• 11 تشرين أول 2016
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم : ماهرالعلمي

 

العنف يجتاح أهلنا داخل الخط الأخضر... قتل.. وجرائم تقشعر لها الأبدان.. رعب متواصل، خوف دائم، لا أمان، بل حصاد للأرواح، كاد أن يصبح يوميا، ضحايا، شبان، نساء يتساقطون كأوراق الأشجار، في فصل الخريف، شجار وراء شجار.. ونزاعات دموية، وحوادث اطلاق النار، تقع بسرعة جنونية، وبتواصل رهيب.. واصبح تحول الشخص الى «مرحوم»، يستغرق بضع ثوان، رصاصات تخترق الرأس والجسد، وتحيل الشاب الحيوي الى جثة هامدة، ملقاة على الرصيف، بانتظار سيارة الاسعاف لنقلها، ويفر القاتل ويتبخر، بموتور سايكل او مركبة، تاركا الحزن يعم أهله وعشيرته وبلدته، والمجرم غير مهتم، لا يبالي بعدد الاطفال الذين جعلهم أيتاما محرومين من الأب.

... فجأة، وكأن فيروس الجنون القاتل، ينتشر، فيصيب من يصيب وتندلع المعارك والشجارات والاصطدامات، والمتعاركون يتحولون الى مجانين، ومسعورين، مستخدمين الأسلحة البيضاء والنارية والحجارة والعصي، يتساقط قتلى وجرحى، تحرق سيارات ومنازل وحوانيت، يتحول مسرح القتال الى جهنم حمراء، يضربون، يحطمون، يكسرون، يحرقون، وفي كثير من الأحيان، يضرب المتصارعون بعضهم البعض، دون ان يعرف أحيانا المهاجم لماذا يهاجم، ولا من يتعرض للهجوم لماذا يتعرض للهجوم ومحاولة القتل؟ لأنهم مشغولون، وسمعوا استغاثات، ونداءات، واستدعاءات من العشيرة او العائلة، فلبوا النداء، دون سؤال لماذا نهاجم تلك الحارة، أو أفراد هذه العائلة...!

حتى النساء، لم يسلمن من هذا العنف الجنوني، وازدادت جرائم القتل بينهن، ألا يكفيهن ما يسمى جرائم القتل على خلفية قضايا الشرف، هل أصبح ازهاق روح أسهل من شربة ماء هذه الأيام؟ يبدو أن القتلة يريدون تطبيق مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة حتى في القتل، حتى يتساوى عدد القتلى من الجنسين !

... بالاضافة الى العنف الدامي هناك ضحايا حوادث السير الكارثية والمرعبة، بسبب السرعة الجنونية، وطيش الشباب، وحدث بلا حرج عن ضحايا حوادث إطلاق النار في الأعراس والمناسبات فتتحول الى آلام وأحزان وبيوت عزاء...

... يفرح الوحش داخل القاتل، ويبقى يسرح ويمرح ويمارس «هواية القتل» والسلطة بما أنها امنية مهتمة ومختصة بأمنها فقط، فانها لا تبدي الاهتمام بما يجري في الوسط الفلسطيني، عملا بالمثل القائل «فخار يكسر بعضه» ولماذا تهتم طالما ان الجريمة على خلفية جنائية وليست أمنية، تشجع المؤسسة الأمنية على متابعتها، وبما أن القاتل والمقتول من الوسط الفلسطيني فلماذا يزعجون أنفسهم ويضيعون وقتهم فيها؟!

ماذا دهاكم إخوتنا، يا من تمسكتم بأرض الأباء والأجداد، وحفظتم وجودكم فيها، وتعمقت جذوركم داخل ترابها، ماذا جرى لكم؟ الكل الفلسطيني، يفتخر ويعتز بثباتكم وصمودكم، وتحدياتكم، واثباتكم ان فلسطين ستظل فلسطين، وستبقى فلسطين، ولن يؤثر على عروبتها حادث عابر، حتى لو سمي إسرائيل..!

أنتم الشاهد العملاق الحي على عروبة أرضنا فلسطين الممتدة من عهد أجدادنا الكنعانيين حتى الآن، نعم لقد عمقتم جذورنا الكنعانية، واليبوسية والعدنانية والمحمدية والعمرية والأيوبية.

.. الكل الفلسطيني يعتز بكم، وبقوة رباطكم، ومرابطتكم الأسطورية، وشموخكم وعزتكم، فحافظوا على هذه السمعة الطيبة، وهذا الاحترام والتقدير لكم، ليس فقط بين أشقائكم في ما تبقى من الوطن المحتل، بل وفي الشتات الفلسطيني.

لا تدعوا الفرقة والخلافات والنزاعات لأسباب تافهة تضعف من وحدتكم، وتآلفكم ومودتكم وتكافلكم، تذكروا دائما من يتربص بكم، ويريد زلزلة الأرض تحت أقدامكم، تذكروا معاناتكم وما يكيدون لكم، قفوا صفا واحدا، وبنيانا مرصوصا، احرصوا على تحكيم العقلاء، واتباع نصائحهم وتوجيهاتهم لتمكينهم من الدفاع عنكم. شكلوا لجان إصلاح دائمة في كل قرية وبلدة ومدينة داخل «قلعتكم» قلعة الداخل الفلسطيني، احرصوا على تحصينها بتوحدكم والتفافكم حول مؤسساتكم، وقياداتكم، وممثليكم داخل البرلمان.

ألا يكفيكم ما تتعرضون له من اضطهاد وعدم مساواة، وتمييز ديني وعرقي واجتماعي؟!

ألا يكفيكم حصر وتحديد مساحات الأراضي القابلة للعمران، في دياركم؟

الا يكفيكم التمييز في الميزانيات المخصصة للمجالس المحلية والبلدية؟

وبما ان الحديث ذو شجون، فانه لا بد من ابداء الاعجاب بموقع «بانيت»، الذي اصبحت مدمنا عليه، اذ يحرص على نشر هذه الأخبار المؤسفة باحتراف ومهنية عالية ودقة متناهية، وتفاصيل، وسرعة تتناسب مع عصر السرعة الاخبارية الذي نعيشه هذه الأيام.

مرجعية «بانيت»، مرجعية ضرورية لكل باحث عن الأخبار، ومتابع للأحداث والتطورات والمنوعات العلمية، ويلبي اذواق كل الشرائح في المجتمع...!

حقا انه موقع يحذبك، تلمس حرص القائمين عليه، على متابعة كل جديد في عالم السياسة والاقتصاد والعلوم والطرائف والعجائب محليا واقليميا وعالميا، وطريقة عرضها مثيرة، جذابة تشدك الى الموقع، وتحولك الى مدمن، يرجع اليه المرة تلو الاخرى عبر «أيفونك» او اي هاتف ذكي، لتجد في كل مرة جديدا يثير اهتمامك، ويزيد اعجابك بهذا الموقع المتميز..!