• 25 آيار 2017
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم: عزام توفيق أبو السعود

تابعت في الأيام الماضية موضوع اشتراك كشافة النادي العربي الأرثوذكسي بالقدس في مرافقة الرئيس الأمريكي ترامب في زيارته لكنيسة القيامة..

القصة بدأت من القنصلية الأمريكية ذاتها، التي اقترحت على النادي أن يكون كشافة النادي العربي الأرثوذكسي ، بزيهم الأنيق وعزفهم الموسيقي الجميل ، في مقدمة موكب الرئيس الأمريكي من باب الخليل الى مدخل كنيسة القيامة.

شباب النادي العربي الأرثوذكسي بين معارض ومؤيد للمشاركة في استقبال ترامب، كانوا مترددين في اتخاذ قرارهم، لكنهم رأوا أن يستشيروا القوى الوطنية في القدس، التي كانت هي الأخرى مترددة، لكن كفة المشاركة رجحت بعد تشجيع من السلطة الفلسطينية، ومن أعلى مستوياتها على المشاركة!

بدأت الاستعدادات في النادي، لكن السلطات الاسرائيلية المشاركة في ترتيبات وتنظيم الزيارة تدخلت طالبة من الكشافة أن يزيلوا شعارهم عن زيهم الكشفي الرسمي الجميل، لأن الشعار يحتوي العلم العربي الفلسطيني بألوانه الأربعة ، حتى يسمح لهم الإسرائيليون بالمشاركة في الموكب، لكن الشباب رفضوا، وإدارة النادي هي الأخرى رفضت ازالة شعار النادي من على صدور وأكتاف الكشافة، فالنادي موجود من قبل قيام دولة اسرائيل، وشعاره لم يتغير أبدا بتغير الحكام.

كان قرار الشباب أنهم لن يشاركوا الا وشعارهم وعليه علمهم القومي على صدورهم، ورغم تدخل القنصلية الأمريكية لحل هذا الاشكال مع الاسرائيليين، إلا أنهم فشلوا في اقناع الاسرائيليين بغض النظر عن الشعار، كما فشلوا في اقناع الكشافة الشباب العرب بإزالة شعارهم، وكان القرار النهائي الحازم للشباب هو : عدم المشاركة، ومقاطعة زيارة ترامب ! وأصدروا بيانا صحفيا يحددون فيه موقفهم وانتمائهم بكل جلاء ووضوح في رسالة ستصل بالتأكيد الى ترامب نفسه!

ألف تحية الى شباب النادي العربي الارثوذكسي، كشافته وإدارته على موقفهم العروبي الأصيل والحازم، وموقفهم نابع من اسمهم واسم ناديهم، فالنادي هو نادٍ عربي قبل أن يكون أرثوذكسيا، وكلمة العربي تسبق كلمة الارثوذكسي في اسم ناديهم، وفي انتمائهم الوطني الحقيقي.. لم يلهثوا للظهور في الموكب أمام عدسات وتلفزيونات العالم أجمع، وبقوا صامدين متمسكين بشعارهم ووطنيتهم وقوميتهم، وأنهم جزء أصيل في المجتمع المقدسي والعربي ، لا تزحزحهم عنه أية إغراءات أو تهديدات، يرفضون ما يمس كرامة الانسان العربي الفلسطيني المقدسي، ويعلمون الغير من عربنا أن اللهاث خلف السراب غير مقبول أمام التمسك بالثوابت القومية والوطنية !