصمة الدولة الفلسطينية، ولكن على ارض الواقع هذا الكلام هو مجرد شعارات لاستهلاك الاعلام الرخيص ..!!

 المؤلم ان الراغبين بفشل هذا الوزير وينتظرون هفواته  اكثر من الراغبين بنجاحه ، وهكذا هي الأوضاع في القدس، نحارب الناجح حتى يفشل، ونبكى على الفاشل حتى يقوم ولا ينجح ، الا اذا كان من جماعتنا العقائدية او القبلية، او الشللية ، اما ان كان غير ذلك فله الله وحده ، لان احد لن يقف الى جانبه.

 فلك الله يا فادي ،  وحماك الله يا قدس  

 

         خليل العسلي