• 17 تشرين أول 2017
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم: د سليمان غوشه

 

قد يكون التشابه الوحيد بين شبكات التواصل الاجتماعي كصفحات الفيسبوك  من جهة،والسياسيين ومجتمعاتهم، من جهة اخرى،تماماً كالحال بالنظم  الشمولية،لا تستطيع الا  الصمت، (وهذا ليس بأفضل خيار،فقد تدفع ثمنا غاليا كما في كوريا الشمالية ) ،وأما  التصفيق والمشاركة،والزعبره والتهليل وهذا ما نتسابق علية كلنا وبجداره ….

    هذا بعض حالنا الان ،وليس فقط الان ، فهكذا كنا ايضا في الماضي  ولهذا لا نرى بالأفق بوادر للتغيير  فالنقد ممنوع  بكل انواعه حتى النيات  والأحلام والأنفاس صارت تعد علينا، وهذه الصفحات التى  من خلالها نستطيع  استعراض عضلاتنا عليها (وهذا اضعف الإيمان) أمست من اخطرها، هفي مراقبه وهي محسوبة علينا، وما هو حرام لينا حلال على من يراقبنا فيها  كل ما غير مسموح به .

 ففي ليلة غاب عنها القمر بعد ان شهدنا اجمل قمر عندما انتصاف الشهر العربي قبل ايام قليلة (ليلة المصالحة)،ودون مقدمات اتفق فيها قطباالسياسة الفلسطينية ،فكآن جبل الفساد والتطبيع والعمالة من جهة،( اتهامات حماس لفتح) وجبل  المصالح الإقليمية والفساد والهيمنة من جهة اخرى( اتهامات فتح لحماس) لم يكن،أبدا، بل ربما كانت تهيآت عاشها شعبنا بصورة جماعية في الضفة ،وغير الضفة فيما يسمى بالمحافظات الشمالية حسب التلفزيون الرسمي الفلسطيني وبغزة العزة والصمود والمقاومة حسب الآخرين. 

    ديماغوجية الطرفين لمن ما زال يعرف معنى هذا المصطلح،او البراغماتية في اضعف تقدير طغت على كل الثوابت وإزالتها بلمحة عين وقبل استفاقتها، وفي ظل ذوبان فصائل  كانت تعد فصائل الممانعة والضمير والتاريخ،وكل شعارات اليسار القزم، ولا تذكر الا وأمامها فعل ماض ناقص مبني للمجهول....

جبال الحقد الذي نفخ في صدور المؤيدين،فجأة هكذا دون مقدمات أمسى مارد من بخار ورماد، وتبخر

  هل سمعتم عن احد يطالب بوقف التنسيق الأمنيْ

   هل سمعتم من احد يتحدث عن الثوابت

   هل سمعتم من أحد يتحدث عن الكفاح المسلح

   هل سمعتم من احد يطالب بوقف المفاوضات

   هل سمعتم من أحد يشتم أوسلو

    هل سمعتم من احد يتحدث عن الفساد على الاقل،،،،

   اتفق الطرفان،على ان تحكم الضفة غزة عبر حكومتها التى من المفروض انها حكومة وحدة وطنية،اتفقوا عليها في العام ١٤٣٦ من الهجرة

 اتفقوا ايضا بان يقوم  من حضر بدور تسلم الحدود يعاونهم بعض من اسلم يوم فتح مكة

   اتفقوا على ان يتم استيعاب كل الموظفين من المؤلفة قلوبهم والمساكين وأبناء السبيل،وان لا خير لأحدهم على الاخر الا بالتقوى والكفاءة دون تحديد من سيكون الحكم أهو ابو سفيان مرة اخرى ام ابن العاص،دون خوف او وجل  بان تبقى دولة مشرعة الأبواب والشبابيك،دون موظفين او حرس او شرطة،ان ارتضينا الكفاءة معيارا  وحيد بحق وليس بالشعارات،فالكفاءات من المفروض ان تختار من بين عموم الشعب وليس فقط بين المرغين   حاليا من أعضاء الحزبين...

اتفقا على ان تفتح أبواب بيت المال،وان ينفق على الرعية،فتخجل العين بعد ان يشبع الفم....

    واتفقنا نحن ايضا على ان نصفق ونصفق،

 

 من يطالب بعقد المجلس التشريعي الان،هو ببساطة عضو مجلس تشريعي،كان ويظن أنة  ما زال كذلك، وهو يبحث اليوم عن دور جديد،

 

    من يطالب بحكومة وحدة وطنية،فهو ليس عضو فيها ويريد ان يكون،على اعتبار انها اي الحكومة الحالية ليست حكومة وحدة وطنية بل حكومة وفاق وطني،

 

  من يطالب باجتماع الهيئة المؤقتة،هو بالسلطة و ليس عضو لجنة تنفيذية، ويريد ان يكون

 

  من يطالب بدور للمستقلين،هو ببساطة يعتقد بانه من يمثلهم،كوطني مستقل او ككفاءة او كمرجعية وطنية،تماماً كالوطنين ضد الانقسام،وكان هناك وطني مع الانقسام  

  

من يطالب بإعادة تشكيل  للمجلس الوطني فهو يبحث عن دور،ودور فقط

 

حتى من يطالب بانتخابات،هو يرجوا  فقط ان يحاول مرة اخرى بدعم من العشيرة والأقربين وبعض السفارات

 

كل مشاكلنا،وقضيتنا وتنابزنا،وتخويننا،انتهت امام مدير مخابرات دولة شقيقة،

لذا دعونا من العواءً ،ومن التصفيق،ومن الصور الكالحة والمكررة،دعونا ،فعشر سنوات ونيف لا تمحى بعناق كاذب،فلا تدعوا الحرص علينا وعلى الوطن،هنيئا لكم الوطن شركة محدودة الضمان.....

 

   هذا هو الواقع،هكذا كان،قبل الانقسام او الانقلاب،هكذا كان بعد الانقسام او الانقلاب،هكذا سيكون بعد المصالحة،

   بعد سنين من التقوقع والبحث عن المصالح،الفردية،وتحول الفصائل الكبيرة والأحزاب الى شركات كبرى يهيمن عليها راس المال،وتحول الفصائل الصغرى الى خدم لهذا الفصيل او ذاك،او للتسول من المنظمات الغير حكومية،والنضال بأعلى الصوت على صفحات التواصل،والتشدق بعدد الاصدقاء،نبقى بانتظار أعور الدجال الحقيقي،فهم كثر،وبانتظار ان يرث الله من عليها،وما ذلك على الله ببعيد،او بان نقوم بعمل صورة طبقية جماعية لهذا الشعب لنعرف ماذا أصابنا...