• 7 تشرين أول 2021
  • مقدسيات

 

  القدس - أخبار البلد- أصدرت محكمة صلح  في القدس قراراً يعتبر صلاة اليهود في المسجد الأقصى "عملاً مشروعاً لا يمكن تجريمه" ما دامت تلك الصلوات صامتة، وقد جاء الحكم الذي أصدرته القاضية اليمينية المتدينة بيلها يهالوم في إطار رفع أمر المنع عن الحاخام الصهيوني أرييه ليبو الذي أدى مع تلاميذه طقوساً جماعية علنية متكررة في المسجد الأقصى المبارك خلال موسم الأعياد التوراتية الأخير، وقد أسقطت القاضية عنه قرار المنع من دخول الأقصى وأمرت شرطة الاحتلال بتمكينه من اقتحامه.

والحاخام أرييه ليبو هو أمين سر مجلس "السنهدرين الجديد" الذي أسسه مجموعة من حاخامات التيار القومي-الديني بقصد إحياء الهيكل المزعوم وإقامته في مكان الأقصى، وإحياء كامل عباداته التوراتية، وكانت له تصريحات في شهر 5-2020 قال فيها إن "فيروس كورونا هو عقوبة إلهية للبشرية لأنها لم تسمح ببناء الهيكل اليهودي"، وكان قد أرسل مع مجموعة من الحاخامين في 10-3-2021 رسالة إلى رئيس وزراء الاحتلال حينئذ بنيامين نتنياهو طالبوه فيها بالسماح بتقديم قربان الفصح في داخل المسجد الأقصى المبارك، وهو الحلم الذي يعمل متطرفو جماعات الهيكل المتطرفة على تحقيقه في كل "عيد فصحٍ" توراتي.

هذا القرار هو أول سابقة قضائية تضفي المشروعية العلنية على صلاة اليهود في الأقصى بموجب محاكم الاحتلال، وهو يعزز توجه حكومة الاحتلال لفرض أداء الطقوس اليهودية في داخل المسجد الأقصى المبارك ضمن أجندة "التأسيس المعنوي للهيكل"، والتي يركز عليها اليمين الصهيوني الحاكم منذ عامين باعتبارها أولويته المركزية في الأقصى.

 من جهته ا كد المهندس عدنان الحسيني رئيس دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية على عدم نزاهة القضاء الاسرائيلي وغير معترف به أمام القانون الدولي والشرعية الدولية التي أقرت في قرارات مختلفة لها الحقوق الفلسطينية الثابتة وغير القابلة للتصرف في القدس الشرقية بما فيها المقدسات الاسلامية والمسيحية ، ويثبت كل مرة انه احد أدوات الاحتلال لشرعنة تهويد المدينة المقدسة ومقدساتها الاسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك . 

واعرب في بيان له وصلت نسخة من لشبكة " أخبار البلد" في معرض تعليقه على القرار  الاسرائيلي معتبرا ذلك بمثابة هذه السابقة القضائية والتي تاتي مع الذكرى ال 21 لمجزة الاقصى في الثامن من تشرين اول عام 1990 والذكرى السادسة لهبة القدس عام 2015 ، محذرا من لهيب سيشعل المنطقة برمتها ، مذكرا بثورة البراق عام 1929 ابان الانتداب البريطاني لفلسطين والتي كان أحد اسبابها صلاة اليهود أمام حائط البراق ، موضحا ان القدس ودرتها المسجد الاقصى مفتاح الحرب والسلام ، وما القرار الاسرائيلي وما سبقه من حملات تحريض مبرمجة على الاوقاف الاسلامية في القدس صاحبة الاختصاص الحصري بادارة المسجد الاقصى ، من قبل الحركات الدينية الصهيونية المتطرفة، وتكثيف اقتحامات المستوطنين والتي بلغت ذروتها الشهر الماضي وغيرها من الانتهاكات الخطيرة لحرمة المقدسات ، الا ناقوس خطر يدق وعدوانا صارخا على الامتين العربية والاسلامية ومؤشر على الشروع بتقسيم المسجد الاقصى على غرار ما جرى في الحرم الابراهيمي الشريف ، والتفافا على الوضع القانوني والاستاتيكو المعمول به في المسجد الاقصى ومؤشر على بدء التنصل من الوصاية الاردنية الهاشمية عليه ، ودليل واضح على عدم رغبة الاحتلال في التوصل الى السلام انما يسعى الى اشعال فتيل حرب ستطال نيرانها الجميع.

ودعا الحسيني العالمين العربي والاسلامي الى التحرك العاجل لانقاذ المسجد الاقصى من المخاطر التي تتهدده مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الكاملة ووقف العدوان الاسرائيلي المستمرعلى شعبنا ومقدساتنا، وتوفير الحماية الدولية لشعب يناضل مدافعا عن حقوقه المشروعة ووجوده في أرضه