• 16 آذار 2020
  • إقتصاد وحياة

 

بقلم : خالد الزبيدي

 

حزمة الإجراءات التي اعلنها محافظ البنك المركزي امس د. زياد فريز تأتي في وقتها وفي الاتجاه الصحيح لاحتواء تداعيات أثر فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد والمجتمع الاردني، العنوان العريض كان تخفيض الكلف على الاموال حيث خفض الاحتياطي الالزامي من (7 % الى 5 %) الذي بدوره سمح بضخ 550 مليون دينار من خلال القطاع المصرفي، وطلب تأجيل الاقساط على الشركات دون ترتيب اية تكاليف إضافية ماديا ومعنويا، وهذه القرارات المهمة تمتد حتى نهاية العام 2020، وهي فترة كافية للتخلص من تداعيات فيروس كورونا المستجد على الاردن.
الحزمة النقدية تشكل بداية مؤثرة إيجابيا على الشركات والمؤسسات والافراد، ولأهمية السياسة النقدية على الاقتصاد والمجتمع يؤمل ان يسارع البنك المركزي الى تخفيض إضافي على اسعار الفائدة على ادوات الدينار بما لايقل عن نقطة مئوية واحدة، مع حث البنوك المرخصة الى تخفيض هياكل اسعار الفائدة بشكل يساهم في تحسين القدرات الشرائية للمستهلكين من جهة، وحماية القطاعات الاقتصادية وتمكينها من الصمود في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية شديدة التعقيد والصعوبة من جهة اخرى.
تحويل الضعف الى قوة الاقتصاد والمجتمع لابد من إعادة قراءة المشهد الاقتصادي العام، والتركيز على مناطق الضعف التي ارهقت الاقتصاد والمجتمع وفي مقدمتها اسعار الطاقة، فالحكمة تتطلب الاستفادة من الانهيار السريع لاسعار النفط والمنتجات البترولية في الاسواق الدولية، وفي ظل تداعيات فيروس كورونا المستجد يفترض ان تسارع الحكومة الى تخفيض اسعار المحروقات بنسبة لا تقل عن 30 % وسيكون لذلك فوائد مهمة على المستهلكين والمستثمرين والاقتصاد على المستوى الكلي.
وفي نفس الاتجاه فإن الظروف الاستثنائية التي تسيطر على معظم دول العالم تتيح اتخاذ قرارات قد يكون من الصعب اخذها في الظروف العادية منها اسعار الطاقة الكهربائية التي تعتبر من اعلى الاسعار في دول المنطقة، حيث ارهقت المجتمع والمستهلكين خلال السنوات القليلة الفائتة، لذلك لابد من إلغاء بند فرق المحروقات الذي لامبرر له، ووضع تصور مرن بما يخفف كلف الطاقة الكهربائية عن المستهلكين.
الالتزام والصبر هو مفتاح الفرج والانتصار على الظروف الصعبة، وتحويل التحديات الى فرص حقيقية، وهذا رهن بإدارة ملف فيروس كورونا، وما اعلن عنه محافظ البنك المركزي امس يعتبر استهلالا طيبا ومبكرا، فالجميع ينتظر قرارات متلاحقة تؤدي الى حلول حقيقية، فالتخلص من الفيروس العابر للقارات سيتم خلال اسابيع قليلة قادمة، بعدها علينا مواصلة التعافي على كافة المستويات للتخلص من المعاناة الاقتصادية والاجتماعية، وهذا ممكن إذا توفرت الإرادة.

 الدستور