• 14 تشرين أول 2021
  • مقدسيات

 

  الحديث الارمني مستمر في القدس 

 

 القدس - أخبار البلد -  في الوقت الذي يستمر في الحديث بالشارع المقدسي عما يجرى في  الحي الارمني وما ينشر هنا وهناك عن صفقات مشبوه وجهود تقوم بها السلطة الفلسطينية في ارمنيا احتجاج على تلك الصفقات ،ومحاولة ايقاف هذا الوضع الذي من شانه ان يؤثر على التركيبة المقدسية برمتها ،  خصصت مجلة كيغارت (. Keghart  والتي تصدر باللغة الارمنية في كندا افتتاحيتها للحديث عن الوضع الحالي في القدس وفي الطائفة الارمنية ، ونحن في اخبار البلد نقوم بنشر الافتتاحية مترجمة للعربية ايمانا منا بضرورة ان يعرف القارئ المقدس كل ما ينشر بخصوص مدينته ومن يعيش فيها  واليكم الافتتاحية : 

"إن أحد الاختلافات الأشد تفاوتًا بين القط والكذبة هو أن القط لديه تسعة أرواح فقط".

عقب كشف موقع Keghart.org عن الأحداث غير القانونية التي جرت في البطريركية الأرمنية في القدس، أصدرت الأخيرة بيانًا في السادس من أيلول تدافع فيه عن ممارساتها الخاطئة. وربما بعد أن استنتجت البطريركية الأرمنية بأن البيان فشل في التأثير على الجمهور، قامت باستدعاء الرجل الثاني في البطريركية الأب باريت يريتسيان للشروع في محاولة ثانية. وبالتالي المقابلة المستفيضة التي أجرتها معه جريدة Armenian Mirror-Spectator في السابع عشر من أيلول.   

ويمكننا القول بأن المقابلة مع الأب يريتسيان عبارة عن مجموعة من المراوغات، والاستطرادات، وخطايا الإغفال والإهمال، والتحايل، والخداع، والكذب، والمكر، والمغالطات، وأسوأ من كل ذلك، وكل هذا لإخفاء الحقيقة. ولكن سوف نسمّي ذلك مجرد تمرين عبثي لا فائدة منه: فقد ظهرت الحقيقة ولا يمكن للحديث الناعم الصادر عن رجل كهنوت (55 عامًا من الرهبنة) أن يضلل الجمهور على الرغم من المقابلة السخيّة التي أصدرتها الجريدة والتي تحتوي على 2,100 كلمة. فهذه المقابلة لن تغيّر قلوب الأرمن أو عقولهم لأنها تفشل في تبرير ممارسات البطريركية.    

يتحدث الأب يريتسيان في مقابلته عن مواضيع عديدة، لكننا سنتطرق فقط إلى أهم النقاط التي أثارها. وفي حين يسلط الجمهور الأرمني، وموقع Keghart.org ووسائل الإعلام الأرمنية الأخرى الضوء على عدم شرعية منح عقد إيجار لمدة 99 عامًا لقطعة الأرض المعروفة باسم Cows’ Garden إلى داني روبنشتاين من أستراليا وإخفاء العقد، فإن 99% من المقابلة تتحدث عن قضايا لم تكن جزءًا من اعتراضاتنا. لقد تجنب الأب يريتسيان الحديث عن أبرز القضايا واستطرد بالحديث عن ممتلكات البطريركية الأرمنية في تل أبيب وجبل الزيتون، وكيف أحالت البطريركية شقيقين إلى المحكمة، وكيف أنها ربحت عدة قضايا في المحاكم. كما أشار الأب يريتسيان إلى مفاهيم هيمنة الامتلاك والإيجار الذي تشمله الحماية، وهاجم أعداءً مجهولين ومتآمرين في المجتمع الأرمني المحلي، وانتقد البطاركة السابقين، وصقل سمعة السيد روبنشتاين، واتهم الأرمن بالسرقة (سرقة ماذا؟)، ولم يتوانى عن مهاجمة الدولة الأرمنية لعدم إرسال أموال للبطريركية، وغير ذلك.     

وقد أشاد الأب يريتسيان بالحكومة الإسرائيلية في تعاملاتها مع البطريركية، ومع ذلك فإننا نعلم أن الحكومة الإسرائيلية صادرت حوالي نصف الأرض التي يقع فيها عين ماء القديس فيلبس قبل عدة سنوات وأقامت عليها مقهًا ومطعمًا دون الحصول على إذن بذلك من البطريركية حسب الأصول. ولا تحصل البطريركية على أي مبلغ من عائدات المقهى أو المطعم. وعندما سمحت بلدية القدس للبطريركية ببناء موقف للسيارات على قطعة الأرض Cows’ Garden، أصرّت البلدية على أن تسمح البطريركية لعلماء الآثار الإسرائيليين بإجراء الحفريات في الموقع. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإسرائيليين الذين يعتدون على الرهبان الأرمن ويبصقون في وجوههم لا يعاقبون إلا بضربة خفيفة على أيديهم.   

فلنعود الآن إلى فحوى مقابلة الأب يريتسيان فصيح اللسان ...

  1. لم يتم السماح للسينودس أو للجمعية العامة لأخوية القديس يعقوب بالتصويت على عقد الإيجار لمدة 99 عامًا على الرغم من أن ذلك حقهما الدستوري. وقد قام كل من البطريرك والأب يريتسيان باغتنام فرصة غياب إثنين من أعضاء السينودس المؤثرين (هما المستشار الأب غوريون بغدساريان، وعميد كلية مانوجيان للاهوت الأب ثيودوروس زكاريان) واجتمعا على عجل مع رئيس الأساقفة سيفان غاريبيان واتفقا معه على الصفقة المشبوهة. إن رئيس الأساقفة غاريبيان رجل طاعن في السّن ويكاد يفقد حاسة السمع ولهذا فإنه يسير مع التيار. وأمّا الأب يريتسان فهو غير مخوّل للتصويت بسبب تضارب المصالح: هو مدير دائرة العقارات في البطريركية ولهذا لا يحق له التصويت في المسائل العقارية. علاوة على ذلك، يتألف السينودس من ثمانية أعضاء، ولذلك ثلاثة أصوات لا تشكل أغلبية. 

قال الأب يريتسان بغباء بهدف التضليل: "لقد كان جميع أعضاء السينودس على علم بالمفاوضات التي جرت بشأن الفندق ... إنها مسألة داخلية لأخويتنا ... يمكن للأخوية أن تتحدث عن ذلك إن أرادت".

يدعي الأب يريتسيان أنه ليس على علم بالفرق بين أن يكون مدركًا ولو بشكل جزئي لما يحدث بعد حصول الحدث وبين السماح له بالتصويت. وإن حديثه عن إمكانية الرهبان في الأخوية التحدث إن أرادوا هو ذروة النفاق لأنه يعلم جيدًا أن الراهب الذي يعارض الصفقة عير القانونية سيتم فصله أو طرده من الأخوية.

لقد كانت إشارة الأب يريتسيان إلى اجتماعات السينودس بشأن العقد مجرد حيلة مخادعة، إذ قال: "لقد عقدنا لقاءً لكن لم يكن عدد الحضور كبيرًا". وكان هذا هو وصفه للإيجاز الذي قدمه لقسم من أعضاء السينودس. وفي محاولة منه لتبرير عدم مشاركة الأخوية والسينودس في عملية اتخاذ القرار، قال الأب يريتسيان أن جائحة الكورونا جعلت عقد مثل هذه اللقاءات مستحيلًا. ومع ذلك، يتناول الرهبان وجباتهم الغذائية معًا في حجرة الطعام ويشاركون في الخدمة الكنسية وهم على ما يبدو محصنين ضد فيروس الكورونا.     

ينبغي أن يلتقي السينودس مرة واحدة في الأسبوع لكن لا يتذكر أعضاء السينودس متى كانت آخر مرة التقوا فيها. وأخيرًا، لا يمكن الموافقة على أي عقد إيجار دون توقيع رئيس الجمعية العامة الأب بارسخ كالاماندريان، لكن لم يُعرض عليه العقد.

لقد تفاخر الأب يريتسيان بنجاحات البطريركية في المحاكم، لكنه لم يذكر أن نصف القضايا تمّ رفعها ضد الأرمن وكانت تلك القضايا تتعلق غالبًا برفع الإيجارات. لجأت البطريركية إلى محاكمة المستأجرين الأرمن الذين رفضوا دفع الإيجارات بعد رفعها من 200 دولار إلى 500 دولار شهريًا، في مدينة تعاني من اقتصاد متدهور.

كما تحدّث الأب يريتسيان عن الأعباء المالية التي تعاني منها البطريركية قائلًا بأن البطريركية تقوم بالإنفاق على مدرستين (مدرسة اللاهوت ومدرسة ثانوية)، ولم يذكر أن البلدية تساهم بمقدار 65% من موازنة المدرسة الثانوية. 

وبعد توقيع الثلاثي (البطريرك مانوغيان، ورئيس الأساقفة غاريبيان، والأب يريتسيان) على العقد سيء السمعة، قام الأب يريتسيان مسرورًا بإحاطة أعضاء السينودس بما حدث.

تمّ نقل الأب يريتسيان الذي كان يعمل كاهنًا للأبرشية في أمريكا الشمالية ثماني مرات في غضون 27 عامًا ضاربًا بذلك رقمًا قياسيًا – من بروفيدنس على بسادينا، ومن أريزونا إلى مونتريال. وعلى عكس الأب يريتسيان الذي سافر كثيرًا من مكان إلى آخر، لا يمكننا المقارنة مع سجل النقل والتجوال للقس زارح زرغريان الذي كان راعيًا لكنيسة الثالوث المقدس في تورنتو لمدة 25 عامًا متتالية.    

لم يُظهر الأب يريتسيان العقد أو الخريطة التي تبيّن المنطقة أو المساحة التي سيشغلها الفندق. وسيقع حمام السباحة في الفندق المقترح على بعد 5 أمتار من المدرسة الأرمنية، وستقوم حفلات الزفاف في الفندق، ومراسم الختان، وحفلات أعياد الميلاد بتوفير المتعة لطلاب اللاهوت حتى وقت متأخر من الليل.

  1. لماذا يرفض كل من البطريرك والأب يريتسيان إظهار العقد؟ بعد رفضه إظهار العقد لإثنين من المنافذ الإعلامية في أمريكا الشمالية التي طلبت الاطلاع على نسخة من العقد، لم يكشف الأب يريتسيان العقد حتى للمتعاطفين مع جريدة Armenian Mirror-Spectator.
  1. كما ورد ذكره في موقع Keghart.org، أصّر البطريرك نورهان على أن البطريركية لن تمنح أبدًا عقد إيجار لمدة 99 عامًا لأي شخص. ومع ذلك، فقد وقّع البطريرك عقد إيجار لمدة 99 عامًا مع رجل أعمال يعيش على بعد 14,120 كيلو مترًا في سيدني. لماذا هذا اللف والدوران؟

قال الأب يريتسيان الذي هو في طليعة هذا المشروع المؤسف: "إذا لم نؤجر العقار لمدة 99 عامًا فلن يهتم المستأجر به". يبالغ الأب يريتسيان كثيرًا. ووفقًا لموقع Investopedia فإن عقد إيجار الأرض (وهذا ما هو مقصود بالصفقة) يعني مدة تتراوح من 50 إلى 99 عامًا. إذن، لماذا وافق البطريرك على الحد الأقصى من المدة على الرغم من إعلانه أنه لن يمنح عقد إيجار لمدة 99 عامًا؟ ولماذا التخلي عن الأرض لأن المستأجر اقترح المدة وأصّر عليها؟ هل هو "بارون العقارات"  الأب يرتسيان الجائر الذي أجبر البطريرك على تغيير رأيه؟ هل يتحكم الأب يريتسيان العدواني والمخيف والذي يعرف كل شيء بالبطريركية؟ يعاني البطريرك البالغ من العمر 73 عامًا من عدة أمراض ونادرًا ما يحضر الخدمات الدينية أو المناسبات المجتمعية. هل هذا الراهب سيء الخلق وحاد الطباع الذي لم يتدرب في مجال التعامل مع العقارات يدير أحد الكنوز الرئيسية للأمة والكنيسة الأرمنية؟

يبدو أن البطريرك والأب يريتسيان يتحولان إلى عميلين مرنين في "مفاوضاتهما" مع الإدارة الإسرائيلية، ويصبحان أميرين إقطاعيين في تعاملهما مع الأخوية والمجتمع. 

[منذ عدة سنوات، يسافر البطريرك نورهان والأب يريتسيان بصورة منتظمة إلى تركيا للتفاوض حول مصير عقارات بطريركية القدس في تركيا، ولا أحد غيرهما يعلم بما يجري. وبالنظر إلى الفضيحة في القدس، يتساءل المرء عن نتيجة "مفاوضاتهما" مع البيروقراطيين الأتراك.]

قال الأب يريتسيان المتعنت والمتطرف، والذي يعاني من عادة تدخين السيجار كبير الحجم وإهانة الآخرين الذين لا يتفقوا معه في الرأي (بما فيهم الصحفيين الذي طالبوه بتقديم نسخة عن عقد الإيجار) أنه لا يحتاج لموافقة الدولة الأرمنية عند التوقيع على عقود تخص الأراضي الأرمنية.

وقد اتهم الأب يريتسيان دولة أرمينيا بعدم تقديم مساعدة مالية للبطريركية، لكنه لم يذكر متى كانت آخر مرة طلبت فيها البطريركية مساعدة مالية من الدولة.

كما لم يذكر الأب يريتسيان بأنه تمّ بناء مدرسة اللاهوت بتبرع سخي من ألكس مانوجيان، في حين تبرّع إدوارد مانوجيان بمبلغ 2 مليون دولار من أجل ترميم المتحف الذي سُمّي باسمه.

ولم يذكر أيضًا بأن مؤسسة جولبنكيان تبرعت بأموال لترميم مكتبة جولبنكيان وأنها ما تزال تسد التكاليف الجارية للمكتبة.

كما لم يذكر المبلغ الذي تبرع به صاموئيل غرابديان بقيمة 300,000 دولار.

ولم يذكر المبلغ الذي تبرع به جارو غاريبيان بقيمة 300,000 دولار.

ولم يذكر المبلغ الذي قدّمته جمهورية أرمينيا البالغ 1,200,000 يورو من أجل ترميم مبنى كنيسة القيامة.

كما تجاهل ذكر مبلغ 650,000 دولار الذي تبرع به أحد سكان لوس أنجلوس قبل ثلاث سنوات.

ولم يذكر مجموع المبالغ التي تبرع بها الحجاج الأرمن.

فلماذا تتبرع دولة أرمينيا لمؤسسة لها تاريخ حديث سيء السمعة عندما يتعلق الأمر بالفساد المالي؟

لماذا تتبرع دولة ارمينيا لمؤسسة قال بطريركها قبل بضع سنوات إن عائدات البطريركية المتحصلة من الإيجارات تكفي لتغطية نفقات البطريركية؟

لماذا تتبرع دولة ارمينيا لمؤسسة لا تخضع للمساءلة ولا تتمتع بالشفافية؟

هل ينبغي على دولة أرمينيا أن تغض الطرف عن مؤسسة توقع صفقة عقارية غير قانونية لمدة 99 عامًا لقطعة أرض استراتيجية وترفض إظهار العقد لأي جهة؟

هل على دولة أرمينيا الا تشعر بالقلق من أن عقد الإيجار يجعل الجالية الأرمنية موضوع كراهية للفلسطينيين الذين بدأوا في القول إن الأرمن خونة؟

لماذا علينا أن نعتبر البطريركية الأرمنية في القدس مؤسسة جديرة بالثقة في حين أنها تخضع للتلاعب من قبل رجلين لا يقتصر عدم كفاءتهما على العقارات فقط. على الرغم من أن أراضي البلدة القديمة في القدس هي واحدة من أغلى الأراضي في العالم، إلا أن البطريرك سعيد بمبلغ المليون دولار الذي قدّمه له الأسترالي. لكن ماذا عن نصيب الأب يريتسيان الذي يؤدي دور مخرج هذه الصفقة من المسروقات؟