• 30 آذار 2024
  • نبض إيلياء

 

 بقلم : خليل احمد العسلي 

 

 فقط في عمان  وتحت سقف قصر جلالة الملك عبد الله الثاني يمكن ان تجتمع جميع أطياف المجتمع المقدسي من شيوخ ورجال دين ورؤساء  الطوائف المسيحية ومسؤولين وشخصيات عامة  في  تقليد  ملكي هاشمي مبارك ينتظره المقدسيون كل عام  بفارغ الصبر  في شهر رمضان، لدرجة أنه ما أن يهل علينا هذا الشهر الفضيل حتى يبدأ الهمس والتساؤل  بين المقدسيين هل سيكون هناك افطار هذا العام عند جلالة الملك "؟ ومن المدعوين ؟!  

 لان الجميع في المدينة المقدسة يعرف ان  الملك وحده هو الذي يولي القدس واهلها اهمية خاصة. ويتابع كل صغيرة وكبيرة في المدينة، هو الذي يرفع راية القدس في المحافل الدولية ويخوض باسم المدينة معارك ضارية في أروقة الدبلوماسية العالمية وفي المنظمات الدولية مثل اليونسكو بشكل خاص .

الملك وحده الذي يعلن ليل نهار وعلى رؤوس الاشهاد  بان القدس  من اولى اهتماماته وعلى رأس أولويات الحكومات الاردنية والقصر الهاشمي، رغم أن هذا الموقف جلب  ويجلب  للأردن  الكثير من المصاعب والمتاعب العربية قبل الدولية على حد سواء فليس كل العرب .. عرب .

 هو الوحيد الذي بمقدوره أن يجمع كل تناقضات المجتمع المقدسي الكثيرة  تحت رايته  فدعوته لا ترد  وتلبي فورا بدون تفكير او تردد .

 وفي القاعة الملكية في قصر الحسينية تلتفت حولك لترى ما لا يمكن ان تراه في القدس، كل هذه الشخصيات الدينية الاسلامية ورؤساء الطوائف المسيحية الذين تحت الراية الهاشمية وشخصيات عامة  تنصهر فيما بينها لدرجة انه يمكنك أن تستمع إلى أحاديث جانبية كثيرة ومتشعبة  العنوان المشترك لها القدس  وهمومها اليومية، هذا  يثبت تعطش المقدسيين للقاء بعضهم بعضا.

 طبعا ليس بالقدس … بل في عمان .

 وكما قال أحد الحضور  والذي طلب عدم ذكر اسمه  أن هذه الدعوة الهاشمية بالنسبة لبعض الشخصيات المقدسية  هي فرصة لتعزيز مكانتهم الاجتماعية في المدينة المقدسة وترفع من شأنها  بين الأصدقاء  ولهذا نجده ينتظر بفارغ الصبر مصافحة جلالة الملك والاستماع إلى كلمته مباشرة في نفس القاعة، هذه الكلمة التي حملت العديد من الرسائل الموجه للكثير من الجهات الدولية بحضور المقدسيين ، محورها أن القلق الهاشمي متزايد من القادم في غزة وفي الضفة الغربية وفي القدس ، مشددا على ضرورة  متابعة  الأمور عن كثب منعا لأي مفاجآت اسرائيلية قادمة ،  وكان لافتا  هذه المرة  تحذير واشارات المتحدثين من حرب دينية كارثية على فلسطين ومقدساتها وعدم الاعتراف باجراءات الاحتلال واي تغيير للوضع القائم وما تتعرض له الكنائس لا يقل فداحة مما يتعرض له الاقصى، بما في الاستعداد لمعركة البقرات الحمراء وتبعات ذلك على الاقصى  ومعركة  العودة لتهديد بتجميد حسابات الكنائس بهدف الاستيلاء على اجزاء منها او ابتزاز الكنائس ماليا 

في طريق العودة انخرط  الشخصيات المقدسية  بنقاشات حول تقييم لقاء جلالة الملك وما جاء في كلمته حاملين معهم ذكريات ملكية قد لا تتكرر بالنسبة للبعض، متمنين ان يكون هناك لقاء آخر مع جلالة الملك عبد الله الثاني على مأدبة افطار شهر رمضان العام القادم .

 وللحديث بقية إن بقى في العمر بقية