• 21 آيار 2020
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : خالد الزبيدي

 

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن منظمة التحرير الفلسطينية التي وقعت على اتفاق سلام مؤقت مع إسرائيل عام 1993 في حل من هذا الاتفاق ردا على إعلان إسرائيل مخططات لضم أراض من الضفة الغربية..هذا التصريح ربما الاقوى فلسطينيا منذ العام 1993، الا انه لا يقدم ولا يؤخر كثيرا إذا لم يُتبع بإجراءات ميدانية سياسيا واقتصاديا وعسكريا خصوصا وان الرئيس عباس اسقط سابقا خيار التصادم العسكري مع الكيان الصهيوني .

هناك مجموعة من الاسئلة تطرح ..ما هو وضع المسؤولية لإدارة شؤون الأراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني؟، ما مصير السلاح الفلسطيني وابجديات التنسيق الامني الذي اعتمد عليه الصهاينة ربع قرن واكثر؟، وما هي سياسة الرد الفلسطيني ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية؟، وهل سيعاد الإعتبار الى السلاح الفلسطيني الذي كان ولازال هو الحل الامثل؟، فالتعامل مع الكيان الصهيوني تحت مظلة دولية تحول الى مظلة امريكية منحازة للعدو واصبح التعامل الفلسطيني والعربي مع شرذمة تمتهن التدمير والارهاب وهي دولة شر في المنطقة والعالم..تنفذ عمليات إرهابية بالجملة والتجزئة فالتاريخ يؤكد ذلك لاي مراقب وباحث.

الكيان الصهيوني قد يعيد النظر بما اقدم عليه إذا اتقن الفلسطينيون التعامل مع اليمين المتطرف الذي يستند الى الإدارة الامريكية، فالخطوة الاولى ..بناء قاسم فلسطيني مشترك في التعامل مع العدو والتراجع عن سياسة ..(قدم على الارض والاخرى في الركاب) فقد أثبتت انها سياسة فاشلة ألحقت بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية خسائر كبيرة، وادى تراكمها الى الاوضاع المزرية سياسيا وامنيا واقتصاديا وربما حتى اجتماعيا على امتداد الامة العربية.

ان الازمة الفلسطينية سياسيا بدءا من الانقسام وتعطيل الديمقراطية وتردي الاوضاع الإقتصادية والمعيشية وصولا الى فيروس كورونا المستجد / كوفيد 19، كلها ترتب تحديات كبيرة امام الفلسطينيين، الا ان على الجانب الاخر مشاكل وتحديات اكثر تعقيدا، لذلك فالتصادم الفلسطيني الصهيوني سيكون مكلفا للجانبين، وان التسلح الصهيوني لن يكون العامل الحاسم في هذا الصراع، وخلال اكثر من 72 عاما ربح الكيان الصهيوني غالبية الحروب مع نظم عربية لكنه لم يستطع فرض شروطه، وربما لو استمر الصراع بدون اتفاقيات السلام منذ العام 1979، 1993، 1994، لكانت نتيجة الصراع مختلفة تماما.

القضية الفلسطينية هي ليست محلية تخص ستة ملايين نسمة في الضفة الغربية وغزة وخلف الخط الاخضر، فهناك عدد اكبر من ذلك في دول الشتات لهم حقوق وطنية وآمال، وقضية دينية المسجد الاقصى مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام فهي قضية عربية اسلامية، وكنيسة ميلاد السيد المسيح عليه السلام فهي قضية عربية مسيحية عالمية..لذلك في نهاية المطاف الخاسر الاكبر سيكون الكيان الصهيوني وهيكلهم المزعوم..العودة الى المربع الاول في الصراع هو الاجدى والافضل.