• 14 كانون أول 2017
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم : خالد الزبيدي

 

خروج الادارة الاميركية من موقع الراعي لعملية السلام الى الانحياز للكيان الصهيوني بقرار مشؤوم اتخذه ترمب بنقل السفارة الامريكية الى القدس واعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، هذا القرار رد عليه الفلسطينيون بالدم والاحتجاج المفتوح الذي يتحول تدريجيا الى انتفاضة شعبية، ورد الاردنيون والعرب على القرار باحتجاجات عارمة اكدت ان القدس بمقدساتها الاسلامية والمسيحية هي فلسطينية عربية، وان ماراثون الصراع العربي الصهيوني قد عاد الى الواجهة مجددا، وان مسألة السلام قد دفنها نتنياهو وترمب حيث تم التجاوز على 26 عاما من الجهود لاخراج المنطقة من صراع عميق.

الانتصار للقدس يبدأ سياسيا بوقف كافة اشكال التطبيع مع العدو الذي يعربد معتقدا ان حالة الوهن العربي لاسيما منذ سبع سنوات قد مهدت الطريق لاتخاذ قرارات هوجاء في مقدمتها محاولة الاستيلاء على مسرى النبي، والشروع في ما سوق له بقبول الكيان الصهيوني عربيا والتجاوز على حقوق العرب في عقر دارهم. واقتصاديا ورسميا وشعبيا ان مقاطعة كافة اشكال التعامل والتعاون الاقتصادي مع الكيان الصهيوني اصبح محرما وطنيا على الجميع، لذلك اذا لم تقم السلطات المعنية بوقف التعاون الاقتصادي فإن الاردنيين قادرون على ذلك برمي منتجاتهم في مكبات النفايات، وعلى من يستورد هذه السلع ان يتحمل المسؤولية الوطنية والمادية والادبية.

اما امريكا ترمب فإن الموقف الشعبي المُشرف يتطلب موقفا رسميا مماثلا بوقف الاستجداء السياسي والاقتصادي من البيت الابيض، فان الاردنيين يقبلون التحدي والاستجابة لاي قرار رسمي بوقف تلقي الاعانات من واشنطن المثقلة بالشروط، فحياة الاردنيين اجمل واكثر سعادة مع كرامة حقيقية بمعزل عن الخبز الامريكي، فالاردن الذي انتصر في اضعف حالاته في معركة الكرامة 21/3/1968 قادر اليوم على الانتصار وهو في ظل ظروف افضل الف مرة من ذلك العام.

ان المواقف السياسية والاقتصادية الفلسطينية والاردنية والعربية يجب ان تترجم باتخاذ قرارات مهمة ..فلسطينيا بوقف كافة اشكال التعاون مع العدو تمهيدا للتجميد وصولا الى الغاء اتفاقية اوسلو، واردنيا وانطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية، وتجسيدا للمواقف السياسية التي تعتبر من الثوابت الاردنية ..حل الدولتين والقدس عاصمة لدولة فلسطين، فإن الحاجة تستدعي وقف التبادل الدبلوماسي مع الكيان الصهيوني، ولاحقا تجميد اتفاقيات وادي عربة.. عربيا وضمن تعاون وتنسيق لاتخاذ قرارات بشأن مستقبل العلاقات مع واشنطن ترامب، فالعلاقات الاقتصادية العربية الامريكية لاتقل اهمية عن العلاقات الامريكية مع تل ابيب..العرب اينما يضعون انفسهم يمكن للعالم ان يراهم ويتفاعل معهم، فالدول المناهضة لامريكا والكيان الصهيوني كثيرة وقوية ويمكن ردع المنفلت من عقاله في البيت الابيض. 

عن الدستور