• 5 كانون الثاني 2020
  • إقتصاد وحياة

 

بقلم : خالد الزبيدي

 

منذ عقود وسنوات والحروب من اجل الطاقة مستمرة وتتطور ادواتها، فحرب امريكا واوروبا على العراق بدأت مبكرا، وانفرطت مسبحة العرب في العام 1990، وخاض الامريكيون حربا ظالمة ممتدة على العراق منذ العام 1991 الى 2003، وما تلاها، نتائج هذه الحرب عطلت التنمية وهجرت الكفاءات وازهقت ارواح بريئة، كل ذلك تم ولا زال تحت مقولات بالية غير صادقة منها الحرية وحقوق الإنسان والتغيير.
فالحرب الممتدة على العراق اخذت صورا متغيرة ومتطورة ..من داعش المنتج الامريكي الى النصرة المستنسخة من تنظيم القاعدة وهي ممولة من جهة واحدة وكذلك اهدافها مكشوفة وتم الصاقها بالدين والتطرف وغير ذلك من المقولات المهترئة والإسطوانات المشروخة، واستطاعت الإدارات الامريكية المتعاقبة إعادة خلط الاوراق وبناء تحالفات وبروز تحالفات مضادة مما دفع المنطقة الى مرحلة جديدة من الصراع المعلن تارة والمخفي تارة اخرى، الا ان العنوان العريض لما يجري في المنطقة الصراع على الطاقة ( النفط والغاز )، باعتبارها شرايين الاقتصاد، و بالرغم من محاولات الدول الصناعية تسويق تدني تأثير النفط والغاز على الاقتصاد الاقليمي والعالمي.
حالة الغليان في العراق ولبنان وسوريا وليبيا غير منفصلة عما جرى ويجري في الخليج العربي، خصوصا بعد الإعلان عن غاز شرق البحر الابيض الذي يشهد حروب خفية، وبناء تحالفات جديدة، فقد استطاعت روسيا فرض توازن مكلف ساهم بكبح تمدد واشنطن في المنطقة لاسيما ما يتعلق بغاز شرق المتوسط، الى العراق الذي يمتلك ثاني اكبر احتياطي نفطي في منطقة الخليج العربي، وموارد طبيعية من المياه والموارد البشرية الى جانب الموقع الجيوسياسي الفريد إقليميا دوليا.
فالتطورات المتسارعة خصوصا في العراق تفتح الباب واسعا امام متغيرات مهمة يقينا ليست في مصلحة واشنطن بعد حرق عراقيين السفارة الامريكية وسط تبادل الاتهامات بين بغداد وواشنطن، لذلك قد تجد القوات الامريكية على جانبي الحدود العراقية السورية في وضع صعب مما يسرع في رحيل القوات الامريكية التي تعتبر غير مرغوب في وجودها في المنطقة.
حروب الطاقة مستمرة وتكشف سلوكا كولونياليا إستعماريا غير مقبول في عالم اكثر انفتاحا على المعلومات، فالطاقة الاحفورية من (نفط وغاز) متاحة لجميع دول العالم، فالاسواق الدولية لم تشهد يوما نقصا في الإمدادات شرقا وغربا، والاسواق تعدل نفسها بنفسها، فالاسعار تتأثر بالعرض والطلب وهو  منطقي، اما الارتفاعات المفاجئة لأسعار النفط والغاز سببها المضاربات والتأثيرات الامنية والعسكرية وعادة ما تكون وقتية سرعان ما تعود الى طبيعتها، اما الحروب من اجل الطاقة شكل من اشكال العدوان لا بد من الوقوف أمامها.