• 21 نيسان 2018
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : عزام توفيق ابو السعود

 

لم يُثر فيَّ موضوع اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني القادم أي نهم للكتابة ، واعتقد أنني مثلي مثل غالبية الناس في الضفة والقطاع، ليس لدينا اكتراث، سواء عقد هذا الاجتماع أم لم يعقد، والشارع الفلسطيني وصل الى وضع من عدم المبالاة لما يجري في كواليس السياسة الداخلية والخارجية، الناس منشغلون أصلا بلقمة عيشها، وبكيفية سداد قروضها للسكن أو للسيارة، وكيف يمكن أن يعيشوا بقية شهرهم بما تبقى لديهم من دخل.. وربما أن عدم الاكتراث لدى المواطن يأتي من اليأس.. اليأس من كل شيء، وعدم الايمان بجدوى أي شيء!!!

أحد الأصدقاء المقدسيين، حين تلقى دعوة لحضور جلسة المجلس الوطني، رأى أن يستشير بعضا من اصدقائه ، هل يحضر الإجتماع أم لا يحضر؟ وأتعسني الحظ أن أكون أحد من توجه اليهم بالإستشارة، وهو يريد ردا سريعا، لأنه ورد في الدعوة، منحه مهلة أربعة ايام ليؤكد مشاركته أو يعتذر!!؟ وفي نفس الوقت تم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، نشر رسالة موجهة من ثلاث شحصيات فلسطينية لرئيس المجلس الوطني يعتذرون فيها عن المشاركة، مضمنين الرسالة تحفظاتهم على إنعقاد المجلس والأسباب التي دفعتهم الى عدم تلبية الدعوة ، وهي اسباب جدية تستحق الاهتمام والتدقيق والتمعن.... ولكن ما لفت انتباهي أكثر في الأيام السابقة، هو سيل التهاني والتبريكات التي تم تبادلها عبر الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الإجتماعي ، لعدد من الأشخاص الذين تمت دعوتهم لحضور جلسة المجلس الوطني، وكأن دعوة هؤلاء تستحق التهنئة على اعتبار أن اختياره عضوا في المجلس الوطني هو وظيفة جديدة وتكريم جدير بالتهنئة !!!

أجد نفسي مساقا بشكل اتوماتيكي، وبدون رغبة ذاتية للكتابة في موضوع جلسة المجلس الوطني .. خصوصا وأنني قمت باستطلاع بسيط للرأي عصر أمس عبر الحديث الشخصي مع عدد من الناس ، في الشارع مباشرة، لسؤالهم عن اهمية عقد المجلس الوطني ، وأصدقكم القول، بأنني تلقيت من الناس بعض الإجابات التي تستحق التدوين على سؤال محدد هو ما رايك باجتماع المجلس الوطني القادم؟ : 

  • لا أعرف 
  • شو هو المجلس الوطني، وشو بده يعمللنا، راح يلغي قرار ترامب؟ 
  • شو بنستفيد من الاجتماعات ؟ في زيادة معاشات؟
  • كلام فاضي: هل قرأت جدول أعمال الإجتماع؟
  • فكرك راح يلتزموا بالمصالحة؟  يعني.. راح يطعمونا في اجتماعهم سمك غزة والا أهل غزة؟!

هذه بعض من ردود الشارع، سمعتها، ولا تحتاج الى تفسير أو تقييم .. فالأمور واضحة تماما للناس! علما بأن من سألتهم كانوا من جيل الشباب .. أمل المستقبل!!

لست أدري فعلا ما هي أهمية أو لزوم عقد اجتماع للمجلس الوطني في ظل مقاطعة حماس والجبهة الشعبية والجهاد، وكثير من المستقلين؟  ثم كيف سيتم احتساب النصاب؟ وما هو عدد أعضاء المجلس؟ ومن يمثلون؟ وكيف يتم اختيارهم؟ وكيف تتم تعبئة الشواغر بدلا من الأعضاء الذين انتقلوا الى رحمة الله: هل تتم بالتعيين؟ ومن الذي يعينهم أو يختارهم؟ وعلى أي اساس ؟.. جميع هذه الأسئلة لا أجوبة واضحة لها، وإن كان لها أجوبة فهي غير متفق عليها؟ فكيف سينعقد اجتماع لمجلس وطني هو أعلى سلطة مرجعية لمنظمة التحرير في ظل غياب أو تغييب لممثلي كثير من الفصائل الرئيسية؟ أو في ظل اعتراض واضح من عدد من القانونيين ممن يعتبروا مستقلين؟ ثم أصلا نحن ليس لدينا تعريف واضح لمن هم المستقلون؟

أن عقد اجتماع للمجلس الوطني يجب أن يسبقه توافق على الزمان والمكان وجدول الإعمال، ونحن لا نرى أي توافق، أو حتى نوايا للتوافق؟ 

لم يتم التحضير جيدا، أو حتى بصورة مقبولة لعقد الإجتماع، ولهذا فأنا أعتقد أن تأجيل الإجتماع هو الأنسب هذه الأيام .. حتى لا نكون نحن من يتلاعب بمؤسساتنا الدستورية والنضالية والشعبية والتمثيلية ... ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!