• 19 آذار 2020
  • من اسطنبول

 

 إسطنبول – أخبار البلد – فرس الراعي - أغلقت معظم المطاعم أبوابها في إسطنبول ولم تعد تفوح منها رائحة شواء الكباب التركي اللذيذ، أما شارع الاستقلال الشهير المزدحم بآلاف الناس يومياً قل عدد المشاة فيه بشكل ملحوظ، والساحات العامة التي يتواجد فيها مئات المواطنين الأتراك والسياح الأجانب كساحة تقسيم وأورتاكوي والسلطان أحمد باتت شبه فارغة وصامتة كذلك محطات المترو.
 انقطعت هتافات المشجعين في مدرجات الملاعب، لا عروض ولا أغاني في المسارح، ولا أصوات لضحكات الأطفال في الحدائق، حتى المدراس والجامعات أغلقت لمدة أسبوعين.
 بدأ الأتراك يبتعدون عن الأماكن المزدحمة، ويضعون الكمامات، ويلتزمون منازلهم كتدبير وقائي من جملة التدبيرات الوقائية الأخرى التي أعلنت عنها الحكومة التركية في محاولة لمنع انتشار فيروس كورونا COVID-19  هذا الوباء الذي غلّف معظم دول العالم.

الإصابات في تركيا وقرارات الحكومة:

تضاعف عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في تركيا خلال الأيام القليلة الماضية ليصل إلى 191 حالة مؤكدة، بالإضافة إلى وفاة شخصين بحسب تصريح وزير الصحة التركي فخر الدين خوجا ليلة أمس الأربعاء 18آذار/مارس.

وأعرب الرئيس التركي رجب طيّب آردوغان في خطابه المتلفز عقب اجتماع تنسيقي لمواجهة  كورونا في العاصمة أنقرة أمس الأربعاء عن ثقته بتجاوز بلاده أزمة الفيروس خلال شهرين، ودعا مواطني بلاده إلى مراعاة التدابير الوقائية لمكافحة هذا المرض.
وأعلن الرئيس التركي عن حزمة اقتصادية بقيمة 100 مليار ليرة (15.4 مليار دولار) لدعم اقتصاد تركيا في مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد.

وتأخرت تركيا برصد عدد الإصابات  بفيروس كورونا عن جيرانها في أوروبا وآسيا، وقال محللون: إن قرار الحكومة التركية المبكر بتعليق السفر مع الصين حيث بدأ تفشي المرض ومع إيطاليا وإيران  ثاني وثالث أعلى معدلات إصابة في العالم ربما ساعد في إبطاء انتشار الفيروس هنا.

وأظهرت بيانات منصة "وورلد ميتر" الدولية المتخصصة في الإحصائيات إن إجمالي عدد الإصابات حول العالم اقترب من 220 ألفا حتى صباح اليوم الخميس 19آذار/مارس وأشارت أيضاً إلى أن عدد الوفيات بلغ 8969، واقترب عدد المتعافين من 86 ألفا.

تحذيرات من انتشار أوسع للفيروس:

وحذرت مجموعة طبية رائدة في تركيا يوم الاثنين الماضي من أنها تتلقى تقارير تفيد بأن عدد مرضى الفيروس التاجي قد يكون "أعلى بكثير" من العدد الرسمي.
وقال سنان أديامان رئيس الجمعية الطبية التركية في مؤتمر صحفي "إن تصريحات الوزارة عن الحالات المصابة بالفيروس حتى الآن منخفضة للغاية في هذه المرحلة، ونحتاج لإدارة مركزية للأزمة لرصد الحالات المصابة والسيطرة عليها".
وأضاف أديامان: "عندما ننظر إلى معدل العدوى من الواضح أن الأسبوعين القادمين حاسمان للغاية ونتوقع أن عدد الحالات سيرتفع بسرعة لذلك يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة ".

تعليق السفر والحجر الصحي على المعتمرين:

 علقت الحكومة التركية رحلاتها الجوية مع 15 دولة حتى الآن وعاد أكثر من 20 ألف شخص ممن سافروا إلى المملكة العربية السعودية من أجل العمرة إلى تركيا. وكشفت منشورات وسائل التواصل الاجتماعي أن البعض لم يلتفتوا إلى تحذيرات الحكومة بأن يقوم جميع المسافرين من الخارج بالحجر الذاتي لمدة أسبوعين وكانوا بدلاً من ذلك يلتقون بالأصدقاء والعائلة كما جرت العادة بعد العمرة، ثم قررت السلطات يوم الأحد الماضي فرض الحجر الصحي على أكثر من 10000 معتمر في العاصمة أنقرة ومدينتي قونية وقيصري.

وكانت تركيا قد اعلنت بداية الاسبوع الحالي قد اعلنت على لسان رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش في مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة إيقاف صلوات الجماعة ويوم الجمعة في مساجد البلاد، لتجنب انتشار فيروس كورونا الجديد حتى إشعار آخر، مع العلم أن  المساجد ستكون مفتوحة أمام الراغبين بالصلاة منفردين.

مخاوف من التداعيات الاقتصادية لانتشار المرض:

تراجعت أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم، وانتشرت المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي العالمي لانتشار المرض على الأصول التركية مع تراجع الأسهم بنسبة 8 ٪ وهبوط الليرة إلى أدنى مستوى لها منذ سبتمبر 2018، ووعد وزير المالية بيرات البيرق بضمان السيولة في السوق ومساعدة إضافية للقطاعات الأكثر تأثراً وقال " إن تركيا أكثر استعداداً ويقظة من أي وقت مضى للاضطرابات العالمية المحتملة"

تأجيل المحاكمات:

وفيما يخص المحاكم في تركيا قال وزير العدل" إن المحاكم أجّلت جلسات المحاكمة باستثناء حالات الطوارئ أو للبت في مذكرات التوقيف، كما أوقفت زيارات لنحو 282 ألف سجين في البلاد".
وكما أرجأ حزب الشعب الجمهوري المعارض اجتماعه السنوي المقرر عقده في وقت لاحق من الشهر الجاري بسبب المخاوف من الفيروس. وألغت جميع الأحزاب السياسية الأخرى اجتماعاتها  في البرلمان هذا الأسبوع، وأغلق المجلس التشريعي أبوابه أمام الزوار.