• 11 حزيران 2012
  • مقدسيات
لقدس – شذى حماد
موسيقى تصدح في أنحاء القدس، تحطم سكينتها، خافية خلفها آذان الأقصى ورنين أجراس القيامة، وأضواء مختلفة أشكالها،  تشوه حجارة المدينة،  وتخل بتوازنها وتناسقها، ما يشتت لمعان قبة الصخرة الذهبية وقباب الكنيسة الجثمانية.
إنها فعاليات مهرجان "أنوار القدس" التهويدي الذي تقيمه بلدية الاحتلال في المدينة  تسعة أيام، وللسنة الرابعة على التوالي، لجذب أنظار السياح ممن تعج بهم المدينة مع بدء فصل الصيف.
ويتميز المهرجان التهويدي  حسب ما أورده موقع "أضواء في القدس" الإسرائيلي، باستخدام الضوء لعكس صور فنية ودرامية على معالم البلدة القديمة المعمارية، وإحياء حفلات فنية بحضور عشرات الفنانين الإسرائيليين والعالمين.
مهرجان سياسي
وقال مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي لـ هنا القدس، "تحاول بلدية الاحتلال في القدس فرض سيطرتها على الأرض بواقع قوتها الأمنية والاقتصادية وكافة الوسائل المتاحة، فمهرجان "أنوار القدس" يهود المدينة بتزيين بلدتها القديمة بالأضواء،  ووضع لمسات يهودية عليها"، مؤكدا أن بلدية الاحتلال اختارت أبواب العامود، الخليل، والمغاربة بشكل مقصود لتنظيم بعض فعاليات المهرجان.
وأكد الرويضي أن الاحتلال يكثف محاولاته تهويد شرق المدينة منذ أن احتلها عام 76،  "إجراءات وممارسات الاحتلال لن تلغي الهوية الإسلامية والمسيحية في كل ركن من أركان المدينة المقدسة"، معربا عن أسفه على ضعف التغطية الإعلامية لنشاطات وفعاليات المقدسيين اليومية في مدينتهم، ومشيرا إلى أن التركيز على نشاطات المؤسسات المقدسية يدعم المدينة ويعزز صمود سكانها، فهذه المؤسسات تعتبر واجهة للقدس".
المهرجان بعيون مقدسية
أدان المقدسيون مهرجان "أنوار القدس"، واعتبروه تهويدا يهدف إلى طمس الثقافة الدينية والتاريخية للمدينة وتزوير هويتها. قالت الصحفية ديما دعنا،" يحاول الاحتلال تثبيت وجوده في القدس وإثبات أحقيته فيها من خلال المهرجان، لمحو الوجود المقدسي الفلسطيني مكانا ووجودا  وتراث وثقافة".
وأشارت دعنا إلى أن وتيرة النشاطات المقدسية في المدينة ازدادت مقارنة بالماضي، لكنها مقتصرة على الندوات والمحاضرات والاحتفالات والمهرجانات البسيطة، ما يوجد فارقا مع حجم النشاطات الاحتلالية،  وخصوصا أن لا مضايقات تعيق إتمامها، على عكس ما تواجهه المؤسسات المقدسية".
من جهته، أوضح المهندس الميكانيكي ياسين صبيح، "أن المهرجان بتنظيم وزارة السياحة الإسرائيلية وبلدية الاحتلال، وبرعاية وسائل إعلام وشركات إسرائيلية، لتسليط الضوء على شرق القدس كونه حسب ادعاء الاحتلال، جزء من عاصمة "إسرائيل" ".
وبين صبيح أن بلدية الاحتلال عرضت نشاطات في (28 موقعا)، منها رسوم متحركة عند باب العامود، وعروض موسيقية عند باب الخليل، وأفلام عند مغارة سليمان ، ووزعت نشرات بأسماء عبرية لمواقع المدينة.
صوّر ع الماشي توثق المهرجان
وبينت مسؤولة مجموعة صوّر ع الماشي صابرين طه، أن المجموعة نظمت جولة استثنائية لتوثيق المهرجان التهويدي، معربة عن أسفها لتواجد مقدسيين فيه، مشيرة إلى أهمية التوعية الشبابية،  والتحذير من خطورة  مهرجانات كهذه.
وكشف فيديو للمجموعة نشرته على موقع اليوتيوب الالكتروني أن الاحتلال سلط أضواء المهرجان  على الأشكال والزخارف الإسلامية في القدس، كوسيلة لإقناع السياح واليهود على أن "إسرائيل" تسعى للسلام باستخدام كل الأساليب، كإقامة قبة ضوئية كبيرة بالقرب من مقبرة "مأمن الله".
نتنياهو يروج دوليا ليهودية المدينة

وبالتزامن مع تنظيم "أنوار القدس"، لم يتوانَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالترويج ليهودية المدينة المقدسة بانضمامه للبرنامج السياحي الشهير" The Royal Tour"  الذي يقدمه الصحفي  بيتر غرينبيرغ على شبكة "PBS" الأمريكية ، ويشاهده نحو (300 مليون شخص).
وسيبدأ نتنياهو بتصوير البرنامج بزيارة رأس الناقورة، وقلعة متسادا ، والبلدة القديمة في القدس، ومعهد التخنيون (معهد الدراسات العلمية في حيفا) من أجل عرض تطورات تكنولوجية ابتكرها علماء إسرائيليون، مثل قرص الكاميرا والنانو- توراة والحية الآلية.
وتتوقع وزارة السياحة "الإسرائيلية" أن ( 200 ألف سائح ) سيزورون "إسرائيل" في أعقاب بث البرنامج، ما يدخل حوالي مليار شيكل و (250 مليون دولار) إلى خزينة دولة الاحتلال.
فيستمر الاحتلال بتنظيم مهرجانات واحتفالات وترويج إعلامي  كوسائل مقننة لتمرير وتنفيذ مخططات استيطانية وتهويدية لمدينة القدس، متجاهلا عدم انسجامها مع لوحة المدينة المتكاملة والمتناسقة.المهرجانات الإسرائيلية ... وسائل مقننة لتهويد القدس