• 15 آب 2019
  • أقلام مقدسية

 

بقلم :الباحث  حازم زكي  البكري

  

هناك مُعتقدات مُرتبطة بالشريعة اليهودية تحول دون شروعهم في إعادة بناء الهيكل , أو على الأصح , تؤخر عملية البناء.

ولكن قبل الخوض في تلك المُعتقدات لا بد من التأكيد انه لا يوجد دليل شرعي او تاريخي , لدى اليهود يُحدد المكان الذي أقيم عليه ,هيكل النبي سُليمان , وإن كل ادعاءاتهم مبنية على ايجاد عامل جذب ديني وروحي لتشجيع هجرة يهود العالم الى فلسطين , وهذه الادعاءات ليست مبنية على حقائق دينية او تاريخية , فلم تك فلسطين خياراً مطروحاً لتكون وطناً لليهود قبل وعد بلفور , وكان هناك اقتراح بأن تكون اوغندا .

 ومن الشواهد والدلائل على عدم صحة الاسطورة اليهودية بأن مكان الهيكل المزعوم هو ساحات المسجد الأقصى المُبارك ,عمليات الحفريات والتنقيب التي بدأت في القدس منذ آواخر العهد العُثماني بواسطة دوائر الآثار الغربية والتي استمرت  بشكل مُكثف بعد إحتلال شرقي مدينة القدس والتي قامت وتقوم بها سلطة آثار الإحتلال والبعثات الجامعية الغربية المُختلفة  , والتي لم تُسفر حتى كتابة هذه السطور عن العثور على أي دليل يؤكد مزاعمهم ,.

حتى أن بعض عُلماء الآثار اليهود رجحوا بأن الهيكل المزعوم تم بناؤه من الخشب , وبعد تدميره تم حرقة ولذا لم يتبقى منه أي أثر يذكر , علماً بأنه ورد وصفاً دقيقاً للهيكل المزعوم بالتلمود المُحرفة, يُفند حجة هؤلاء العلماء الواهية. 

والسؤال الذي يطرحه العديد , لماذا لم يتم بناء الهيكل , للآن , رغم ان الإحتلال على ظن البعض , وصل الى مرحلة من القوة لا تردعه من فعل ما يُريد , ولا يأبه  للرأي العام العالمي او الأسلامي أو العربي.

• فمن الاسباب المُباشرة , التي تحول او تؤخر بناء الهيكل , عدم دعم العلمانيين لفئة المُتدينين الذين يسعون لبناء الهيكل المزعوم , وهم الفئة التي لا تأبه بأن نهايتهم مُرتبطة بإعادة بناء الهيكل.

والمتدينون بحاجة ماسة  لأصوات العلمانيين في الكنيست عند تقديم المشروع , وهذا ما لن يحصلوا عليه في الظروف الراهنة , فللعلمانيين حساباتهم الخاصة , ورؤيتهم المحلية والدولية ورغبتهم في توطيد العلاقات مع حكومات الدول الإسلامية والعربية  , وعدم إثارة الرأي العام العالمي ضد دولتهم , او اتهامهم بالعنصرية الدينية , وإنتهاك المُقدسات , والاعتداء على حُرية الاديان , وهم يعلمون تماماً ان الظروف غير مواتية الآن للإقدام على مثل هذه الخطوة . التي قد تخلق خلايا مُعادية لدولتهم في جميع أنحاء العالم.

وقد تأكد للعلمانيين , صحة وجهة نظرهم وموقفهم أكثر بعد المعركة التي خاضها المقدسيين ضد البوابات الالكترونية ومعركة منع المستوطنين من إقتحام المسجد الأقصى المُبارك في أول ايام عيد الأضحى .

• ورغم ذلك فهناك مُعتقدات دينية تؤخر , اقامة الهيكل المزعوم , يتمسك بها المُتدينون العارفين بالنصوص الدينية  وإن بناء الهيكل هو بداية النهاية المحتومة دينياً .

• ومن معتقداتهم أيضاً , بأن الهيكل سيكون من صُنع الله , وأنه سينزل من السماء بكامل تجهيزاته , كما كان في عهد النبي سُليمان , فهم بإنتظار , نزوله من السماء الى قُدس الأقداس حسب إعتقادهم .

ولهم في ذلك قول مأثور : «إلهنا متع أبصارنا بهيكلنا، الذي في السماء، وأسعدنا، بالمشاركة في إصلاحاته».

 

• وهؤلاء المُتدينين يحرمون الدخول الى ساحات المسجد الأقصى المُبارك , لانهم لا يعرفون مكان قُدس الاقداس , والمرور عليه سوف ينجسه , ولذا كل من يخالف هذا التحريم سوف ينال عقابه من السماء .

• وحسب المُعتقدات اليهودية , لا بد لليهودي قبل دخول ساحات المسجد الاقصى المُبارك ان يتطهر من نجاسته , وهذا التطهير لا يحدث الا بالإستحمام ببركة ماء منثور بها رماد البقرة الحمراء , التي يبحثون عنها منذ عقود , ضمن طقوس مُعقدة (انظر تفاصيلها حسب سفر العدد اصحاح 19 نهاية المقالة .

هذه بعض الاسباب والمُعتقدات لدى اليهود التي تؤخر عملية بناء الهيكل المزعوم , ولكن لا يمكن توقع تصرفات الإحتلال ,والركون على هذه الاسباب والانتظار لأن تتحقق  , فقد اعتدنا من الاحتلال انه يتجاوز كل الاسباب والاعراف السياسية او الدينية , من اجل تحقيق مكاسب على الارض وخاصة قبل الانتخابات.

 

الهوامش:

سفر العدد : اصحاح 19 : 1 وكلم الرب موسى وهرون قائلا 2 هذه فريضة الشريعة التي امر بها الرب قائلا.كلم بني اسرائيل ان ياخذوا اليك بقرة حمراء صحيحة لا عيب فيها ولم يعل عليها نير 3 فتعطونها لالعازار الكاهن فتخرج الى خارج المحلة وتذبح قدامه. 4 وياخذ العازار الكاهن من دمها باصبعه وينضح من دمها الى جهة وجه خيمة الاجتماع سبع مرات. 5 وتحرق البقرة امام عينيه.يحرق جلدها ولحمها ودمها مع فرثها. 6 وياخذ الكاهن خشب ارز وزوفا وقرمزا ويطرحهن في وسط حريق البقرة. 7 ثم يغسل الكاهن ثيابه ويرحض جسده بماء وبعد ذلك يدخل المحلة ويكون الكاهن نجسا الى المساء. 8 والذي احرقها يغسل ثيابه بماء ويرحض جسده بماء ويكون نجسا الى المساء. 9 ويجمع رجل طاهر رماد البقرة ويضعه خارج المحلة في مكان طاهر فتكون لجماعة بني اسرائيل في حفظ ماء نجاسة.انها ذبيحة خطية. 10 والذي جمع رماد البقرة يغسل ثيابه ويكون نجسا الى المساء.فتكون لبني اسرائيل وللغريب النازل في وسطهم فريضة دهرية 11 من مس ميتا ميتة انسان ما يكون نجسا سبعة ايام. 12 يتطهر به في اليوم الثالث وفي اليوم السابع يكون طاهرا.وان لم يتطهر في اليوم الثالث ففي اليوم السابع لا يكون طاهرا. 13 كل من مس ميتا ميتة انسان قد مات ولم يتطهر ينجس مسكن الرب.فتقطع تلك النفس من اسرائيل.لان ماء النجاسة لم يرش عليها تكون نجسة.نجاستها لم تزل فيها 14 هذه هي الشريعة.اذا مات انسان في خيمة كل من دخل الخيمة وكل من كان في الخيمة يكون نجسا سبعة ايام. 15 وكل اناء مفتوح ليس عليه سداد بعصابة فانه نجس. 16 وكل من مس على وجه الصحراء قتيلا بالسيف او ميتا او عظم انسان او قبرا يكون نجسا سبعة ايام. 17 فياخذون للنجس من غبار حريق ذبيحة الخطية ويجعل عليه ماء حيا في اناء. 18 وياخذ رجل طاهر زوفا ويغمسها في الماء وينضحه على الخيمة وعلى جميع الامتعة وعلى الانفس الذين كانوا هناك وعلى الذي مس العظم او القتيل او الميت او القبر. 19 ينضح الطاهر على النجس في اليوم الثالث واليوم السابع.ويطهره في اليوم السابع فيغسل ثيابه ويرحض بماء فيكون طاهرا في المساء. 20 واما الانسان الذي يتنجس ولا يتطهر فتباد تلك النفس من بين الجماعة لانه نجس مقدس الرب.ماء النجاسة لم يرش عليه.انه نجس. 21 فتكون لهم فريضة دهرية.والذي رش ماء النجاسة يغسل ثيابه والذي مس ماء النجاسة يكون نجسا الى المساء. 22 وكل ما مسه النجس يتنجس والنفس التي تمس تكون نجسة الى المساء

--