• 12 آب 2018
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم : جاك يوسف خزمو

 

 

عندما يشاهد أي مرء، اذا كان انساناً حقيقياً، مناظر المجازر التي تقع في اليمن نتيجة غارات طائرات التحالف السعودي على مناطق سكنية منها أسواق ومنازل وقاعات، يتساءل : لماذا لا تقوم القائمة ضد هذه الغارات؟ ولماذا لا يدان التحالف السعودي على هذه المجازر الوحشية؟ هل فقد العالم، وبخاصة قادة بعض الدول ،انسانيتهم وأصبحوا لا يكترثون بالوضع الانساني المؤلم المحزن في اليمن!

وعندما تغير طائرات التحالف الأميركي على مناطق مدنية في شمال سورية بحجة مكافحة تنظيم داعش الموالي لها، ويسقط عدد كبير من الشهداء، أطفال ونساء وشيوخ، فان العالم يتفرج ولا يقول أي شيء لهذا التحالف الأميركي رغم اعترافه بأن طائراته ارتكبت خطأ في قصف هذه المنطقة او تلك.

أما اذا أغارت الطائرات الحربية السورية والروسية على معاقل تنظيم داعش في مناطق عدة من سورية، فان العالم يقوم ولا يقعد، ويعتبر ما تقوم به هذه الطائرات بأنه قتل وتدمير وارتكاب مجازر، علماً بأن القيام بهذه الغارات جاء للدفاع عن الشعب السوري، ودفاعاً عن سيادة الوطن، وكفاحاً حقيقياً ضد الارهاب والارهابيين الذين يعيثون في المناطق التي يتواجدون فيها فساداً ودماراً ورعباً.

انه عالم غريب عجيب، وقادة معظم وسائل الاعلام هم أيضاً عميان ومرتزقة لمن يشغلهم ويوفر لهم الراتب الأكبر، وان كان ذلك على حساب مآسي الأخرين، فيتغاضون عن الحقيقة، رغم علمهم اليقين بها، ولكنهم باعوا انفسهم وانسانيتهم ومشاعرهم وضمائرهم حتى لا يخسروا مناصبهم ورواتبهم الباهظة. وهؤلاء الاعلاميون عبيد لأصحاب وسائل الاعلام المضللة والخادعة، وعبيد للحكام او السيد في تلك الدولة التي تمول وتدعم وسيلة الاعلام.

كم من اعلامي في دول الغرب قالوا ما تعبّر عنه ضمائرهم، وضحّوا بمناصبهم ووظائفهم دفاعاً عن الانسانية ومكافحة للظلم. وكم من اعلامي عربي تركوا اكثر من وسيلة اعلامية مضللة واتجهوا للعمل نحو وسائل وطنية حتى ولو براتب وامتيازات أقل..

ان المطلوب من قادة العالم كله أن يدركوا ان دعم الظلم والحقد والكراهية والقتل هو دعم للفوضى وعدم الاستقرار، ودعم لنيران مدمرة ستطالهم في المستقبل!

المطلوب الوقوف ضد المجازر التي ترتكب في اليمن.. والمطلوب العمل على وقف نزيف الدم العربي، من خلال وقف الانصياع لأوامر سيد البيت الأبيض أو لجهات أخرى خبيثة وحاقدة على الانسانية ، وعلى ما هو عروبي وشريف. والمطلوب أن يتحلى الاعلاميون قبل غيرهم بالأمانة والشفافية والأخلاق الانسانية الرفيعة، وأن يقولوا كلمة الحق دون خوف أو رعب، وعلى أبناء الامة الصامتين على كل ما يجري ان يحركوا مشاعرهم ويوقظوا ضمائرهم، حتى يقفوا وقفة قوية وصلبة ومشرفة ضد الظلم، وضد سفك الدماء العربية الزكية، وضد من هم أعداء الأمة.

لقد حان موعد الانتفاضة على الظلم، ومن يسكت عليه فهو شيطان أخرس خطير.. وكل الامل في أن تصحو "الضمائر"، وتعمل على وقف العدوان على اليمن وعلى كل قطر عربي!