• 27 تشرين أول 2020
  • أقلام مقدسية

 

هموم...

 

 

بقلم : ماهر العلمي


تصعد إسرائيل استيطانها، وتهويدها لأرضنا عامة وقدسنا خاصة، وتنفذ كل ما يحلو لها، بينما نواصل تحركاتنا الدبلوماسية، وتوسلاتنا وتسولاتنا ، للمجتمع الدولي، المصاب بالطرش والعمى، أمام ما يجري في ما تبقى من فلسطين الباكية والمبكية. !.
بينما تنشط حكومة اليمين المتطرف، برئاسة المضلل العالمي، المرشح لجائزة الأوسكار في التمثيل، الفنان الاستيطاني، بنيامين نتنياهو، ففي كل يوم يقترح أحد أعضائها، قانوناً جديداً، يعزز صورتها العنصرية، ويؤكد استهتارها بكافة القوانين والمبادىء والأعراف وكل ما يمت بصلة للقيم الإنسانية...!
أما نحن فنثبت للقاصي والداني، إرادة قوية، وتصميماً فولاذياً على إقامة دولة مستقلة فلسطينية، على حدود ١٩٦٧، عاصمتها قدسنا العربية، ونكرر حل الدولتين، الضمان الوحيد لإحلال السلام والعدالة والإستقرار في المنطقة والعالم بأسره، تنعم به البشرية!.
ونتجاهل أنه لم يتبق لنا ما ننشىء عليه دولة الأحلام الوردية، فالمستوطنات تنتشر بسرعة برقية، والمستوطنون يتزايدون، وطوفانهم يجتاح ما يعتبرونه، أرضا يهودية محررة في حرب حزيران الهزلية...!
وهكذا تتكرر المأساة في ما تبقى من فلسطين العربية، وتتآكل الضفة الغربية المحتلة، وتتوالى دورات الجمعية العمومية، واللجوء إلى مجلس الأمن، وسائر المحافل الدولية، وتتصاعد صرخاتنا، وتتعالى استغاثاتنا، وتتكاثر استنكاراتنا، وتتعاظم تحذيراتنا، وتتواصل تحركاتنا الدبلوماسية، ونتجاهل ان حصادنا مجرد عطف، وشفقة، وقليل من الإحسان والصدقات والمساعدات الانسانية وان العالم لا يحترم الا الأقوياء ذوي العضلات العسكرية..!
يلتهمون أرضنا.. ونغرق في النزاعات والخصومات، والمهاترات، وتبادل الإتهامات بالرجعية، والخيانة القومية..! بينما ينهمكون في التفكير بكيفية إخلائنا من القدس والضفة الغربية!!
يقضون على مستقبل أجيالنا... ونواصل مسيرة تدليع كروشنا، وتكبيرها لتناسب أوسمتنا تقديراً لبطولاتنا في الولائم المنسفية..!
ينكرون حقنا وتاريخنا وتراثنا، وحضارتنا، ونستورد فرق الرقص الأجنبية...!
يشغلون عمالنا في البناء، فيقيمون المستوطنات، ولا نفكر بمشاريع وخلق فرص عمل، وتقليص جيش المتعطلين عن العمل، ونكتفي بالتنديد والإستنكار للاستيطان، بإعتباره عقبة أمام أوهام السلام...!
نبعث بكبار موظفينا ومسؤولينا إلى مختلف أنحاء العالم، لحضور الندوات والمؤتمرات ونمنحهم علاوات سفر، وكان الله في عونهم، إذ نرهقهم بسياحاتهم ونزهاتهم من أجل الوطن والقضية..! بينما ينشط «موسادهم»، في تجنيد العملاء لتعزيز نشاطاته التجسسية، وادخال أحدث الأجهزة والوسائل التقنية..!
نواصل الحفاظ على بقائنا سوقاً استهلاكية غبية، لمنتجاتهم، ورغم الإعلان عن مقاطعتها، تجد أمام المؤتمرين والمتحاورين والمشاركين «الضفاويين» مشروبات إسرائيلية...!
نجهد، ونصر ونصمم ونؤكد عزمنا على مقاضاة إسرائيل، أمام محكمة الجنايات الدولية، ولا نرى إجراءات فعلية، بل مجرد حركات إستعراضية، بينما يواصلون إنتهاكاتهم، واعتداءاتهم، ونشاطاتهم الإستيطانية...! وكأنهم يقولون لنا، لا تغرقوا في أوهامكم السرابية...!
نعطي إسرائيل الفرصة للتهرب من إستحقاقات السلام، بإنقسامنا وتشرذمنا، وتفتتنا، وتكسرنا، وتبعثرنا، وتحولنا إلى شظايا، بينما يواصلون تضليلهم للعالم، بأنهم دعاة سلام، ومن يعرقله الشظايا الفلسطينية...!
نحرص على إحياء ذكرى كل نكبة، وكارثة، ومصيبة، حلت على رؤوسنا، ولا نتعظ، ولا يهمنا سوى إقامة المهرجانات الاحتفالية، وإطلاق العبارات النارية، وإعلان الحروب الدونكشتية.
... بينما يخططون لإلهائنا واغراقنا بأحداث جديدة كارثية ومأساوية تضاف إلى مسلسل الأهوال الكارثية...!
ونقول...الوحدة الوطنية ولا للانقسام «البغيض» وتتسارع الخطوات نحو الفصل السياسي والاقتصادي بين الضفة الغربية وغزة المحاصرة الأبية، ما يكسر جناحي ما تبقى من الوطن، ليصبح عاجزاً عن التحليق في سماء الحرية.
نستنكر بشدة، وبأقسى العبارات، اقتحامات المتطرفين الاسرائيليين للمسجد الاقصى، ونعلن اعدادهم المتزايدة ويقاومهم المرابطون والمرابطات في رحابه بترديد الله أكبر ..الله أكبر...بينما يواصلون فرض إجراءات هيمنتهم، وتقسيماته الزمانية، واعتباره «جبل البيت» مستهترين، متجاهلين مشاعر كافة المسلمين، مستغلين عجزهم وتقاعسهم...!
ويفاجأ المحتلون ويصدمون بالضغط الشعبي الذي ينطلق من بيت المقدس نصرة للأقصى ودفاعا عنه فور الاعتداء عليه، ليبرهن للعالم بأسره مدى صلابة الارادة الفلسطينية.
نتحدث عن دولة قانون ومؤسسات، ولدينا هيئة مكافحة فساد، ولم نشهد وضع أي متورط، وراء القضبان، حتى الآن، بينما دخل عندهم رؤساء وزراء ومسؤولون كبار وقادة أركان السجن على ما أدينوا من اتهامات ولم يشفع لهم نفوذهم، ولا أحزابهم، فقضوا العقوبات، فلماذا لا نغار منهم، ونحسدهم، ونحذوا حذوهم يا حضرات..؟! ولماذا ما يزال الفاسدون يسرحون ويمرحون ويشعرون بالأمان...؟!
نعلق كل أسباب فشلنا في مختلف الميادين، على شماعة المحتلين، متناسين فوضانا، وظلمنا لبعضنا البعض، والتآمر المستفحل بين «الأشقاء» و«الزملاء»، و«الاصدقاء»، والغيرة المدمرة، والحسد، والحقد، والعشوائية في حياتنا وتعاملاتنا، وارتجالاتنا، وتخبطاتنا.
نشكو سرقة المحتل لأراضينا، وننسى حرماننا النساء من حقوقهن الارثية، التي منحها سبحانه وتعالى لهن...!